ضرب الجرس وعدنا لسيرة التدريس

  • 8/31/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عاد عيالنا إلى المدارس وهأنذا أعود بدوري إلى عالم المدارس والمدرسين البلطجية الذين يعملون من الناحية الرسمية في وزارة التربية، بينما علاقتهم بالتربية مثل علاقة جعفر عباس بهيفاء وهبي (بلاش غمز ولمز وسوء ظن!! أم هو حسن ظن أن تحسب أن أبا الجعافر فتاك وفتان وعلى «علاقة» من الصنف إياه مع بنت وهبي؟ المهم منعا للقيل والقال أعلن أن علاقتي بهيفاء مثل علاقتي بروبرت موغابي بدأت بالنفور من أول نظرة، فلا سلام ولا كلام ولا موعد فـ «إلغاء»). نعرف جميعا ان كثيرين في بلداننا يدخلون مجال التدريس بسبب انعدام البدائل، وتظل هذه الفئة في حالة عكننة لأنها ارتبطت بمهنة لا توفر الوجاهة والمكانة الاجتماعية، ولا تسمح بالتسيب أو الترقي بنفس «الفرص» المتاحة لمن يعملون في إدارات ومكاتب حكومية، ونعرف أيضا أن حكوماتنا لا تكنُّ احتراما أو تقديرا لمهنة التدريس ما يجعل «كادر» المهنة الوظيفي والعائد المالي منها هزيلا، ونحو 90% من المدرسين يقضون أعمارا طويلة في المهنة دون الحصول حتى على لقب «مدير مدرسة»، وهذه فوق تلك تجعل بعض المدرسين ع الهبشة: يتميزون غيظا وغضبا على حالهم والظروف «بنت الذين» التي أرغمتهم على العمل في سلك التدريس، وبعض المحبطين منهم يجعل من الطالب الحائط القصير ويفش غله فيه، وبعض هذا البعض «إرهابي» تقشعر أبدان الطلاب لمجرد ذكر اسمائهم. في مدرسة أردنية حكومية – على ذمة صحيفة الدستور الأردنية – توجه تلميذ في الـ11 من العمر إلى أحد المعلمين في مكتبه ليشرح له مسألة أكاديمية، ولسوء حظ التلميذ كان ذلك المدرس قد دخل في مشادة وشجار لفظي مع مدير المدرسة قبل دخول التلميذ عليه، وما ان بدأ التلميذ في طرح السؤال حتى لكمه المدرس بعنف فطار لعدة أمتار واصطدم وجهه بخزانة حديدية وأصيب في عينه، وانفجرت عينه اليمنى واختلطت الشبكية مع القزحية مع القرنية حتى صارت كمونية (وهي الأكلة السودانية المريبة، والتي لن أخوض في تفاصيلها حتى لا يتهمني زول بتسريب أسرار قومية).. فقد الصبي عينه اليمني تماما لأن مكوناتها انبعجت وامتزجت ببعضها البعض. نشرت ذات عام في حسابي في فيسبوك مقالا لي سبق نشره في أخبار الخليج بعنوان «لماذا كرهت/ أحببت المدرسة»، ومن بين عشرات الذكريات عن أيام الدراسة لم تكن هناك سوى واحدة فقط جاء فيها أن كاتبتها كانت تحب المدرسة، وأجمع رواد المنتدى أنها تعاني من خلل في قواها العقلية، وباستثناء هذه المرأة (والتي اتضح أن حبها للمدرسة كان يعود لكون أمها كانت معلمة في مدرستها)، كتب الجميع عن أيام الدراسة على أنها كانت كابوسا مرعبا دام سنوات طويلة.. وكتب كثيرون عن هجرهم للدراسة بسبب تعرضهم للضرب والشتم مرارا. في الفترة الانتقالية من كلية القانون إلى كلية الآداب بجامعة الخرطوم، عملت معلما في مدرسة متوسطة في الخرطوم بحري، كان فيها مدرس سادي وهمجي.. كان أكثر ما يضايقني فيه إذلاله للطلاب الفقراء الذين كانوا يأتون إلى المدرسة بملابس مهلهلة أو متسخة: لا يملك الواحد منهم سوى قميص واحد للبيت والحي والمدرسة.. كان يجبرهم على خلع قمصانهم ويقدم لهم «الطشت» لغسلها في فناء المدرسة.. اكتشفت ان هناك 3 مدرسين آخرين مستاءون مثلي من سلوكه، وكان أحدهم من النوع الذي يجري في عروقه الدم مخلوطا بالبترول، ومن ثم كان سريع الاشتعال، وقررنا مخاطبة المدرس السادي لوقف ممارساته تلك، ودخلنا عليه نحن الأربعة وقد اتفقنا على ما سنقوله لزميلنا بدبلوماسية وهدوء، ولكن صاحبنا البترولي خرق الاتفاق وبدأ كلامه بـ: شوف يا ابن ال... والله لو أجبرت طالبا على خلع قميصه مرة أخرى.. سأهجم عليك واقطع ملابسك ولحمك!.. أصابنا الخرس وتفرقنا في أنحاء المدرسة، ولكن «الإنذار» أعطى نتائج إيجابية: لم يتعرض بعدها طالب للإذلال وقررنا التبرع شهريا بمبالغ ثابتة نشتري بها ملابس مدرسية للطلاب الفقراء.

مشاركة :