أيّد المشاركون في مؤتمر "اللغة العربية ومواكبة العصر- التحديات وسبل المواجهة"، الذي ختم أعماله بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أمس، إجراءات المملكة العربية السعودية من أجل الدفاع عن الحرمين الشريفين والمقدسات الإسلامية وردع الظلم والاعتداء على أراضيها. وثمن المشاركون القرار التاريخي لعاصفة الحزم الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، نصرة للمظلوم وردعا للظالم، ووقوفا إلى جانب الأشقاء في اليمن، واستعادة للشرعية، ولذلك حظي التحالف الدولي لعاصفة الحزم بالتأييد الواسع من الأمة العربية والإسلامية والدولية. كما رحّب المشاركون بقرار خادم الحرمين الشريفين انتهاء عاصفة الحزم بعد تحقيق أهدافها، وبدء عملية إعادة الأمل في اليمن لإعمارها وإعادة الأمن والأمان والرخاء إلى شعبها بإذن الله. جاء ذلك في البيان الختامي لتوصيات المؤتمر الذي سعى إلى تحقيق جملة من الأهداف، بينها استشراف معالم التحديات المعاصرة التي تمر بها اللغة العربية والوقوف على مظاهر الضعف اللغوي وأبعاده ومطالبة المشاركين فيه بضرورة التعرف على معالم مشروع الإصلاح اللغوي وإبراز أثر الجهود العلمية في خدمة اللغة العربية والسعي نحو استعادة العربية لدورها وهويتها ودرس مشاريع تطوير مناهج العربية. المؤتمر الذي شارك فيه العلماء والمفكرون والباحثون المتخصصون في علوم العربية وآدابها من أكثر من 30 دولة، قُدِّم له 160 بحثا تم تحكيمها علميا، ووقع الاختيار منها على 55 بحثا، تناولت أغلب المواضيع المطروحة تحت محاور المؤتمر، وعلى مدار سبع جلسات علمية. وأوصى المشاركون بالعناية الفائقة باللغة العربية الفصحى في المراحل الأولى من التعليم. كما دعا المؤتمر إلى تنمية الملكة اللغوية لدى الناشئة، بتحفيظهم القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، وحفظ النصوص اللغوية الأصيلة ومطالعتها. وأوصي المؤتمر بالعمل على تربية الذائقة الأدبية لدى الطلاب، بالكشف عن أسرار الجمال الفني في النصوص الأدبية، بعيدا عن تلقين القواعد البلاغية تلقينا جافا. وأكد المشاركون ما كشفت عنه بحوث المشاركين فيه ودراساتهم من ضرورة إعادة النظر في أوضاع تعليم اللغة العربية في البلاد العربية والإسلامية، ويدعو المؤتمر إلى أن تُعنى وزارات التعليم بوضع منهجية وظيفية جديدة في إعداد المعلمين وتأهيلهم وتدريبهم. كما دعا المؤتمر إلى العناية بالتأريخ للغة العربية تأريخا يتتبع جذورها وتراثها وثقافتها والتحديات التي واجهتها، وبيان سماتها الدلالية والصوتية والبنائية، والدراسات المقارنة بينها وبين اللغات الأخرى. وطالب المشاركون بإعادة درس المعاجم اللغوية. وأوصى المؤتمر بدرس الحروف العربية وبيان خصائصها ومزاياها الصوتية ومخارجها ومعانيها، وأصولها واللغات التي تكتب بها. وحذر المشاركون من الدعوات المشبوهة التي تنادي إلى التنظير بالعامية. وطالب المشاركون باشتراط الفصحى لغة للبرامج التعليمية والثقافية كافة في المنابر الإعلامية و القنوات الفضائية، وإخضاع المذيعين والإعلاميين لاختبارات لغوية بشكل دوري. يدعم المؤتمر المسارات التجديدية الهادفة في الأدب شعرا ونثرا، ويدعو إلى اعتماد الثقافة العربية الإسلامية ركيزة لهذا التجديد. وأوصى بالإفادة من معطيات المدارس النقدية الحديثة، والسعي لاشتراط اللغة العربية الفصيحة في الإعلانات التجارية وتعريب اللافتات الخاصة بالمحلات التجارية، وإلزام المدارس الأجنبية والدولية بتعليم اللغة العربية الفصحى والثقافة الإسلامية ضمن المواد الإجبارية، والسعي إلى التعريب الشامل للعلوم التطبيقية والطبية.
مشاركة :