بدء عصر الوارث الرقمي لمستخدمي حسابات الـ «سوشيال ميديا»

  • 8/31/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بسبب الارتفاع المطرد في عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بدأت مجموعة من أشهر هذه المواقع في البحث عن أفضل السبل لاستبقاء صفحات الراحلين بوصفها سجلاً لتخليد ذكراهم لدى الأحباء والمعارف. فهل يبدو هذا منطقياً؟. ويقدر عدد الحسابات على مواقع التواصل الأكثر شهرة بمئات الملايين، يتوزع أصحابها على أركان العالم الأربعة، وتختلف ثقافاتهم باختلاف بلدانهم ومناطقهم. ودفع هذا عدة مواقع، ومنها «لينكد إن»، إلى البحث جديا في كيفية التعامل مع الميراث الرقمي لأصحاب الحسابات النشطين بعد أن وافتهم المنية. وتسعى هذه المواقع إلى الموازنة بين أمرين وهما: احترام رغبات أقارب المتوفى ومشاعرهم، وعدم تحويل جزء من الموقع إلى جبانة رقمية للموتى مما قد يزعج أصحاب الحسابات الأحياء! ويقاس مستوى نجاح مواقع التواصل عادة بعدد مستخدميها النشطين. وبناء على هذا، تلجأ المواقع إلى حذف صفحة ما بعد تلقي إشعار بأن صاحب الحساب قد مات. ويتعين على الأقارب تقديم شهادة للوفاة، أو أي دليل آخر كرابط لصفحة الوفيات على سبيل المثال قبل اتخاذ قرار الحذف. وبمرور الوقت، لاحظت المواقع تزايد حرص أعداد كبيرة من الأقارب على بقاء الحسابات مفتوحة كطريقة تمكن أفراد أسرة الفقيد من تخليد ذكراه. وتشكل «لينكد إن» أحدث الشركات التي تقرر تلبية طلبات أقارب الموتى من أصحاب الحسابات النشطة في هذا المجال. وقالت متحدثة باسم الشركة إنها تطور حاليا تطبيقا اختياريا لتخليد ذكرى الراحلين باستبقاء معلومات عامة عن المستخدم مشفوعة بصورته (الملف الشخصي) مع إشارة واضحة إلى أن صاحب هذه البيانات لم يعد من بين الأحياء. ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل هذه الخدمة في العام المقبل. وعانت شركة فيسبوك هذه المشكلة لفترة طويلة مضت إلى أن قررت في عام 2015 السماح لأصحاب الحسابات بتسمية شخص ما باعتباره «وارثه الرقمي» مع تمكينه من استخدام أجزاء من الحساب بعد الوفاة. وتوفر فيسبوك هذه الخدمة الإنسانية بصورة مشروطة إذ تتلخص مهام الوارث الرقمي في إدارة الجزء الخاص بتأبين الراحل وإمكانية قبول طلبات الصداقة! ويمنع على هذا الوارث الاطلاع على رسائل الشخص أو «منشوراته» بوصفه صاحب الحساب. كما يمكن لأصحاب الحسابات أن يختاروا حذف حساباتهم بعد الوفاة. وأعلنت «فيسبوك» في أبريل الماضي أن أكثر من 30 مليون شخص استعرضوا بيانات الملف الشخصي لمتوفين شهرياً. وذكرت متحدثة باسم الشركة أن لديها الآن مئات الآلاف من مثل هذه الملفات الشخصية. أما موقع انستجرام المملوك لفيسبوك فيوفر اختياراً مماثلاً لمستخدميه، مع إتاحة الصور وأفلام الفيديو للراغبين في المشاهدة، ولكنها لن تظهر في عمليات البحث العام لبقية المشتركين. وأكد موقع تويتر أنه سيحذف أي حساب لمتوفى بناء على طلب أفراد الأسرة. أما شركة سناب مالكة تطبيق سنابتشات فقررت السماح لأي شخص بطلب حذف حساب ما إذا ما كان لديه ما يثبت وفاة صاحب الحساب. ويقول جيد بروبيكر الأستاذ المساعد في جامعة كولورادو بولدر والباحث في وسائل التواصل الاجتماعي: «إن الموت يذكرنا بمدى شباب وسائل التواصل الاجتماعي. فمع نموها المستمر، نبحث سياساتها ولوائحها، وهي أمور يجب حسمها ولم نكن نفكر في ذلك قبل عشرة أعوام». وكان بروبيكر قد ساعد فيسبوك في تصميم الملفات الشخصية التذكارية، وجهات الاتصال غير النشطة لدواعي الوفاة. وكانت شركة ميكروسوفت قد استحوذت على موقع لينكد إن في عام 2016 وتعتبره «أكبر شبكة احترافية في العالم على الإنترنت». ويجعل هذا التوصيف من ظهور ملفات أصحاب الحسابات المتوفين مسألة غريبة إلى حد ما. ولكن المتحدثة باسم الموقع أوضحت أن قرار تطوير مثل هذه الخدمة اتخذ استجابة لطلبات كثيفة من العملاء. قبل أن تحسم لينكد إن هذه المسألة، قرر بعض مستخدمي الموقع حل المشكلة بطريقتهم الخاصة. فقبل أن يتوفى ألكس بيرناكي في عام 2017، منح زوجته تولا مفتاح الدخول إلى بريده الإلكتروني، وهو ما سمح لها باستخدام حسابه على الموقع. وبدلاً من حذف صفحته، غيرت وصف البيانات الشخصية كالتالي: «مات صاحب هذا الحساب بتاريخ 11/‏‏2/‏‏2017» ونشرت معلومات تتعلق بوفاته، ما سمح لجهات الاتصال بالتعزية والتعبير عن مواساتهم. وكان الزوجان من أشهر العاملين في صناعة تصميم ألعاب الفيديو وابتكرا واحدة من أشهرها وهي «نداء الواجب». وتقول بولا: «إن حذف هذا السجل الموجود على الإنترنت سيكون بمثابة الإهانة لذكرى هذا الرجل».

مشاركة :