إمام المسجد الحرام: المملكة لم تكن يوماً داعية لحرب وليس في تاريخها تجاوز أو عدوان

  • 4/25/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، وقال في خطبة الجمعة يوم أمس من المسجد الحرام أيام عاصفة الحزم مرت وقرارات حازمة سرت عقبتها بحمد الله عيون بالنصر قرت وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم، فالحمد لله على ما أولى والشكر له على ما وفق وأسدى أظهر الله قوة السنة والإيمان وضعف الشر والظلم والعدوان، لم تكن المملكة يوما داعية حرب وليس في تاريخها تجاوز أو عدوان، ولكن إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا، فما حيلة المضطر؟ إلا ركوبها، قادت المملكة التحالف المبارك لإظهار الحق ودحر الباطل حراسة للمقدسات وانتصارا لأهل اليمن المضامين فحقق الله المراد وبارك في الرجال وفي العتاد والحمد لله رب العالمين. وأضاف فضيلته بأن المملكة أعلنت بدء العاصفة وأعلنت وقفها، وملكت بتدبير الله زمام الأمر ورفعت راية التوحيد والنصر قوة وعزة في القرار ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ومن بركات هذة العاصفة أن سقى ماء الأمل قلوبا طال صداها وأوشك ظلام اليأس أن يطويها، فقد رأوا ليلة بدت كواحدة من ليالي اليأس لكنها لم تنتصف حتى دخلت تلك الليلة التاريخ بما حملت من بشرى وأزالت من ذل وما قلبته من موازين وغيرت من سياسات، فوثبات الأمة أقرب مما يتصور اليائسون، وسرعة انعطافها بعد انصرافها أيسر مما يظن المحبطون إلا أن لله آجالا لابد من تمامها وشروطا يجب تحققها واستفائها حتى تتسيد أمتنا وتعلو رايتنا، وما بين خروج النبي صلى عليه وسلم من مكة طريدا شريدا وبسط جناح دولته على ملك كسرى وقيصر إلا خمسة عشر عاما فحسب، عسى الله أن يتم فضله وأمنه علينا وعلى كل بلاد المسلمين. وبين الشيخ صالح آل طالب أن مع النصر المبين والعلو المكين فإن موقف المؤمن لا يتجاوز نهج سيد المرسلين والذي شرفنا الله باتباع سنته وتحكيم شرعته، كيف وقد قال الله في كتابه محذرا (لا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورياء الناس) وقال سبحانه (إن ينصركم الله، فلا غالب لكم، وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده). وأكد فضيلته أن أمتنا تمر بمعركة مستمرة مع الباطل تدافع فيها عن دين الله الحق وتدفع عن أراضيها المقدسة وتحمي حمى المسلمين ومع ما أنعم الله علينا من القوة في العدة والعتاد والكفاءة في الرأي وعزم الرجال إلا أننا لا ننسى أننا لله وبالله أمة تسير على نهج نبينا الخاتم تتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حري بها أن تقترب من ربها أكثر من ذي قبل وأن تحقق أسباب النصر الشرعية فتوحيد الله تعالى وطاعته أعظم أسباب النصر والتمكين، وشتان بين موحد يدافع عن الكتاب والسنة وبين من اتخذ إله هواه فأضله الله. ودعا فضيلته إلى معرفة نعمة رب العالمين على المسلمين بما هداهم، وإلزام الطريق السوي والرجوع إليه بالعمل الصالح والابتعاد عن الذنوب والمعاصي خصوصا ما كان منها ظاهرا شاهرا فهي جالبة الذل والمآسي، فإن من أسباب الذلة التي يضربها الله على المسلمين وإن نأت بهم الديار وتباعدت الأقطار ما يشهره بعضهم من منكرات ويدعون لها بلا منكر أو ناصح، وفي الحديث الصحيح " إن الناس إذا رأوا المنكر ولم يغيروه، أوشك الله أن يعمهم بعذاب من عنده". كما دعا عامة المسلمين بالالتفاف حول ولاة الأمر والأمراء والعلماء فاليوم هو يوم اجتماع الكلمة ووحدة الصف (فلا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، فالوحدة والتماسك في المجتمع الواحد وبين الشعوب المسلمة، يجب أن نترفع عن كل الخلافات وأن نتحد على ما نحن بصدده، وأن نحذر كل ما يؤدي إلى الخلاف وتفتيت الداخل. وحذر فضيلته من الإشاعات الملفقة فلا تدفعنكم شهوة السبق في نقل الأخبار إلى الإشاعة دون التثبت، فكم من خبر مصدره العدو، تبرع الضحايا في إذاعته بينهم ليفت في عضدهم، فادعوا لجنودكم وثبتوهم وأيدوهم في الرباط وعلى حدود البلاد وأخلفوهم في أهلهم خيرا، مشيرا أن هذه الحرب ليست حرباً على اليمن بل هي حرب لأجل اليمن واليمانيين، وإن اليمانيين المقيمين بيننا هم إخواننا وأن عدونا وعدوهم مشترك ومصلحتنا ومصلحتهم مشتركة، فاليوم كلنا يمن.

مشاركة :