محمد بن سلمان في عيد ميلاده الـ ٣٤: سياسيٌ غر أم إصلاحيٌ لم يسبق له مثيل؟

  • 8/31/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

احتفل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي السبت بعيد الميلاد الرابع والثلاثين لولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وبهذه المناسبة، انهالت التهاني والتبريكات على الأمير الشاب من المتفاعلين سيما في المملكة السعودية، وذلك باستخدام هاشتاغ "محمد بن سلمان ٣٤ سنه" والذي حصد أكثر من ٣٥ ألف تغريدة حتى لحظة إعداد هذا التقرير، الى جانب هاشتاغات أخرى مثل: محمد بن سلمان، عيد ميلاد محمد بن سلمان. مصدر الصورةFAYEZ NURELDINEImage caption ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورغم غلبة الطابع الاحتفالي على التدوينات المتداولة تحت هذه الهاشتاغات إلا أن الانتقاد والتأنيب لولي العهد كان حاضراً أيضاً سيما فيما يتعلق بسجل حقوق الانسان في بلاده. وبخلاف عبارات التهنئة الشائعة في مناسبةٍ كتلك، خصوصاً السعودية منها مثل "جعلها تبطي سنينك"، تمحورت تدوينات المحتفلين حول ما اعتبروه دوراً إصلاحياً يضطلع به بن سلمان في المملكة السعودية. وفي هذا السياق كتب أحمد الصقر: "‏كنا بحاجة الى هذه القوة .. كنا بحاجة الى هذا القائد .. كنا بحاجة الى هذا الطموح .. محمد بن سلمان .ليس منا من لم يفتخر بهذا الصوت القيادي الذي سيأخذنا بمشيئة الله الى القمة التي العرب أولى أن تتسيدها وتجلس عليها ..أهني وطني بأمير التطوير والتميز .. #محمد_بن_سلمان_34_سنه". وكتبت المستخدمة نوال مشيدة بدور بن سلمان في محاربة ما يسمى الإرهاب قائلة: "يامرهب الارهاب ذكرك لاح . ‏وان لاح ذكرك! صرصرٍ عاتي . ‏مثل آية الكرسي على الاشباح. ‏من عقبك المرعوب لايحاتي. كل عام وسموكم وشعبكم بخير". ولفت انتباه البعض الطريقة التي لجأ اليها مستخدم يطلق على نفسه اسم الصخرة للتعبير عن حبه وولائه لبن سلمان حيث نشر صورة له يظهر فيها صدره حاملاً وشم بن سلمان. وكتب قائلاً: " عز الوطن قائد ثورة التغيير وقاهر المتطرفين في قلوبنا💕💕 صباحكم انا 💪💪" وكانت السعودية قد شهدت العديد من التغييرات الاجتماعية منذ تولى محمد بن سلمان ولاية العهد فيها. ومن أبرز هذه التغييرات تقويض السلطات الممنوحة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنح المرأة السعودية حق قيادة السيارة، وأخيراً منح من تجاوزن سن ٢١ سنة حق السفر واستخراج جواز السفر دون الحاجة لإذن ولي الأمر. كما بادر بن سلمان إلى طرح ما يُطلق عليه "رؤية ٢٠٣٠" حيث تم بموجبها إنشاء "الهيئة العامة للترفيه" التي بادرت الى تنظيم العديد من الأنشطة الترفيهية التي كان الشعب السعودي يفتقدها على أرضه حتى وقتٍ قريب. ويُعتقد أن مثل هذه القرارات أكسبت الأمير الشاب شعبيةً كبيرة في أوساط الإصلاحيين سيما الشباب منهم. وعلى الجانب الآخر، رأى البعض في عيد ميلاد بن سلمان مناسبةً للتذكير بما اعتبروه سجلاً حافلاً بانتهاكات حقوق الانسان. وهنا كتب صاحب حساب ahlem711 قائلاً :"‏ #محٍمد_بنٍ_سٍلمان_3ٍ4_ٍسنه. ‏العفيفة هيلة القصير العنزي، ‏ مضى على اعتقالها مايزيد عن 8سنوات، عُذبت وهُتك سترها في سجون المباحث السعودية، ‏وقد اتهمت بقضايا هي منها بريئة !!. ‏حكمت ظلما وعدونا 15عام". يشار الى أن عدداً من معتقلي الرأي والناشطين والناشطات ما يزالون يقبعون في السجون السعودية رغم المطالبات الدؤوبة لمنظمات حقوق الانسان بالإفراج عنهم. ويعد بن سلمان أصغر ولي عهد في تاريخ المملكة السعودية، كما أنه أحد أصغر القادة السياسيين عربياً وحتى عالمياً، حيث يشغل حالياً الى جانب ولاية العهد منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ومنصب وزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون السياسية والأمنية وكذلك منصب رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية السعودي. وقد ولد عام 1985 بالعاصمة السعودية الرياض، ليكون الابن السادس للملك سلمان بن عبدالعزيز من الأميرة فهدة بنت فلاح بن سلطان آل حثلين العجمي. تلقى تعليمه في مدارس الرياض وتردد أنه كان من ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة في الثانوية العامة، وقد حصل بعدها على بكالوريوس القانون من جامعة الملك سعود، محتلاً المرتبة الثانية في دفعته. عمل في مجال الأعمال قبل أن يدخل حلبة السياسة ويتبوأ منصب ولي العهد في 21 يونيو/ حزيران 2017، بعد قرار باعفاء وزير الداخلية السابق محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود من المنصب. ورغم سني حياته السياسية الغضّة نسبياً، يترافق اسم محمد بن سلمان مع قضايا سياسية كبرى أبرزها الحرب الدائرة حالياً في اليمن، والأزمة القطرية، وقضية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي. ولا يبدو أن بن سلمان قد حقق النجاح المرجو في أي من هذه القضايا على الأقل، الأمر الذي ألحق الضرر بسمعته السياسية والحقوقية. وكشف تقرير لصحيفة الغارديان مؤخراً عن تلقي شركة "سي تي اف بارتنرز" البريطانية للدعاية والعلاقات العامة، مئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية من الحكومة السعودية لتلميع صورة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

مشاركة :