أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس؛ أن الأحداث الراهنة التي تعيشها المنطقة بأسرها, في ظل المتغيرات التي أتمها الله تعالى بالعزّ والنصر والكرامة؛ تستوجب منّا جميعاً أن نقف معها وقفات عظيمة تبدأ بأهمية الإيمان بالله عز وجل؛ لأن الإيمان بالله هو الركيزة الأساسية التي تحقق السعادة والنصر والفوز والرضوان في الدنيا والآخرة, مشدداً على أهمية إحسان الظن بالله, والتعلق الدائم به تعالى. وخلال خطبة الجمعة اليوم بجامع خادم الحرمين الشريفين بمدينة جيزان, دعا السديس إلى الارتباط الدائم والوثيق بين نعمة الأمن والأمان, وبين اجتناب عبادة الأصنام؛ ذلك أن عبادة الله وحده هي طريق الأمن والأمان والاستقرار, مؤكداً أن نعمة الأمن والأمان تستوجب منّا جميعاً أن نكون عيناً ساهرةً, وأن نكون رجال أمن للغيرة على عقيدتنا وأمننا, فلا يجوز أن يُعرض الأمن في بلاد الحرمين الشريفين لأي نوع من أنواع الفوضى, لافتاً النظر إلى أن الله تعالى حقق لنا أسباب الأخوة الإسلامية, والتي تقتضي منّا جميعاً الحذر من أسباب الفرقة والاختلاف, وأن نعتصم بحبل الله جميعاً. وقال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي: المملكة العربية السعودية, بلاد الخير, وقبلة المسلمين, ومركز القوة ومحل أنظار المسلمين؛ ولذلك فأمنها أمن للمسلمين جميعاً؛ وهو ما يجعل على كل مسلم أن يحقق هذا الأمن, ويحقق اللحمة الوطنية؛ حفاظاً على الوحدة الوطنية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. ودعا الأمة الإسلامية إلى أن تعيش حياة الوسط والاعتدال, مشدداً على أن الخروج عن هذا المنهج الوسط هو الظلال المبين؛ فكل الويلات جاءت بسبب الغلو والتكفير والتفجير, أو التساهل والتخلي عن الثوابت, مبرزاً خطر الإرهاب والعنف وسفك الدماء الذي عانى منه المسلمون كثيراً. وتناول السديس ما عاناه الإخوة في اليمن من فئة باغية أرادت تعكير صفو حياتهم، حتى رأينا من تلك الفئة ما يبعث على الأسى, فأخلّوا بأمن اليمن الشقيق وحدود بلاد الحرمين الشريفين, مبرزاً موقف خادم الحرمين الشريفين الذي سجل مواقف شجاعة بالحسم وقطع دابر الظالمين؛ انتصاراً لإخواننا في اليمن, فكانت عاصفة الحزم دحراً للمفسدين ورداً لعدوانهم, فحققت الشرعية والأمن, ونصرت المظلوم ودفعت الظالم, بحمد الله وتوفيقه. وأكد أن تلك المواقف التاريخية الشجاعة, تُسجل لبلادنا وأهلينا وجنودنا البواسل، الذين بذلوا أرواحهم للدفاع عن أرض الحرمين الشريفين, مقدماً التحية لرجال الأمن البواسل وجنودنا الأشاوس الذين أثلجوا الصدر, ورفعوا الرؤوس؛ خدمة لدينهم ووطنهم وأمتهم. وأضاف: الله قد أتم علينا نَعْماءه بالحزم والنصر والتمكين, بفضل الله تعالى ثم بفضل المواقف التاريخية لقادة بلادنا, مؤكداً أن تلك الانتصارات تستلزم الحرص على تحقيق العبادة لله تعالى لتتحقق منظومة الإسلام العليا, وأن إحقاق الحق, وجلب الخير ودفع الشر, هو منهج الدين الإسلامي العظيم الذي لا مكان فيه لسفك الدماء, إلا لرد وصد المعتدين على الدين والأمن والأمان. واختتم بالتأكيد على أن نصر دين الله هو سبب التمكين والنصر, مشدداً على أن إعادة الأمل في الأمة نهج قويم حثّ عليه الكتاب والسنة, ومواكب لمقاصد الشريعة الإسلامية؛ انتصاراً للأمة وإعادةً للأمل في النفوس, وإتاحة لفرصة البناء والإعمار.
مشاركة :