طرابلس - وكالات: أكدت مصادر دبلوماسية دولية أن الإمارات تواصل بمؤامراتها التخريبية التهديد بإغراق ليبيا بحرب أهلية بفعل دعمها ميليشيات خارجة عن القانون يقودها اللواء متقاعد خليفة حفتر وهو ما حذرت منه الأمم المتحدة. وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قلقه من أن تغرق ليبيا في “حرب أهلية” إذا لم يتم اتخاذ خطوات “على المدى القصير” لوضع حد للقتال بين قوات الحكومة المعترف بها دولياً وميليشيات حفتر. وقال غوتيريش “إذا لم يتم فعل شيء على المدى القصير، فمن المحتمل جداً أن يتحوّل النزاع الحالي إلى حرب أهلية”، داعياً “الفصائل المتحاربة إلى وقف كل الأعمال القتالية والعودة إلى الحوار السياسي”. وأضاف “أحضّ جميع الأطراف على التوقف عن استخدام الأسلحة المتفجرة، بما في ذلك خلال الغارات والقصف الجوي في المناطق السكنية، لأنها قد تضرب بشكل عشوائي”. وتابع غوتيريش “للتوصل إلى حلّ سياسي للنزاع في ليبيا، هناك حاجة إلى دعم كامل وجماعي من المجتمع الدولي”. وفي وقت سابق ندّد المبعوث الأممي لليبيا غسان سلامة بوجود “تدخلات خارجية”. وقال “عندما أشكو من هذا الوضع في مجلس الأمن، لا أجد هناك حداً أدنى من الوحدة اللازمة لمعاقبة هذه التصرّفات التي تتعارض في آنٍ واحد مع سيادة البلاد وقرارات الأمم المتحدة”. وقبل أيام أقر قائد عسكري ليبي تابع لميليشيات حفتر بأن الهجوم الذي استهدف مدينة غريان جنوب العاصمة طرابلس، شاركت فيه طائرات إماراتية مسيرة. جاء ذلك في مقطع فيديو نشرته فضائية “فبراير” الليبية عبر حسابها بموقع “فيسبوك”، وجرى تداوله بشكل واسع، تضمن اعترافات للعقيد فوزي بوحرارة، الآمر السابق لغرفة عمليات غريان التابعة لحفتر. وأكد مصطفى المجعي، المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج في تصريحات له أن فريق الخبراء القانونيين جمع معلومات وحقائق حول تقديم الإمارات أسلحة مضادة للطيران، لقوات حفتر. وذكر المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق أن بلاده ستتخذ عدة إجراءات ضد الإمارات (لم يحددها)، وتعيد حساباتها معها، “إذ ستعمل على وقف التبادل التجاري معها”.ولم يعد هناك من ليبي أو غير ليبي لا يعلم أن حكام أبوظبي هم من يغزون طرابلس. مقاتلو “بركان الغضب” أثبتوا الأمر بشكل صارخ ونشروا صوراً لصواريخ أمريكية مصنعة خصيصاً لدولة الإمارات موجودة في ليبيا. وبعث رئيس المجلس الرئاسي لحكومة “الوفاق الوطني” الليبية فايز السراج، برسائل عدّة للمجتمع الدولي، تُبين ركونه لقاعدة عريضة من السياسيين والمثقفين وقادة الجيش، في رفضه الشراكة مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر، للبحث عن حل سياسي لأزمة البلاد، داعياً إلى ردّ عدوان حفتر عن العاصمة طرابلس. وفي حين رحّب السراج، خلال لقاء مع النخب والفعاليات السياسية والثقافية والاجتماعية، مساء السبت، بمساعي المجتمع الدولي لدعم الحلول السلمية للأزمة في البلاد، إلا أنّه اشترط، في الوقت ذاته، عودة “المعتدي وقواته إلى قواعده التي انطلق منها باتجاه طرابلس، وضرورة وجود أطراف ليبية أخرى يمكن بحث سبل الحل السياسي معها ضمن ملتقى وطني جامع”، وفق مبادرته. وأشار السراج، خلال كلمة له في اللقاء، إلى أنّ “البلاد تمر بمرحلة مفصلية، وتشهد صراعاً داخلياً تغذّيه أطماع وأجندات خارجيّة”.
مشاركة :