مصطفى العقاد: استشرت علماء الدين لتفادي المخالفة في الرسالة

  • 9/1/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ضمن برامج الإذاعة المصرية حل ضيفا المخرج الراحل مصطفى العقاد، متحدثا عن إخراجه لفيلم الرسالة، قائلا: عندما قمت بإخراج فيلم الرسالة، استشرت علماء الدين المسلمين لتفادى إظهار مشاهد أو معالجة مواضيع، قد تكون مخالفة لتعاليم الدين الإسلامي، فقد شعرت بواجبى كمسلم عاش في الغرب، بأن أقوم بذكر الحقيقة عن الإسلام، كدين يتبعه ٧٠٠ مليون في العالم.وعن تربيته المتشددة، قال العقاد: ولدت وسط عائلة محافظة في مدينة حلب وسط جو طغت عليه التربـية الأسرية بكل التزامها، مشيرا إلى أن تلك الفترة كانت أشبـه بالسكنى في ديـر رهبان.وأشار إلى بداية تعلقه بالسينما، والتى كان لجان كاليدس العامل في سينما أوبرا، خمسينيات القرن الماضي، دور كبير فيها، وحكى أن كاليدس كان جارا لهم في حى الجميلية، وكان يصطحبه خلال سنوات المراهقة معه إلى السينما لكى يشاهد الأفلام وهى تعرض مرة ومرتين وثلاثا، وكان العقاد يشاهد آليـة عمل جاره، وهو يضع بكرات الأفلام، ويقص المشاهد الممنوعة منها. وواصل العقاد: كل تلك الأحداث لعبت دورًا كبيرًا في وصولى إلى نقطة التـحول في حياتي، فأردت دراسة السينما والسفر إلى هوليوود، وجاء ذلك القرار ليجعل كل البـلد تسخر منى لاستحالة تحويل ذلك الحلم إلى حقيقة، في ظل عسر الحال الذى تعانى منه الأسرة، والرفض الاجتماعى المحيط لهذه المهنة.وتابع العقاد حديثه: ولأن والدى ربانى على الحرية، قال لي: اختر حياتك بما يتناسب معك، لكننى لن أستطيع تقديم أى دعم مادى لك، فاضطررت للعمل سنة كاملة كى أوفر ثمن بطاقة طائرة إلى أمريكا بعد أن راسلت جامعة UCLA، وتم قبولى فيها، إلى أن أنهيت رحلتى وعدت إلى بيروت، لأبدأ في فيلم الرسالة الذى واجهتنى عوائق كثيرة فيه، وبعد أن استكملت تصويـر الفيلـم، واجهت سيلا من الانتقادات والاعتراضات بلغت حد استخدام العنف، ثم عملت فيما بعد على طرح نموذج آخر أكثـر معاصرة لكى أتكلم من خلاله عن المقاومة الشعبية الليبية التى قادها الشهيد عمر المختار بعد أحداث الاحتلال الإيطالي، والمختار كما أراه ما هو إلا رمز لكل حركة مقاومة على صعيـد العالم العربى إبـان فترات الاحتلال الأجنبى حتى يومنـا هذا، وقمت بالاستعانة بهارى كريج كاتب سيناريو الرسالة نفسه ليكتب سيناريـو الفيلم الذى أتاح لى مزيدًا من التحرك على الجانب الدرامى مع إمكانية تناول الشخصيات وغنى الأرشيف الإيطالى بوثائق تلك الفترة على عكس ما واجهه من محاذيـر رقابـية جمّة وممنوعات عديدة في فيلم الرسالة، فرضت عليّ التعامـل مع الأمر بشيء من الصعوبة في ظل عدم إمكانيـة ظهور أبطال المرحلة الرئيسيين كالنبى وخلفائه في الفيلم، الصعوبة التى واجهتنى في فيلمى الثانى ارتبطت بتلك المعدات الحربية القديمة من خلال نقلها إلى الصحراء ومشاهد تفجيرها أو انقلابها في مشاهد عرف عنى تمامًا كيف أقوم بتوظيف الصالح من أجل فكرة الفيلم الذى قام أنتونى كوين ببطولته، مقدمًا خلاله واحدًا من أهم وأجمل أدواره.

مشاركة :