اتهمت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه «استبدادي» على خلفية إطاحته بـ3 من رؤساء بلديات محافظات رئيسية ذات أغلبية كردية، بناء على مزاعم غامضة بأنهم من مؤيدي حزب «العمال الكردستاني».لكن ما لم يكن في الحسبان في رأي الكاتبة والباحثة البارزة بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أسلي أيدينتاسباس، هو رد الفعل القوي من جانب أوساط مختلفة من المجتمع التركي، والذي تمثل في خروج مظاهرات في البلدات ذات الأغلبية الكردية ضد القرار.ورأت أن تركيا مثل العديد من الأنظمة الاستبدادية تفضل محاكمة المنشقين بتهم الإرهاب، كاشفة أنه جرى اعتقال نصف مليون شخص كمشتبه بضلوعهم في الإرهاب منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016. ولفتت إلى أن هناك الكثير ممن يتم التحقيق معهم بسبب انتقادهم لسياسة الحكومة تجاه الأكراد أو مشاركتهم في نشاط سياسي. ويشمل ذلك الأكاديميين والصحفيين والسياسيين المنتخبين، مثل الزعيم الكردي المسجون صلاح الدين دميرطاش.وتوقعت الباحثة ألا يدوم هذا الوضع إن عاجلاً أو آجلاً، وقالت إن أردوغان يحتاج لأن يفهم أن ملء سجون تركيا بالطلاب والأكاديميين لن يطيل فترة ولايته ولن يجعل تركيا مزدهرة وآمنة. إن الديمقراطية وحدها هي التي يمكن أن تحقق ذلك. وأضافت أنه على رغم أن هناك اهتماماً دولياً كافياً يدفع السلطات التركية إلى إطلاق سراح أسماء رفيعة المستوى بعد بضعة أشهر، لكن لا يزال هناك الآلاف من الطلاب والصحفيين والمواطنين العاديين يقبعون في السجون بتهمة إهانة الرئيس أو بتهمة الإرهاب المزعومة، على رغم أنهم لم يدعوا مطلقاً إلى العنف وليس لديهم صلات واضحة مع المنظمات الإرهابية.وتابعت أيدينتاسباس قائلة إن إسرا مونغان، أستاذة علم النفس بجامعة البوسفور المرموقة صرحت لها أخيراً قائلة: «لا يهم إذا كان عددنا قليلاً، لكن كلمتنا لها وزن. أنا مصممة على أن أكون تلك البعوضة التي تزعج القوى الموجودة. ولا أخطط للذهاب إلى أبعد من ذلك. يوجد حولي هنا مئات من الشباب الممتلئين بالأمل. إن هذا هو المكان الذي أريد وضع كل معرفتي فيه».
مشاركة :