عقب انطلاق حملة الانتخابات الرئيسية في الولايات المتحدة التي ستجري في العام المقبل انتقد الجمهوري الأميركي جيب بوش أمس منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة لأنها عبرت عن تحفظات بشأن محادثات التجارة الخارجية وهي قضية نادرة يتمتع فيها البيت الأبيض بدعم الجمهوريين ويواجه معارضة كثير من الديمقراطيين. وقال بوش الحاكم السابق لولاية فلوريدا الذي يتوقع أن ينضم إلى سباق الرئاسة إن «كلينتون أيدت اتفاقيات التجارة الخارجية عندما كانت وزيرة للخارجية لكنها تلزم الصمت الآن وهي تسعى للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي». ويبحث بوش وهو شقيق الرئيس الأسبق جورج بوش الابن وابن الرئيس الأسبق جورج بوش الترشح للرئاسة هو الآخر عن الحزب الجمهوري. وأعرب بوش في تسجيل مصور أصدرته لجنة الحق في النهوض وهي حركة سياسية الأسبوع الماضي: «يجب أن نؤدي بصورة أفضل من السياسة الخارجية لأوباما وكلينتون التي أضرت بالعلاقات مع حلفائنا وشجعت أعداءنا». ويناقش الكونغرس الأميركي ما إذا كان سيمنح الرئيس باراك أوباما سلطة «المسار السريع» للتفاوض على اتفاقات مثل الشراكة عبر الهادي التي تضم 12 دولة. ويقول البيت الأبيض إن «الاتفاق سيفتح أسواقا جديدة للصادرات الأميركية ويساعد الشركات على المنافسة في الخارج». ولكن الكثير من الديمقراطيين ومؤيديهم بما في ذلك نقابات العمال يقولون إن «اتفاقات التجارة الحرة يمكن أن تساعد الشركات الكبيرة على حساب الوظائف الأميركية». وانتقد أعضاء ديمقراطيون بالكونغرس تحقيقا يقوده الجمهوريون في هجمات 2012 على منشآت أميركية في بنغازي بليبيا، ووصفوا التحقيق بأنه هجوم سياسي على كلينتون، مستندين في ذلك إلى احتمال تأجيل تقريره النهائي حتى عام 2016. وفي الوقت نفسه أثارت رسالة لوزارة الخارجية الأميركية متعلقة بالأمر المزيد من الجدال حول هذا الموضوع. ووصفت الرسالة «الأولوية القصوى» للجنة التحقيق بأنها جمع رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بكلينتون عن بنغازي وهو ما سيثير على الأرجح شكاوى الديمقراطيين من أن التركيز يعبر عن رغبة في تقويض حملة كلينتون للرئاسة. وكانت كلينتون المرشحة الأبرز لخوض انتخابات الرئاسة عن الحزب الديمقراطي في 2016 وزيرة للخارجية عام 2012 عندما أدت هجمات على منشأة دبلوماسية وقاعدة للمخابرات المركزية الأميركية في ليبيا إلى مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين. وقال النائب الجمهوري تري جاودي الذي يرأس لجنة التحقيق التابعة للمجلس أن «نشر التقرير النهائي للجنة قد يتأخر إلى عام 2016 وهو ما سيكون في خضم الحملة الرئاسية لكلينتون». ولكنه رفض اتهامات الديمقراطيين بأنه يحاول تقويض مساعي كلينتون لخوض انتخابات الرئاسة عن الحزب الديمقراطي. وقال جاودي إنه «لا يسعى لإطالة أمد التحقيق»، ولكن الديمقراطيين يقولون إن «الأنباء التي أفادت بأن تقرير لجنة بنغازي قد يتأخر حتى عام 2016 تؤكد شكوكهم». وأظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة «كينيبياك» الأميركية نشر أمس أن هيلاري كلينتون والجمهوري ماركو روبيو يعتبران الأوفر حظا لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016. ولدى الناخبين الديمقراطيين نالت كلينتون التي أعلنت ترشيحها قبل أسبوعين 60 في المائة من تأييد الناخبين متقدمة بفارق كبير على منافسها المحتمل نائب الرئيس السابق جو بايدن 10 في المائة الذي لم يعلن بعد نواياه بالنسبة للسباق الرئاسي. وبحسب هذا الاستطلاع فإن السيدة الأولى الأميركية السابقة ستفوز في منافسة أي مرشح جمهوري. لكن هذا النبأ السار لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة واجهته نتيجة أقل إيجابية إذ إن أكثر من نصف كل الناخبين الذين استطلعت آراؤهم يعتبرون أن هيلاري كلينتون ليست جديرة بالثقة. ويذكر أن كلينتون أعلنت ترشحها للرئاسة وتعد بأن تكون نصيرة للأميركيين العاديين، وخسرت كلينتون فرصة الترشح عن الحزب الديمقراطي في معركة شرسة أمام أوباما عام 2008. ويقول معاونون إن «حملة كلينتون للترشح في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 ستركز على خططها الرامية للتعامل مع عدم المساواة الاقتصادية وعلى العلامة التاريخية الفارقة بتولي امرأة مقعد الرئاسة الأميركي لأول مرة». ولكن بعد عقود من كونها في نظر الرأي العام زوجة للرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وعضوة في مجلس الشيوخ ووزيرة للخارجية فإنها قد تواجه تحديا في إظهار جانب من التواضع يتمثل في التواصل مع الناخبين العاديين. ونفت كلينتون في مذكراتها بعنوان «خيارات صعبة» الانتقادات الجمهورية لطريقة تعاملها مع الهجمات. ووصفت تلك الانتقادات بأنها «استغلال لمأساة من أجل تحقيق مكاسب سياسية».
مشاركة :