شنت حركة طالبان اليوم السبت هجوماً من عدة اتجاهات على قندوز، المدينة الاستراتيجية شمال أفغانستان والتي تعرضت لهجمات متكررة منذ عام 2015. ويأتي الهجوم الذي لا يزال جارياً في وقت تسعى الولايات المتحدة وأفغانستان في الدوحة إلى التوصل لاتفاق يؤدي إلى انسحاب آلاف العسكريين الأميركيين من أفغانستان مقابل ضمانات أمنية عدة. وقال مسؤولون إن العملية بدأت قرابة الساعة 01:00 بتوقيت الجمعة حين هاجم مقاتلون من طالبان المدينة انطلاقاً من اتجاهات متعددة. وأكد المتحدث باسم شرطة قندوز سيد سرفار حسيني لوكالة "فرانس برس" أن "القتال متواصل. وصلت القوات الخاصة وهي تحاول صدّ هجمات طالبان". من جهته، أعلن من جهته المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أن هجوم السبت أدى إلى السيطرة على عدة مبانٍ مهمة. وقال لصحافيين: "هاجمت طالبان مدينة قندوز هذا الصباح من اتجاهات متعددة. نحن الآن في المدينة وسيطرنا على مبان حكومية الواحد تلو الآخر". من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة صديق صديقي إن قوات الأمن الأفغانية تصد الهجوم في بعض أجزاء المدينة، وهي مفترق طرق استراتيجي يسهل الوصول إلى جزء كبير من شمال أفغانستان وكذلك العاصمة كابول الواقعة على بعد 335 كيلومترا. في سياق متصل، قال عضو مجلس الولاية، غلام رباني لوكالة "أسوشيتد برس" إن طالبان سيطرت على مستشفى المدينة، مشيراً إلى سقوط ضحايا من الجانبين في القتال المستمر. كما أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع، روح الله أحمد زاي، للصحفيين في كابول أن المسلحين أخذوا مرضى المستشفى كرهائن. وأضاف: " يمكن أن نهاجم بسهولة كبيرة لكننا لا نريد خسائر بشرية". وأضاف أن 26 من مقاتلي طالبان قتلوا في غارة جوية لكنه لم يذكر أي خسائر في صفوف المدنيين أو قوات الأمن الأفغانية. وأواخر أيلول/سبتمبر 2015، هاجمت حركة طالبان مدينة قندوز الواقعة قرب الحدود مع طاجيكستان، وتمكن المتمردون من السيطرة عليها لوقت قصير. ولم تتراجع طالبان إلا بعد دعم جوي أميركي مكثف للقوات الحكومية الأفغانية. وأظهر سقوط قندوز مدى ضعف قوات الأمن الأفغانية وكان من العوامل التي حملت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عن التراجع عن قرار سحب القوات الأميركية من البلاد. ومنذ ذلك الحين، تعرضت المدينة لهجمات متكررة من طالبان من غير أن ينجح المتمردون في السيطرة عليها مجدداً بشكل كامل.
مشاركة :