دعهم يتنافسون.. من واجبهم.. من حقهم.. من أمنهم وأمن أوطانهم.. من حلمهم وحلم أمتهم! يقولون إن الجزائر والمغرب أو بالأحرى والأدق المغرب والجزائر يتنافسان على إجراء المصالحة الليبية، وفي ذلك فعلاً فليتنافس المتنافسون.. والمهم أن يتكاملوا ويصدقوا النية ليتحقق حلم المصالحة، بدلاً من إضافة رصيد جديد للخيبات العربية. ويقولون إن المغرب هي التي رتبت وهي التي هيأت وهي التي بدأت وهي التي أوشكت.. ويقول آخرون: بل إن الجزائر هي التي كانت تراقب وهي التي كانت «تحاسب» وهي التي كانت تحفز! وفيما يستدل الفريق المشجع للمغرب -وأنا منهم- بأن الرباط نجحت في جمع الأطراف السياسية الفاعلة، ومن ثم فإن ثمة مصالحة وشيكة، يستدل الفريق الآخر المشجع للجزائر -وأنا منهم- بأن الجزائر نجحت في جمع الأطراف العسكرية المتطاحنة على الأرض! في الحالتين وفي كل الأحوال هذا حق مشروع وواجب أصيل وضرورة قصوى من ضرورات الأمة المستهدفة من كل صوب وحدب. المهم مرة ثانية وثالثة ورابعة أن تصدق النية في تحقيق مصالحة ليبية وليس مصالح أخرى.. وفرق بين المصالحة والمصالح.. بين التصالح والمصالح.. بين الجدية والمناورة.. بين الهمة والعزيمة وبين المغامرة.. فرق بين المشاركة الفاعلة في كل جهد عربي عسكري كان أو سياسي وبين المتاجرة.. إنه الفرق بين الحلم العربي في تحقيق الأمن والاستقرار ونشر الأمل في اليمن وبين الحلم الإيراني مثلاً! إنه الفرق بين الأمل العربي في عودة سوريا لأمتها وعودة الشعب السوري إلى دوره الحقيقي والجيش السوري إلى مهمته الحقيقية وبين الحلم الروسي! من حسن الطالع أو قل من ستر الله بالأمة أنها مازالت تعي وتدرك الفرق بين النخوة والشهوة.. بين المناور وبين المتاجر.. لا خوف من المنافسة بين المغرب والجزائر على المصالحة الليبية، والخوف كل الخوف من الخائفين على إمكانية حدوثها! لا خوف من المنافسة بين الجزائر والمغرب على استقرار ليبيا والخوف كل الخوف من المرعوبين من استقرارها! إنه الفرق بين الشذى والقذى.. الأول أريج ورائحة طيبة تفوح من المغرب والجزائر، والآخر ما يتكون في العين من وسخ أبيض جامد يتجمع في مجرى الدمع. sherif.kandil@al-madina.com
مشاركة :