غيرّت ناقلة النفط الإيرانية، أدريان داريا1 التي كانت محل مواجهة بين واشنطن وطهران، الجمعة وجهتها مجددا، حيث بدا أنها تتجه إلى ميناء الإسكندرونة في جنوب شرق تركيا. وأظهر موقع (مارين ترافيك) لتتبع حركة الشحن إن الناقلة أدريان داريا التي كانت تعرف من قبل باسم غريس 1، تتجه حاليا إلى ميناء الإسكندرونة في جنوب شرق تركيا. وهذه هي المرة الثالثة التي تغير فيها الناقلة وجهتها في غضون عشرة أيام. ويقع ميناء الإسكندرونة على بعد نحو 200 كيلومتر شمالي مصفاة بانياس في سوريا التي يعتقد أنها كانت المقصد الأصلي للناقلة. من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، الجمعة، إن ناقلة النفط الإيرانية "أدريان داريا 1" تتجه حالياً إلى لبنان لا إلى تركيا. وتحمل الناقلة مليوني برميل من النفط، وقد أفرجت جبل طارق عنها في منتصف آب بعد مواجهة استمرت خمسة أسابيع للاشتباه في أنها كانت تنقل نفطا إيرانيا لسوريا انتهاكا لعقوبات الاتحاد الأوروبي. والاثنين الماضي، نقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عن متحدث باسم الحكومة قوله، إن طهران باعت النفط الذي تحمله الناقلة، وإن مالكها سيقرر وجهتها التالية، ولم يحدد المتحدث هوية المشتري. وتسعى واشنطن إلى إنشاء تحالف دولي لمرافقة السفن التجارية في الخليج، فيما تدعو لندن إلى دعم واسع لمواجهة المخاطر على الشحن البحري في الخليج. حيث سيطلب وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب مزيدا من الدعم الدولي لحماية الشحن في مضيق هرمز عندما يلتقي بنظيريه الفرنسي والألماني في وقت لاحق الجمعة لإجراء محادثات بشأن إيران. وفي الشهر الماضي، احتجزت إيران ناقلة نفط ترفع العلم البريطاني في المضيق، وهو منفذ الخليج إلى البحار المفتوحة، ردا فيما يبدو على احتجاز بريطانيا لسفينة إيرانية في جبل طارق متهمة إياها بانتهاك العقوبات الأوروبية بنقل النفط إلى سوريا. وانضمت بريطانيا إلى مهمة تقودها الولايات المتحدة لمرافقة السفن التجارية عبر مضيق هرمز في بداية آب، لكن ألمانيا وفرنسا رفضتا المشاركة وسط مخاوف من احتمال أن تزيد فرصة حدوث صراع مفتوح مع إيران. وقال راب في بيان قبل حضور اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين في هلسنكي "نحتاج إلى أوسع دعم دولي ممكن للتصدي للتهديدات التي تواجه الملاحة الدولية في مضيق هرمز". وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الوزراء سيناقشون احتمال تدشين عملية دفاع بحري أوروبية منفصلة خلال اجتماع هلسنكي، رغم أن وزير خارجيتها هايكو ماس أقر في وقت سابق بأنها ستستغرق وقتا طويلا. وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي لوكالة فرانس برس يوم الخميس إنها ستدعم "وجودا رادعا" بقيادة الاتحاد الأوروبي. وفي الأسبوع الماضي، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الممرات المائية الدولية ستكون أقل أمانا إذا فُرضت عقوبات كاملة صادرات بلاده من النفط. وكرر راب التزام بريطانيا، إلى جانب ألمانيا وفرنسا، بالاتفاق النووي لعام 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي، وأعاد فرض العقوبات على إيران. وقال راب "الاتفاق النووي هو الاتفاق الوحيد على الطاولة الذي يمنع إيران من الحصول على سلاح نووي وسنواصل العمل معا لتشجيع إيران على الالتزام بالاتفاق بالكامل".
مشاركة :