إعداد: زهير العربي حققت مؤشرات الأسهم الأمريكية مكاسب ملحوظة خلال تداولات الأسبوع الماضي؛ بعد شهر عصيب شابته العديد من التقلبات والخسائر، وأغلقت «وول ستريت» تداولاتها على ارتفاع هو الأول منذ بداية أغسطس/آب، وقد دفعت العديد من الأسباب بالأسواق إلى تحقيق هذا الانتعاش، بما في ذلك التفاؤل حيال قضية الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتكهنات المرتبطة باحتمالية إيجاد حلول فاعلة للقضية، ورغبة الطرفين في التوصل إلى مقاربة؛ بعد أن عانى كل طرف منهما، الأمرين؛ نتيجة تصاعد وتيرة الخلاف بينهما خلال الفترة الماضية.كان لبيانات الإنفاق الاستهلاكي في أمريكا، والذي يمثل جزءاً كبيراً من النمو الاقتصادي الحقيقي، الدور الكبير في الانتعاش، الذي حققته الأسواق خلال الأسبوع الماضي؛ حيث أظهرت أن الإنفاق الاستهلاكي سجل ارتفاعاً بنسبة 4.7% خلال النصف الثاني من العام الجاري، وهو أكبر نسبة نمو منذ نحو 4 سنوات، وفيما يتعلق بالقضية الأكثر حساسية خلال هذه الفترة، وهي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن الاحتمالات المرتبطة بخروجها بدون اتفاق أصبحت أكثر ترجيحاً؛ بعد قرار رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون تعليق مهام البرلمان البريطاني لمدة شهر كامل، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة منه لتفادي اعتراض المجلس على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق؛ وذلك قبل الموعد النهائي المحدد في الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر/تشرين الأول. حالة هشاشة كانت الحرب التجارية التي تدور رحاها حالياً بين الولايات المتحدة والصين العامل الأكثر أهمية في الخسائر التي تكبدتها الأسواق خلال شهر أغسطس/آب، إلا أن محللين أشاروا إلى أنه وعلى الرغم من أن الأسهم عانت خسائر كبيرة خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي، وعانت موجات بيع كبيرة، فإن العديد من المؤشرات استطاعت خلال ذلك تحقيق نمو سنوي كبير حتى الآن؛ حيث سجل مؤشر «اس آند بي 500» القياسي نمواً بمقدار 17% منذ بداية العام، على الرغم من أنه تراجع بنسبة 3.5% عن أعلى مستوى سجله. «وول ستريت» فيما يتعلق بأداء الأسهم، خلال الأسبوع الماضي، فقد كان متقلباً كما كانت الحال طوال الشهر الماضي؛ لكن «وول ستريت» تمكنت من إنهاء تداولاتها بمكاسب ملحوظة؛ حيث أنهى مؤشر داو جونز تداولاته بارتفاع بلغ 3.02% على أساس أسبوعي؛ ليسجل مكاسب بلغت 13.2% منذ بداية العام الجاري حتى الآن؛ لكن المؤشر سجل خسائر شهرية بنحو 1.7%، فيما حقق أيضاً مؤشر «اس آند بي 500» نمواً أسبوعياً ب2.8%، لتبلغ مكاسبه منذ بداية العام وحتى الآن 16.7%، بينما سجل خسائر 1.8% هذا الشهر، أما ناسداك الذي أنهى تداولاته الأسبوعية بارتفاع بلغ 2.72%، فقد كان الرابح الأكبر؛ من حيث المكاسب التي حققها منذ بداية العام الجاري؛ حيث صعد حتى الآن بنسبة 20%، في حين انخفض بنحو 2.6% في أغسطس/آب. الأسهم الأوروبية سجلت مؤشرات الأسهم الأوروبية مكاسب أسبوعية على خلفية التفاؤل التجاري، إلا أنها شهدت خسائر شهرية قوية؛ حيث أنهى مؤشر «ستوكس 600» تعاملات الأسبوع عند مستوى 379.5 نقطة، مسجلاً مكاسب بنحو 2.2% فيما شهد خسائر بأكثر من 1.6% خلال الشهر، وحقق مؤشر «فوتسي» البريطاني أرباحاً أسبوعية بنحو 1.6%، على الرغم من أنه فقد حوالي 5% في الشهر، فيما شهد مؤشر «داكس» الألماني مكاسب تتجاوز 2.8% في الأسبوع، في حين أنه سجل خسائر تتجاوز 2% خلال أغسطس/آب، كما ارتفع مؤشر «كاك» الفرنسي خلال الأسبوع 2.9%؛ لكنه سجل خسائر بنحو 0.7% خلال هذا الشهر. المؤشرات الآسيوية كانت المؤشرات الآسيوية الخاسر الأكبر هذا الأسبوع؛ بعد أن هبط مؤشر نيكاي 225 بنسبة 0.3%، فيما سجل خسائر شهرية بنسبة 3.8%، إضافة إلى مؤشر هونج كونج الذي سجل خسائر أسبوعية بلغت 1.99%. سندات الخزانة تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية في شهر أغسطس/آب، مع تدفق المستثمرين على شراء الديون وسط المخاوف التجارية والاقتصادية.وتراجع العائد على الديون الحكومية في الولايات المتحدة لأجل 10 سنوات بنحو 53 نقطة أساس خلال شهر أغسطس/آب الذي انتهت جلساته أول أمس الجمعة، وهي أكبر وتيرة هبوط منذ أغسطس2011، وكان أداء عوائد سندات الخزانة مستحقة السداد بعد 10 أعوام خلال هذا الشهر، هو المسؤول عن حوالي نصف وتيرة الهبوط في العام الحالي حتى الآن.وشهد شهر أغسطس كذلك تراجع العائد على السندات الأمريكية لأجل 30 عاماً دون مستوى 2% للمرة الأولى في التاريخ، كما عانى العائد على الديون الأمريكية ذات آجال الاستحقاق بعد 30 عاماً تراجعاً ب 57 نقطة أساس خلال شهر أغسطس، وهي أكبر وتيرة هبوط منذ سبتمبر/أيلول 2011، وبالنسبة لعوائد سندات الخزانة لعامين، فتراجعت 38.8 نقطة أساس خلال أغسطس، ما يجعله أكبر وتيرة انخفاض شهري منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2008.وتسير عوائد السندات في اتجاه عكسي مع أسعار تلك الديون الحكومية، وتعرض سوق السندات إلى إقبال قوي من قبل المستثمرين في شهر أغسطس على خلفية تجدد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين حول العالم، إضافة إلى المخاوف ذات الصلة بتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي. النفط أنهى خام برنت تداولاته في شهر أغسطس/آب على هبوط قدره 7.3% في حين انخفض الخام الأمريكي 6%، إلا أن الخامين القياسيين سجلا مكاسب على مدار الأسبوع مع صعود برنت 1.8% والخام الأمريكي 1.7%، فيما يرجع جزئياً إلى آمال بانحسار التوترات التجارية بين أكبر بلدين مستهلكين للنفط في العالم. الذهب بعد الهبوط الطفيف الذي شهدته أسعار الذهب العالمية في تداولات الجمعة، لم تتمكن من تحقيق نمو أسبوعي، وأنهت التداولات بتراجع بلغ 0.5% إلى 1529 دولاراً للأونصة، إلا أن المعدن الأصفر أضاف إلى سعره أكثر من 90 دولاراً خلال أغسطس، بنسبة نمو بلغت 7.76% على أساس شهري. العملات: * الدولار واليورو لامس المؤشر الرئيسي للدولار والذي يتبع أداء الورقة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية أخرى في نهاية تداولاته الأسبوعية مستوى 99.023 وهو أعلى مستوى في أكثر من عامين، وفي المقابل عمق اليورو من خسائره دون مستوى 1.10 دولار للمرة الأولى في أكثر من عامين؛ حيث تراجعت العملة الأوروبية الموحدة مقابل نظيرتها الأمريكية بنحو 0.7% لتسجل 1.0982 دولار.وفي الوقت نفسه، شهد اليورو خسائر ملحوظة، مقابل الين الياباني والجنيه الاسترليني والفرنك السويسري، وانخفضت العملة الأوروبية الموحدة أمام نظيرتها اليابانية 0.8% مسجلاً 116.83 ين، كما هبط أمام العملة البريطانية بنحو 0.4% ليسجل 0.9042 استرليني. * اليوان تراجعت عملة الصين أمام نظيرتها الأمريكية خلال شهر أغسطس/آب، مسجلة أكبر وتيرة هبوط منذ عام 1994، وانخفض اليوان الصيني أمام الدولار الأمريكي 3.8% خلال شهر أغسطس، وتعد هذه الخسائر هي الأكبر منذ عام 1994 عندما قامت الصين بتوحيد أسعار الصرف الرسمية السوقية، ومنذ بداية العام الحالي وحتى الآن، لا يزال اليوان الصيني يعاني خسائر بنحو 3.76% أمام الدولار الأمريكي. * الين ارتفع الين الياباني ليحقق أكبر مكاسبه الشهرية في ثلاثة أشهر مع تآكل شهية المستثمرين لأسواق الأسهم؛ بفعل تدافع عالمي على الأصول الآمنة، وتقدم الين، الذي يرتفع تقليدياً في فترات عدم التيقن الاقتصادي والجيوسياسي، 0.1% مقابل الدولار إلى 106.39 ين، والعملة مرتفعة أكثر من 2% في أغسطس؛ لتحقق أكبر صعود شهري لها منذ مايو/أيار.
مشاركة :