من عادتي بعد صلاة الفجر أن أقوم بمراجعة الرسائل الإلكترونية (الإيميل) والرد على معظمها ما أمكن إلى حين موعد الذهاب إلى عملي، وما إن فتحت جهاز الحاسوب حتى دق جرس الهاتف المتنقل (الجوال)، فقلت في نفسي.. اللهم اجعله خير.. رفعت جهاز الجوال ونظرت من يتصل في هذا الوقت، فإذا به صديقنا أبو عمر، كان يود أن يعلمني أنه وأبو معتوق قد اقتربا من مدينة الطائف وطلب مني إرسال موقع مركز الأمير سعود الفيصل لأبحاث الحياة الفطرية ليسهل عليه الوصول للمركز. أرسلت له الموقع وأغلقت الحاسوب وبدأت أُعِدُ نفسي للذهاب للقاء ضيفي أبو عمر وأبو معتوق حسب اتفاقنا المسبق لزيارة المركز لاستكمال قصة عودة المها العربي لأرض الوطن. ركبت سيارتي واتجهت جنوبا للطريق المؤدي للباحة، فالمركز يقع على بعد 30 كم من مدينة الطائف على الطريق المؤدية لمركز سديرة والمتفرع من خط الطائف الباحة، وقد أنشأ المركز مع بداية عمل الهيئة السعودية للحياة الفطرية والتي كانت تعرف سابقاً بالهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، وذلك عام 1406هـ (1986م)، وجاءت فكرة إنشاء المركز من مهندس الحياة الفطرية بالمملكة والعضو المنتدب للهيئة والداعم الحقيقي للمحافظة على الحياة الفطرية بالمملكة خلال العقدين الأولين من إنشاء الهيئة وهو سمو الأمير سعود الفيصل رحمه الله، وقد سمي المركز مؤخراً باسمه تخليداً لجهوده ودوره المهم في تأسيس البرنامج الوطني للحفاظ على الحياة الفطرية ومواطنها الطبيعية، وتقديراً لجهود سموه الحضارية الكبيرة في المحافظة على الحياة الفطرية بالمملكة، فمع انشغاله بالأمور السياسية وتميزه في الدبلوماسية العالمية، فقد أبدع يرحمه الله في تطوير برامج الحفاظ على التنوع الإحيائي، التي وضعت المملكة في الريادة في مجال المحافظة على التنوع الإحيائي سواء في مجال إكثار الأنواع البرية وتوطينها بالبرية أو إنشاء المناطق المحمية. برنامج المها العربي بالمركز وَصَلْتُ مركز الأمير سعود الفيصل لأبحاث الحياة الفطرية قبل الثامنة صباحاً بدقائق، وقد صادف وصولي تَوقُفْ السيارة التي تقل أبو عمر وأبو معتوق، وكان في استقبالنا بمدخل المركز الأستاذ ماجد الجعيد (أبو ريان) أحد شباب الوطن المكافحين والعصاميين، يتميز بحبه للعمل طموح لا محدود، بدأ حياته جوالاً (حارس محمية) في محمية محازة الصيد (والتي تعرف حاليا بمحمية الإمام سعود بن عبد العزيز)، عمل على نفسه فتدرب على الحاسوب ليستحق العمل في المركز ويبدأ رحلة أخرى ليكمل تعليمه العالي حتى حصل على درجة الماجستير بإدارة الأعمال وهو على رأس العمل حتى أصبح أحد أعمدة الإدارة بالمركز. تقدم أمامنا بمركبةٍ عليها شعار الهيئة، ليقودنا للمواقف الخاصة بالمركبات بجوار مبنى إدارة المركز، بعدها قدم إلينا مفتاح المركبة التي سوف نتجول بها داخل المركز. جلست أمام مِقود السيارة وركب أبو معتوق بجانبي وأبو عمر في المقعد الخلفي، وقبل أن أدير محرك السيارة نظرت إلى أبو معتوق الذي بدأ يُجَهز كاميرته للتصوير خلال الجولة، وقلت لهما سوف تكون جولتنا وتصوير الحيوانات من داخل السيارة، حتى لا نزعج الحيوانات وأيضا من أجل سلامتها وسلامتكم أيضاً، عندها ضرب أبو عمر بيده على كتف أبو معتوق وقال له: «سامع.. لا تتهور يا أبو معتوق وتفشلنا». ضحك الجميع ووجدتها فرصة أن أبدأ حديثي عن المركز وأهدافه قائلاً: أتعلمون أن في هذا المكان بدأت قصص نجاحات عديدة لإعادة توطين أنواع مهددة بالانقراض تسجل باسم الوطن، منها بالطبع المها العربي وطيور الحبارى والنعام أحمر الرقبة، والنمر العربي.. صرخ أبو معتوق.. النمر العربي! هل حقاً عندنا النمر.. يا أخي كنا نسمع به من الأولين ويذكرون وجوده في المناطق الجبلية من المنطقة الجنوبية الغربية من المملكة، «صح كلامك يا أبو معتوق، لكن خلينا نكمل قصة المها العربي، فالمركز لديه تجارب ناجحة تحكي قصص نجاحات لعودة أنواع فطرية، كانت تجوب بالسابق أرض الوطن قبل أن تختفي لأسباب عديدة من أهمها الصيد الجائر وتدهور بيئاتها». أدرت محرك المركبة، وبدأنا التحرك إلى مسيجات المها العربي، وخلال سيرنا سألني أبو عمر عن المركز وأهدافه؟ وهل هناك برامج أخرى بالمنطقة تعتني بالمها العربي؟ فأجبته قائلا: «سؤال مهم يا أبو عمر! فالمركز يعمل لتحقيق أهداف أساسية يمكن تلخيصها في أربعة محاور هي: * استعادة أنواع مهددة بالانقراض لتكوين مجموعات برية تتكاثر طبيعياً، وذلك في مناطق مناسبة ضمن نطاق توزيعها الطبيعي بالمملكة. * إجراء البحوث على الأنواع التي يتم إكثارها وتوطينها، كذلك على التنوع الأحيائي، خاصة التي يتم إكثارها بالمركز وكذلك بالمحميات. * إدارة ومتابعة مناطق محمية تم توطين الحيوانات التي تكاثرت بالمركز. * المساهمة بالتوعية من خلال التوعية البيئية. مع اقترابنا من مسيج المها العربي بدأت أعداد من أفراد المها العربي تلوح لنا خلف السياج بلونها الأبيض، وما إن توقفت السيارة أمام السياج، حتى وقفت ترمقنا بعيونها الجميلة والتي تغنى بها الشعراء، وهنا أخرج أبو عمر موهبته بالشعر وذكرنا بأبيات من الشعر لجميل بن معمر بن عبد الله العذري متغزلاً في حبيبته بثينة: بثينةُ تُزري بالغزالةِ في الضّحى إذا برزت لم تُبق يوماً بها بَها لها مقلةٌ كَحلاءُ نَجلاء خِلقَةً كأنَّ أباها الظبيُ أو أُمَّها مها دهتني بودٍّ قاتل وهو تلفي وكم قتلت بالوُدّ مَن وَدَّها دَها لم يكمل أبو عمر أبيات الشعر حتى صرخ أبو معتوق ليسكته قائلاً: «خلاص يا أبو عمر، سيبنا من كلام العشاق والتغزل وخلي أبو فيصل يكمل كلامه، وبعدين خبرني يا دكتور إذا المها العربي انقرض من البرية زي ما ذكرت من قبل من أين جاءت هذه المجموعة من المها العربي؟ وكمان لا تنسى تجاوب على سؤال أبو عمر هل هناك برامج بالمنطقة»؟ رد أبو عمر عليه بسرعة.. «أنت دائما عَجُولْ يا أبو معتوق! أعطي أبو فيصل فرصة يتنفس: أنعش هذا الكلام الأجواء وبدأت أجيب عن أسئلة أبو معتوق المتلاحقة فقلت لهما: «صحيح إن المها العربي انقرض من البرية، لكن هناك مجموعات موجودة بحدائق حيوان ومزارع خاصة بدول الخليج، وقد بدأت عدد من دول الانتشار الطبيعي برامج التوطين للمها العربي، ومن أهم المجموعات التي يعود لها الفضل بعد الله لمصدر المها العربي في المنطقة كانت من المجموعة الموجودة بحديقة سان دياغو بالولايات المتحدة الأمريكية، وعلى فكرة فإن أول من بدأ برنامج يهدف لحماية المها العربي هو المغفور له بإذن الله الشيخ زايد آل نهيان حيث أمر عام 1968م بالبدء بأول برنامج للإكثار بحديقة العين بالإمارات العربية المتحدة، وفي عام 1978م بدأت أول محاولة لتوطين المها العربي تحت رعاية منظمات دولية وإقليمية، بمحمية الشومري بالمملكة الأردنية الهاشمية، أما أول تجربة لإعادة توطين المها العربي بمواطنه الطبيعية كانت بمحمية جدة الحراسيس (سميت لاحقاً بمحمية المها العربي) وذلك في سلطنة عمان عام 1982م. أما هنا بالمملكة العربية السعودية فقد بدأ برنامج المحافظة على المها العربي عام 1986م، مع إنشاء المركز وذلك حين جلبت مجموعة يبلغ عددها حوالي 57 رأساً من مزرعة الملك خالد - رحمه الله - بالثمامة قرب الرياض والذي عرف فيما بعد باسم مركز الملك خالد لأبحاث الحياة الفطرية، كما أضيف إليها مجموعات أخرى جلبت من حدائق حيوان كحديقة سان دياغو بالولايات المتحدة الأمريكية، ومحمية الشومري بالأردن، وحدائق حيوان أوروبية، بالإضافة لأفراد من الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وقطر، أما أول تجربة لإعادة توطينه بالمملكة فكانت في عام 1989م بمحمية محازة الصيد والتي سميت لاحقاً مع إنشاء المحميات الملكية بمحمية الإمام سعود بن عبدالعزيز. وقد وضعت الهيئة من خلال المركز خطة عمل تتوافق مع إرشادات الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة تتمحور في عدد من المسارات متوازية ومترابطة في أماكن وأوقات محددة ومكملة لبعضها لتحقق أهداف واضحة يمكن تلخيصها بالتالي: * مسار الإكثار تحت الأسر: ويهدف إلى تكوين مجموعات من المها العربي تحت الأسر خالية من الأمراض ومتنوعة جينيا وذات تنوع عمري مناسب، لها القدرة لإنتاج أعداد متزايدة مناسبة عمرياً وجينياً وصحياً لبرامج إعادة التوطين، وهذا ما يقوم به برنامج الإكثار بالمركز. * مسار إعادة التوطين: ويهدف هذا المسار إلى تكوين مجموعات من أفراد من المها العربي حرة طليقة تتكاثر طبيعياً بمناطق محمية مناسبة ضمن نطاق توزيعها الجغرافي والتاريخي. * مسار المتابعة والأبحاث والدراسات: يهدف هذا المسار إلى تطوير تقنيات المتابعة للمها العربي بعد إعادته للبرية، وكذلك إجراء الدراسات والأبحاث اللازمة على المجموعات البرية التي أعيد توطينها وتحديد أهم المعايير لاختيار المناطق المناسبة لتوطين المها العربي. * مسار التعاون الإقليمي والدولي للحفاظ على المها العربي: ويهدف هذا المسار للاندماج في برامج إقليمية ودولية للمحافظة على المها العربي، ومن أهمها المشاركة في برامج الأمانة العامة لصون المها العربي والتي تضم في عضويتها 10 أعضاء يمثلون دول الانتشار، وتعمل الأمانة على المساهمة بوضع الخطط المشتركة وتنظيم تبادل الخبرات وعقد ومشاركة في ورش العمل التدريبية والندوات والمؤتمرات تخدم المحافظة على المها العربي، ومقرها أبو ظبي بدعم سخي من هيئة أبو ظبي للبيئة. توقفت بعد هذا الحديث المطول لأنظر إلى صاحبي لربما أصابهم الملل من حديثي، ولكن فاجأني أخونا أبو معتوق كعادته فقد سارع بالحديث قائلاً: «أكيد هناك صعوبات وتحديات واجهت برنامج الإكثار؟ وبعدين كمل ليش دائما تقول مها عربي.. مها عربي.. يعني في مها غير هذا المها»؟ التحديات في برنامج توطين المها العربي لم أتمالك نفسي من التبسم في وجه صاحبنا أبو معتوق والذي أبدى اهتمامه بموضوع المها العربي، ولأشبع رغبته بمعرفة المزيد عن المها العربي ذهبت بهما إلى ظل شجرة سمر كبيرة تقع قبالة أحد المسيجات التي تحوي مجموعة من المها العربي جلبت من محمية محازة الصيد. فطلبت منهم النزول من السيارة وقمت بإخراج مفرشة وفردها تحت ظل الشجرة كذلك أخرجت القهوة العربية وصحنان بأحدهما تمر من النوع السكري، والآخر رطب الروثانة والذي نزل بالسوق قبل أيام. جلسنا على الأرض نحتسي القهوة العربية المهيلة مع التمر السكري ورطب الروثانة، وأمامنا قطيع المها العربي بلونه الأبيض وقد أظلتهم سحابتين لتعرض لوحة جميلة مع خلفية السماء الزرقاء في أجواء طائفية رائعة، جعل أبو معتوق يتكلم بصوت حنون: «الآن هات من شِعْرِكْ يا أبو عمر مع هذه الأجواء الشاعرية»، ابتسم أبو عمر وقال: «تدري أنا أقول لك شِعْراً، لكن سأريح أبو فيصل منك وأجاوبك على سؤالك عن أنواع المها، ثم نظر إلي وقال تسمح لي يا أبو فيصل، أنا سويت بحث في جوجل فوجدت أن المها العربي ينتمي إلى عائلة البقريات Bovidae ، وهذه العائلة تضم ثلاثة أجناس منها الجنس (Oryx) والذي ينتمي إليه عدد من أنواع من المها هي: مها الداما أو أبو حراب O. dammah وهذا النوع من المها كان يستوطن الصحراء الكبرى من شرق ليبيا إلى موريتانيا، ولكنه انقرض من البرية تماماً، لكن جهود دول أفريقية لإعادة توطينه وإعادته للبرية نجحت في بعض المناطق، ومن أهم برامج التوطين الناجحة لهذا النوع ما قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلةً بهيئة البيئة بأبو ظبي من جهود جبارة لإعادته في صحراء دولة تشاد. و مها البيسا O. beisa ويستوطن شرق أفريقيا أثيوبيا وكينيا وجنوب السودان وتنزانيا، ويذكر أنه اختفى من جيبوتي وإريتريا وصوماليا والسودان وأوغاند، وعليه فهو من الأنواع المهددة بالانقراض، وهناك تحت نوع من المها يعرف بالمها ذو الأذن الجانبية O. beisa callotis، وينتشر في كينيا وتنزانيا وهو مهدد بالانقراض. أما النوع الآخر فهو مها الغزال O. gazella وهذا النوع ينتشر في بوتسوانا ونامبيا وجنوب أفريقيا وزيمبابوي، وربما انقرض من دولة أنجولا، وهو من الأنواع الغير مهددة بالانقراض، أما النوع الأخير فهو المها العربي وهو أصغر الأنواع المنتمية لجنسOryx ، وهو هذا الذي أمامنا المها العربي، وسمي بالمها العربي لأن وجوده مقتصر على جزيرة العرب». هنا تكلم أبو معتوق وقال وهو يحرك راسه: «ما شاء الله عليك يا أبو عمر شكلك تقرأ من ورانا ونحن ما ندري، طيب بالمرة كمل السالفة وكلمنا عن التحديات الذي واجهها برنامج المها العربي بالمملكة»، هنا ضحك أبو عمر وقال: «لا.. لا هذا الموضوع عند أبو فيصل». هنا تذكرت الورقة التي نشرتها قبل أكثر من 12 سنة تتحدث عن المعوقات والصعوبات التي واجهت برامج التوطين للمها العربي بدول الانتشار، فقلت لهم: هذا الموضوع عندي، ولتوضيح ذلك أقسم التحديات إلى قسمين الأولى خلال برنامج الإكثار والثانية خلال برامج الإطلاق بالبرية. فيما يتعلق بالإكثار تحت الأسر بالمركز فقد واجه البرنامج مشكلتين جداً صعبة احتاجت إرادة قوية لدعم البرنامج تمثلت المشكلة الأولى في كيفية التعاطي مع قلة الأعداد والذي يؤثر على التنوع الجيني بالقطيع، والمشكلة الثانية هو ظهور مرض السل الرئوي (Tuberculosis) في القطيع، وهذا المرض يعتبر من الأمراض الخطيرة في ذلك الوقت، وعادةً ما يتم القضاء على القطيع للحفاظ على سلامة القطعان الأخرى، وكذلك الحفاظ على الإنسان فهو يمكن أن يؤثر على العاملين بالمركز، لكن لأهمية القطيع فقد تقرر التعامل مع المشكلة المرضية من خلال برنامج بيطري مكثف يعتمد على العناية البيطرية والمتابعة لتطور المرض بالقطيع وتجربة عدد من العلاجات والتحصينات، كذلك تم سحب الصغار بعد الولادة مباشرة والعناية بها يدوياً لتفادي انتقال المرض للصغار عن طريق الأم، وهذه التجربة قدمت للعالم حلولاً لعلاج هذا المرض في قطعان الثدييات الأخرى. أما بالنسبة للمشكلة الجينية والتي تتمثل بقلة الأعداد، وعدم وجود أية معلومات بالشجرية الأبوية للقطيع القادم من مزرعة الملك خالد بالثمامة، فعليه فقد تم اعتبار كل فرد بأنه من نسل منفصل وتم برنامج الإكثار بينها، كما تم تقسيم القطيع إلى ثلاث مجموعات هي: مجموعة الجيل الأول (أ) وتمثل قطيع المها العربي الذي جاء للمركز، أما المجموعة الثانية (ب) فتمثل نتاج الجيل الأول فيتم رعايتها يدوياً وهي تعتبر الأمهات لأفراد المجموعة الثالثة (ج) والتي تم بها برامج التوطين في المحميات الطبيعية التابعة للهيئة. وبفضل من الله تم في عام 1994م الاعتراف دوليا بأن مجموعة المها التي تكاثرت في الأسر بالمركز هي الأكثر تنوعا وراثيا في العالم، كذلك تقدير للجهود التي بدلت من قبل المركز لعلاج مجموعات من القطيع الأول للمها العربي من مرض السل الرئوي. أما بالنسبة للصعوبات والتحديات الأخرى فهي تتعلق بمرحلة إطلاق قطعان المها العربي في مناطق انتشاره بالبرية، ولشرح ذلك أرى أن نؤجلها لزيارة محمية محازة الصيد (محمية الإمام سعود بن عبد العزيز) وذلك لتوضيح هذه الصعوبات على الطبيعة، والآن قوموا وريحوا حتى صلاة الظهر بعدها نصلي ونتحرك إلى الطائف نتناول طعام الغذاء ونمشي بعدها للمحمية. هنا اعتدل أبو معتوق في جلسته وقال: «مرة ثانية تعلقنا يا أبو فيصل.. لا حول ولا قوة إلا بالله»، هنا تدخل أبو عمر وقال يا أخي الدكتور معه حق، أنت مُسَرّينا قبل الفجر، وفيها مشوار 170 كم للمحمية تحت شمس القايلة، وفوق ذلك تريد العودة لجدة الليلة لأن أم معتوق ما سمحت لك البيات خارج البيت، هنا نظر أبو معتوق لأبو عمر وقال له: «لازم هاذي الفضائح، لكن تدري الشورة شورتكم والهداية من الله».
مشاركة :