صدر عن مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة كتاب جديد بعنوان: «خيبر من النشأة حتى نهاية العصر الأموي» للدكتور عبدالله بن سكات الرشيدي، ويمثل الكتاب دراسة حضارية تاريخية تغطي جانبًا مهمًا من تاريخ خيبر السكاني والنشاط البشري فيها منذ نشأتها حتى نهاية العصر الأموي. وتناول الكتاب الذي جاء في 533 صفحة أهمية خيبر باعتبارها إحدى المدن المهمة في الجزيرة العربية التي كانت تحظى بمكانة منذ عصور الجاهلية، حيث كانت تسمى ريف الحجاز لوفرة إنتاجها الزراعي نظرًا لوجود المياه الغنية التي قامت عليها الأنشطة الزراعية وأصبحت محط القوافل التجارية منذ العصور القديمة، موضحًا أن المصادر التاريخية تشير إلى أن خيبر سكنت قبل 6000 سنة قبل الميلاد، وقد سجلت ضفاف أودية الغرس وغمرة والحفيرة والقاع آثارًا ترجع إلى العصر الحجري القديم. وتضمن الكتاب أخبار سكان خيبر الأوائل وقصة وصول اليهود إليها، ودور القبائل التي تحيطها في إدارة شؤونها، كما تحدث عن علاقة المسلمين في عصر السيرة بخيبر قبل غزوتها مثل جلاء بني النضير، وقتل سلام بن أبي الحقيق، وصولاً إلى الغزوة وما تلاها من دخول خيبر الإسلام وبقاء اليهود في مزارعهم ثم حالها في ظل عهد الخلافة الراشدة الذي امتد من (11 - 40هـ) وما صاحب هذا العهد من إجلاء لليهود في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وفي العصر الأموي الذي امتد من 41 - 132هـ، وما دار من أحداث وما نالها من تطور في ظل حكم الدولة الأموية الذي يعتبر امتدادًا لعصر الحضارة الإسلامية في أوج ازدهارها، وقد انفرد الكتاب بدراسة الطريق الذي سلكه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في طريقه لفتح خيبر، مشيرًا إلى أسماء حصونها التي اشتهرت بها ومنها: حصن ناعم، والقموص حصن أبي الحقيق، وحصن الشق، وحصن النطاة، وحصن السلالم، وحصن الوطيح، وحصن الكتيبة.
مشاركة :