العلاج التحفظي يعالج 95 % من حالات «دسك الرقبة» من دون التدخل الجراحي

  • 9/2/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تُعد آلام الرقبة إحدى الأمراض والآلام الشائعة لدى الكثير من الأشخاص حول العالم، ويعود ذلك الى الأخطاء التي قد يرتكبها الشخص في النوم والجلوس والقيادة واستخدام الهاتف المتنقل، وهناك العديد من المسببات لهذه الآلام، وتحتل هذه الآلام المرتبة الثانية على مستوى الإصابة بها بوصفها أمراضًا شائعة، إلا أن هناك آلامًا تُصاب بها الرقبة، وهي ما تُعرف بـ«دسك الرقبة»، وهناك نسبة كبيرة من المصابين بهذا المرض. حول هذا الشأن، التقينا استشاري جراحة العظام والعمود الفقري د. ياسر السواد الذي زوّدنا بأهم المعلومات حول هذا المرض، فكان اللقاء على النحو الآتي.في بداية حديثه أكد د.ياسر السواد: «مرض (دسك الرقبة) يعود إلى عدة أسباب، هي وجود خلل في الغضروف الرقبي، أو على سبيل المثال وجود التهاب في أحد الغضاريف الرقبية، ويعرف الدسك بأنه الغضروف الموجود في فقرات الظهر أو الرقبة، ووظيفته الأساسية تثبيت الفقرات وامتصاص الصدمات التي قد يتعرّض لها الجسم، وهناك العديد من الآلام التي يُصاب بها الشخص نتيجة وجود خلل في غضاريف الرقبة، وفي معظم الأوقات يكون سبب الشعور بهذه الآلام وجود فتق في أحد الغضاريف وبالتالي تخرج المادة الهلامية الموجودة في الغضروف، أو يكون هناك انتفاخ في الغضروف، وبعد الفتق أو الانتفاخ يسبب الضغط على الأعصاب، وبالتالي يشعر المريض بالألم في الرقبة أو الكتف أو في الظهر أو اليدين، وقد يشعر بضعف وتنمّل في اليدين، إلا أن هذه الآلام تعود إلى وجود خلل ما في أحد غضاريف الرقبة».وتابع د. السواد «يُصاب الأشخاص في الغالب بهذه المشاكل في الغضاريف الموجودة في الرقبة أو أسفل الظهر؛ لأن فقرات الظهر التي تندرج ضمنها فقرات الرقبة تُعد فقرات متحرّكة، ولكن على سبيل المثال فقرات الصدر تُعد فقرات شبه متحرّكة، لذلك تُصاب فقرات الظهر بهذه الآلام بشكل أكبر من فقرات الصدر؛ كونها متحرّكة».المسبباتوعن مسببات الدسك، يقول د. ياسر السواد إن هناك أسبابًا متعددة للإصابة بمشكلة (دسك الرقبة)، مثل وجود فتق، التهاب، تلف، الشيخوخة في الدسك، هشاشة العظام، عيوب خلقية، العامل الوراثي، الإصابات، أو في بعض الحالات يكون نتيجة وجود ورم في الغضروف، زيادة الوزن وقلة ممارسة الرياضة، الأوضاع الخاطئة في أثناء العمل وفي أثناء القراءة واستخدام الهاتف المتنقل.التشخيصوفيما يتعلق بتشخيص الحالة للتعرف إذا ما كان المريض يعاني من وجود مشكلة «دسك الرقبة»، علق د. السواد:«لا بد من التعرف إلى تاريخ المرض ومن ثم إجراء الفحص السريري، ثم إجراء الأشعة السينية التي تعطي تقييمًا مبدئيًا للعمود الفقري للنظر الى استقامة الفقرات. وللتشخيص الأدق، تُجرى أشعة الرنين المغناطيسي التي تقدم معلومات أدق من الأشعة السينية، ومن الممكن تشخيص هذه المشكلة في مرحلة مبكرة من الإصابة بها».العلاجوعن العلاجات المتوافرة لمشكلة «دسك الرقبة»، يقول د. ياسر السواد: «في معظم الحالات المصابة بـ(دسك الرقبة) يتم علاجها من دون التدخل الجراحي، وذلك عبارة عن أدوية، تغيير نمط الحياة، العلاج الطبيعي، الأمواج فوق الصوتية (ألترا ساوند)، الإبر المسكنة والمضادة للالتهاب، ويمكن علاج حالات (دسك الرقبة) وأسفل الظهر بالعلاج التحفظي بنسبة 90-95%، وهناك حالات قليلة تصل نسبتها 5-10% تستدعي التدخل الجراحي للعلاج، وفي الغالب يكون التدخل الجراحي من خلال استخدام تقنيات عالية مثل استخدام الليزر أو العلاج الحراري أو علاج العصب، ويتم اللجوء الى التدخل الجراحي عند فشل العلاج التحفظي، أو في بعض الحالات التي تستدعي التدخل الجراحي من خلال الفتح مثل تنظيف الدسك، تثبيت الفقرات، استبدال الدسك بدسك صناعي عند حالات تلف الدسك، أو في الحالات المصابة بأورام».

مشاركة :