محمد الشرع-المغرب تعتبر مباريات ريال مدريد وبرشلونة فرصا سانحة لأصحاب المقاهي المغربية من أجل تحقيق المزيد من الأرباح المالية، بفضل الإقبال الكبير للجماهير على متابعة مباريات العملاقين في المقاهي. ويفضل العديد في المغرب من عشاق الغريمين التقليديين متابعة أطوار مبارياتهما في المقاهي عوض المنازل، بحكم الحماس الذي يرافق المواجهات التي يعتبرها عديدون مناسبة للافتخار بقوة الفريق المفضل وفرصة لا تعوض لاستفزاز جماهير الفريق المنافس والنيل من نجومه من خلال عبارات تتحكم فيها العاطفة بشكل كبير. ولا يختلف اثنان في قيمة الشعبية الجارفة التي يتمتع بها فريقا ريال مدريد وبرشلونة بالمغرب، وهو ما فتح الباب على مصراعيه لاستغلال هذه المكانة من أجل إنعاش نشاط المقاهي بهدف الزيادة في قيمة المداخيل. ويقول الدولي المغربي السابق مراد حديود الذي يمتلك مقهى بمدينة تمارة المتاخمة للعاصمة الرباط إن قيمة المداخيل المالية للمقاهي تزداد خلال مباريات برشلونة وريال مدريد بحكم كثرة عشاقهما في المغرب. وأوضح في حديثه للجزيرة نت أن الأيام التي تتزامن مع مباريات العملاقين الإسبانيين ترتفع فيها نسبة المشاهدة وتحقق المقاهي إيرادات كبيرة، وهو ما يعكس قوة الفريقين ومدى قدرتهما على التأثير على الجانب الاقتصادي، لأن الكرة العصرية لم تعد مجرد رياضة فقط بعدما أضحت قوة اقتصادية وعلامة تجارية عالمية. وأضاف مباريات الفريقين باتت موعدا استثنائيا يحظى بالكثير من المتابعة والاهتمام، وهو ما يفرض على أصحاب المقاهي الاستعداد على جميع المستويات بغية إنجاح هذا الموعد الاستثنائي، خصوصا حينما يلتقي الغريمان في مباراة الكلاسيكو. عرس رياضي القرب الجغرافي للمغرب من شبه الجزيرة الأيبيرية، ومسافة 14 كيلومترا بحرا التي تفصله عن الجارة الشمالية إسبانيا، زادت من قوة تعلق المغاربة بالدوري ورفع من قيمة المتابعة، خصوصا مباريات البرشا والريال، وهو ما يحول موعدها إلى أعراس رياضية يطول انتظارها لدرجة يتم معها التفكير في المباراة التالية حتى قبل أن تنتهي المباراة. ويرى القطيبي -وهو مدير مقهى بمنطقة الهرهورة الساحلية- أن مباريات الغريمين أضحت موعدا كرويا مغريا يطول انتظاره بالنظر إلى العدد الكبير من أنصار الغريمين في المغرب. وقال للجزيرة نت مداخيل المقاهي تتضاعف خلال مباريات الريال وبرشلونة، وهو ما يحول الموعد الكروي إلى مناسبة لتحقيق الربح المادي. واعتبر أن لمباريات الريال وبرشلونة طقوسها وخصوصياتها التي تميزها عن باقي المباريات، فالموعد تسبقه تحضيرات لضمان متابعة مريحة في ظروف جيدة داخل إطار لا يخلو من العديد من القفشات للنيل من جمهور الفريق الآخر. الاقتصاد الرياضي من جهته، شدد الإعلامي الرياضي صلاح مغاني على أهمية التأثير الكبير للعملاقين برشلونة وريال مدريد على الجانب الاقتصادي بالموازاة مع الجانب الرياضي، مؤكدا أنهما رمز للنجاح والريادة. وقال للجزيرة نت تجارة الملابس الرياضية التي تحمل شعار الفريقين تزدهر بالمغرب بشكل كبير، وهو الشيء ذاته الذي ينطبق على لوازم الهاتف النقال والعديد من التطبيقات والبرامج، فضلا على الإقبال الجماهيري الكبير على المقاهي لمتابعة مبارياتهما، وهو ما يوضح بكل جلاء المكانة التي يحظيان بها في المغرب. وأكد أن مباريات الريال وبرشلونة تساهم في خلق الرواج الاقتصادي بالمغرب وتلعب دورا كبيرا في تحقيق المقاهي أرباحا إضافية مقارنة مع الأيام التي لا تشهد بثا لمبارياتهما. وختم بأن كرة القدم لم تعد بمعزل عن الاقتصاد بعدما أضحت رقما صعبا في المعاملات التجارية بفضل المبالغ المالية الكبيرة التي تروج في المنظومة الكروية، وهو ما يجعل من انتعاش أنشطة المقاهي خلال مباريات العملاقين وجها من أوجه هذا الاقتصاد الرياضي.
مشاركة :