مفتى المملكة: خيانة الوطن والحاكم من أعظم أسباب إضعاف الأمة

  • 4/25/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أوصى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ المسلمين بتقوى الله تعالى حق التقوى، مبينًا أن الإسلام حذّر المسلم من كل خلق يفسد دينه ودنياه، وأرشده إلى حسن الأخلاق وخصال كريمة والسيرة الحميدة. وقال سماحته في خطبة الجمعة التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض اليوم: فمن تلكم الأخلاق التي حذر منها الإسلام خلق الخيانة؛ فالخيانة ليست من كمال الإيمان، ففي الحديث: «لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له»، وحقيقة الخيانة هو الإخلال بالواجب والسعي في نقض المواثيق بالسر؛ فإن هذا منافٍ لكمال الإيمان، ومن أخلاق المنافق، وليست من أخلاق المسلمين. وأضاف: من أنواع الخيانة خيانة الأمة؛ فإن خيانة الأمة من أعظم أنواع الخيانة، وذلك بالتعرض لما يضرها والسعي للتفريق في قضايا الأمة الكبيرة، أو أن تكون من الأعداء ضد أمتك فيما يفرق شملهم ويشتت كلمتهم ويؤلب جمعهم ويذهب قوتهم فهذه خيانة، والخائنون لأمتهم هم الذين يقفون مع أعداء الأمة فلا يبالون بخيانة الأمة، يظهرون في الظاهر أنهم معهم، وهم بالباطن خونة لهم مع الأعداء يساندونهم على أمة الإسلام لإضاعة الأمة وإضعاف كيانها وإضعاف شأنها، ولكن يأبى الله إلا أن ينصر دينه ويعلي كلمته {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}. وقال: ومن أنواع الخيانة خيانة الأوطان وتخريبها وتدميرها والإخلال بأمنها والتعاون مع الأعداء؛ فتدمير الأوطان محرم؛ لأن وطن المسلمين أمانة في أعناقهم للمحافظة عليه وعدم الإخلال بأمنه واستقراره، وأن نكون عيونًا ساهرة ضد من يخرب وطن المسلمين والسعي إلى الشر فيه أو زعزعة أمنه، كل هذه أخطار يجب على المسلم أن يتقي الله فيها، وأن يعلم أن وطن الإسلام وطن عظيم يقول صلى الله عليه وسلم: «لعن الله من آوى محدثًا»، آوى بمعنى تستر عليه وأعانه وستره وتغاضى عنه وأمده بما يريد، كل هذه من أنواع الخيانة، ومن خيانة الأوطان المخدرات ونشرها بين الناس وترويجها بين الناس؛ لما فيها من الشر العظيم؛ فمروجو المخدرات والبائعون والمسوقون لها هم يخونون الدين والأمانة، أناس لا خير فيهم خائنون لأماناتهم خائنون لأمتهم وأوطانهم؛ فإن المخدرات هي شر وبلاء عظيم، وفق الله الدولة للدفاع عن هذه الأمة ضد هؤلاء المفسدين والقضاء على أوكارهم، ولكن يجب على كل مسلم أن يعلم أن هذه الأعمال السيئة تنافي الدين والأخلاق، وأن كل مسلم مسؤول عن هذه الأمة، يدافع عنها ضد هذه الأخلاق السيئة. وأردف سماحته قائلًا: أيها المسلم، ومن خيانة الأمة الخيانة للحاكم؛ فإن واجب الأمة طاعة ولي أمرها والسمع والطاعة له في المعروف، والتعاون معه فيما ينفع الأمة ويوحد صفها ويعلي شأنها، أما الخارجين عن طاعة ولي الأمر أو الذين يخالفونه في تنفيذ أمره فهذه خيانة؛ فلابد من طاعة ولي أمرنا بالمعروف، ولابد من التعاون معه في سبيل ما ينهض بالأمة، ولابد من التعاون معه في تنفيذ القوانين واللوائح المعتبرة التي وُضعت من أجل المحافظة على الأمة وسلامتها في دينها ودنياها. وتابع يقول: أيها المسلمون، ومن أنواع الخيانة أن تخون المشاريع العامة التي وُكِّل إليك تنفيذها فتخونها ولا تؤدي الواجب بل تنفذ تنفيذًا سيئًا، وكل هذا من الخيانة؛ فنفِّذ تلك المشاريع بدقة وأمانة وإخلاص، وإياك أن تغش أو تخدع الأمة؛ فإن هذا من الخيانة، فقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا للصدقة، فقال: هذا لكم وهذا أُهْدِيَ لي. فقال صلى الله عليه وسلم: «ألا قعد في بيت أمه لينظر أيُهْدَى له؟!». وأضاف: أيها المسلم، ومن الخيانة خيانة تجار المسلمين؛ فالتجار المسلمون يجب عليهم أن يتقوا الله في أنفسهم، وأن يتقوا الله ويبتعدوا عن الغش والخيانة، فمن خيانة التجار احتكار الأموال والتربص حتى يبيعوها بأعلى الأسعار وأضاف: ومن الخيانة الخيانة الزوجية؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج»؛ فشروط النكاح- سواء على الزوج أو الزوجة- لابد من تنفيذه والإخلال به خيانة زوجية، ومن الخيانة أن تخون الزوجة زوجها في إفشاء أسراره وإدخال في بيته من لا يريد إدخاله أو خيانته في أمواله. وقال: أيها الآباء والأمهات، إن أبناءنا وبناتنا أمانة في أعناقنا بأن نتقي الله فيهم نربيهم تربية صالحة على الخير والهدى، نكون قدوة لهم في أقوالنا وأعمالنا، وأداء الأمانة والبر بالوالدين وصلة الرحم وإكرام الجار، يرون منا كل خلق عظيم، يرون منا الصلاة في أوقاتها، يرون منها صدقًا وأمانة؛ كي يتخلقون بأخلاقنا وينشؤون على ما تربَّوْا عليه من هذه الأخلاق الكريمة والأعمال الصالحة؛ فاتقوا الله في ذلك وتجنبوا جلساء السوء ودعاة الفساد ومروجي المخدرات والسهرات التي لا خير فيها، راقبوا سلوكهم وأخلاقهم؛ لعل الله يهدي قلوبهم. وأضاف: أيها المعلمون والمعلمات، فلنتق الله في وظيفتنا؛ فإن المعلم والمعلمة مسؤولية عظيمة، أبناؤنا وبناتنا عند المعلمات فاتقوا الله وربوا هذا النشء تربية صالحة، وأن لا يروا المعلم والمعلمة إلا على خلق كريم وجيرة نبيلة وتعاون وأخلاق حسنة وخير مكارم الأخلاق. وتابع يقول: أيها الإعلاميون، اتقوا الله في أنفسكم واتخذوا إعلامكم لتأييدكم لأمتكم، إياكم والأكاذيب وتأليب الصراع والأشياء الكاذبة، اتقوا الله وسخروا كل ما بأيديكم من الإعلام والأجهزة الحديثة؛ للدفاع عن الأمة وقضاياها وتوعيتها. وأضاف: أيها الجنود البواسل إنكم مؤتمنون على الدفاع عن حياض الدين والأمن والبلاد؛ فاتقوا الله في أنفسكم وصابروا واصبوا واحتسبوا، وكونوا على قوة وصبر وشجاعة وثبات، واصبروا وسددوا وقاتلوا أعداء الله بكل أمانة وإخلاص استمعوا لأوامر قادتكم فاتقوا الله في أنفسكم واصبروا وصابروا. وقال سماحته: أيها المسؤولون عن القوى الأمنية والعسكرية، اتقوا الله في أنفسكم وفي ما اؤتمنتم عليه من أسرار الأمة؛ فلا تفشوها لعدوكم، اكتموا السر وعالجوا قضاياكم بالحكمة والخلق الحسن.

مشاركة :