احتدم الخلاف مجدداً بين الأمين العام للحزب الحاكم في الجزائر عمار سعداني، وسلفه عبد العزيز بلخادم، في انزلاق جديد في قضية الخلاف حول قيادة الحزب الحاكم في البلاد. ولمح سعداني في معرض تهجمه على خصمه إلى «وجود من يحرك بلخادم» ورد الأخير بالقول إن «هذه وقاحة» يُفترَض ألا تصدر عن مسؤول بحجمه. وهاجم سعداني سلفه عبدالعزيز بلخادم بقوة، معتبراً أنه «فاشل في كل شيء». وكان سعداني استدعى أمناء المحافظات في الحزب مساء أول من أمس وألقى خطاباً أمامهم تبيّن أن كل مضمونه موجّه ضد بلخادم الذي أُنهيَت مهامه في رئاسة الجمهورية منذ أشهر قليلة. وقال سعداني أن «كل المناصب التي تولاها بلخادم في الدولة خرج منها بفشل ذريع وبيد فارغة». وتابع: «بلخادم اسم على مسمى فهو خادم لأسياده. الرجل لا يتحرك إلاّ بإيعاز من أشخاص» من دون أن يذكر أسماء. وفهم مراقبون أن سعداني يلمح إلى جهاز الاستخبارات، مع الإشارة أن الأخير كان أول من هاجم رئيس جهاز الاستخبارات الفريق محمد مدين الشهير بـ «توفيق». في المقابل، عبّر بلخادم عن غضبه إزاء تصريحات سعداني، وقال في حديث صحافي أمس، إن الأمين العام للحزب الحاكم «يتميّز بوقاحة يُفترض أن لا تصدر عن مسؤول على رأس الحزب». وأوضح بلخادم أنه نظمَ «مأدبة خاصة» لم يكشف متى ولا مَن حضرها، وحسبه فإنها هي التي جعلت سعداني يردّ بهذه الطريقة. وأضاف: «هذا مؤسف، تمنيت لو أننا تبادلنا نقاشاً على مستوى الأفكار. فعندما نحضر ندوة صحافية ننتظر أن نسمع جديداً لا شتائم وانحطاطاً وتصريحات كالمجاري العفنة». ونفى بلخادم اتهامات سعداني له بمحاولة ركوب الحزب للترشح لرئاسة البلاد، ووصف الاتهامات بـ «الوقاحة». وقال: «لقد نشّطتُ كل الحملات الرئاسية لرئيس الجمهورية في الوقت الذي كان هو بعيداً، نشّطت حملات 99 و2004 و2009 و2014، وتركت لسعداني حزباً حصد غالبية مقاعد المجلس الشعبي الوطني، كذلك الأمر بالنسبة للمجالس الشعبية البلدية والولائية، لقد نجحت حيث فشل هو، وعليه فلا أحد يصدّق كلامه».
مشاركة :