الفكر التكفيري بيننا لديه ثابت واحد هو القتل والتخريب والمتحول لديه هو البقعة التي يتم فيها ذلك أو الأفراد الموجه ضدهم. الإعلان الصادر يوم أمس من وزارة الداخلية عن اكتشاف تفخيخ سبع سيارات وأن الأمر بالتفخيخ صادر من داعش غريب أن يكون لداعش مثل هذا الامتداد، فبدلا من أن تسعى للدفاع عن نفسها تمتد أياديها للتخريب في المملكة تحديدا وبيد أبنائنا فلماذا؟! هل داعش في وضع مستقر وثابت ولم يبق لها إلا أن تنشر الفوضى لدينا؟! وماذا سيحقق لها تفجير سبع سيارات في المملكة؟! قال المتحدث إن من يبدأ بعمليات الأطفال هم (جيوش الأطفال الذين ليس لهم إلا خيار الموت)، والمؤلم فعلا في حرب الإرهاب أننا نواجه أطفالا هم العنصر الأضعف الذين يقدمون على الموت بشجاعة لا يقدم عليها الكبار لأنهم يظنون أن ما يحدث لا يتجاوز ما تعودوا عليه في ألعاب الحاسب إلا أن اللعبة حية ومباشرة. حديث المتحدث يوم أمس بين أن الشباب يتلقون أوامرهم من سورية ولا يمكن أن يدلوا عند الإمساك بهم عمن يوجههم ويحدد لهم أين يفجرون، فهم قنابل موقوتة تعد وتدار عن بعد! هذا الإرهابي لا يدرك بالتأكيد أنه يحارب نفسه وأهله ووطنه وينفذ مخططات للعدوان عليهم. داعش في الحقيقة التي لم ينكرها إلا أعمى البصر والبصيرة ليست سوى رافد للنظام السوري، تحارب من يحاربه وتعادي من يعاديه وتحقق أهدافا إيرانية في نشر الفوضى والتوسع في الوطن العربي. وزير الإعلام السابق من الأردن قال أمس في قناة العربية إن من يوجه هؤلاء الشباب قد يكون داعش، بل قد يكون ضباطا سوريين يوجهون شبابنا من دمشق! هل نملك أن نمنع العدوان من الخارج؟! ربما كان هذا دور الدول والحكومات، لا دور الأفراد ولكن دورنا هنا أن نعي أولا ما يراد بنا، فحروب المخدرات الموجهة ضد شبابنا منذ سنوات طويلة التي تصنع في مصانع حزب الله وتعبر حدودنا من الشمال يجب التصدي لها فكريا بنفس القوة التي يتم التصدي لها في الحدود. يجب أن يعي الطفل أن الحبة الأولى والسيجارة المخدرة الأولى هي نهاية للعقل وأن أعداء الوطن والدين والأخلاق هم من يرسلونها له. كيف نحارب الإرهاب في الداخل؟! حواضن الإرهاب كثيرة ولكن الأخطر فيها أن تكون المنازل إحداها كأن يكون الشاب بين أم وأب يدعمان الأفكار المعادية للوطن عن قصد أو ربما دون قصد بالتذمر أو النشر أو السماح للمنزل بأن تدور فيه أفكار تكفر وتجرم وتستهين بأرواح البشر لسبب أو لآخر. المدارس المحضن الثاني، المعلم المتجهم الساخط على ما يحدث الذي يحمل عقول الأطفال مفردات مسمومة فيجعل الطفل يتحمل هموما أكبر منه ويبين له أن الموت هو القصاص المناسب للحياة. لا بد من مراقبة لصيقة لأفكار الأبناء وتقديم الأفكار الإيجابية التي تسهم في التعاطي السلمي مع الحياة فيدرك أن له دورا في بناء الحياة يصعب على الأعداء هدمه. من جهة أخرى، نلاحظ أن التواصل مع الشباب يتم عبر الإنترنت، وهنا دور أصحاب الوعي في منازلنا أن يراقبوا سلوك الشباب والأطفال وطريقة تعاطيهم مع الإنترنت فلا ينفرد الشباب بالأجهزة في غرف مغلقة أو يرتبطون بعلاقات مع شباب خارج دائرة الأصدقاء المعتادة حتى لا يتم عزلهم بسهولة عن واقعهم والتأثير فيهم، بل يجب أن نحتضن شبابنا قبل أن يحتضنهم الإرهاب. منذ أن أعلنت القائمة الأولى للإرهاب التي تزايدت وتناقصت بموت أو مقتل بعض الأسماء أو انضمام أسماء جديدة والحرب ضد الإرهاب قدرنا، وكل اسم إرهابي يعلن يضاف لخارطة وجعنا بؤرة دم تستنزف الشاب والأهل والأسرة أو القبيلة والوطن بكامله. اللهم لطفك وشكرا لجهود أبطال وزارة الداخلية في التصدي للأعداء.
مشاركة :