مصدر الصورةGetty Images تناولت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، التصعيد في المناطق الحدودية بين إسرائيل ولبنان على خلفية إطلاق حزب الله اللبناني صواريخ مضادة للدبابات على شمال إسرائيل، يوم أمس، ردا على ما قال إنه استهداف إسرائيلي للضاحية الجنوبية في بيروت بطائرتين دون طيار، الأسبوع الماضي. ويرى بعض الكُتاب أن رد حزب الله ليس هو "الرد الكبير" الذي توعد به زعيم حزب الله حسن نصرالله قبل أيام. ويرى آخرون أن ما تقوم به إسرائيل من هجمات في المنطقة هو "مغامرة عدوانية" يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أجل أغراض انتخابية.بالون اختبار يتحدث عبد الباري عطوان في "رأي اليوم" اللندنية عن نظرية مُتداولة تقول إن "الرّد المحدود لحزب الله ليس هو الرّد الكبير الذي توعّد به السيّد نصر الله وأثار قلق الإسرائيليين طِوال الأيّام القليلة الماضية، وإنّما هو مُجرّد بالون اختبار أوّلي".هل يرد حزب الله بـ "ضربة انتقامية" على هجمات إسرائيل على بيروت؟ما السيناريوهات المحتملة لمواجهة بين إسرائيل وحزب الله؟ ويقول ماجد كيالي في "العرب" اللندنية إن الحديث عن نوع من التكافؤ بين إسرائيل وحزب الله "ينطوي على سذاجة، فضلا عن أنه محاولة للتغطية والمواربة والتلاعب، إذ لا يوجد تناسب بين إسرائيل وبين حزب الله وحماس، إذ حتى إيران، التي تقوم إسرائيل باستهداف مواقعها في سوريا ولبنان والعراق باستمرار، ومنذ عامين، لا ترد". ويرى الكاتب أن تفسير ما يجري "مفاده أن نمط تفكير إسرائيل وطريقتها في العمل وإدارة الحرب تختلف عما نعتقده أو نتخيله. وكما شهدنا فهي في الواقع من يحدد الزمان والمكان لتوجيه ضربة هنا أو هناك، بحسب ما يجري، ثم إنها تضرب بأقل كثيرا مما تتحدث، مع ملاحظة أنها لا تدّعي أو لا تصرخ، بأنها ستزلزل الأرض تحت أقدام أحد، كما يفعل البعض عندنا، فيما هي تفعل ذلك بطريقة ناعمة وذكية". وفي سياق متصل، يقول نضال محمد وتد في "القدس" الفلسطينية إن "الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان ... تعكس تغييراً أساسياً وربما استراتيجياً في تعامل حكومة الاحتلال المستقبلي مع حزب الله. وقد كان التغيير الأولي في التعامل الإسرائيلي، بمعزل عن معادلة الرعب أو قواعد الاشتباك التي سادت منذ عدوان 2006، مع دخول الحزب في الحكومة اللبنانية الحالية". ويضيف: "يبدو أن التغيير يشمل أيضاً تغييراً في منطق التعامل مع حزب الله، ليس كقوة لبنانية ممثلة في الحكومة والبرلمان اللبنانيين فحسب، بل أيضاً كذراع لخط هجومي أولي ورأس حربة لإيران، وهو ما يحتم أيضاً على الحزب أن يأخذ في اعتباراته حسابات أخرى واعتبارات تتصل بمواقف أطراف إقليمية". ويرى الكاتب أن التوتر بين الطرفين "محكوم بنيران وألسنة منخفضة خوفاً من تدهور سريع قد يجرّ إلى حرب جديدة يعلن الطرفان المباشران، حزب الله وإسرائيل، أنهما غير معنيين بها. مع ذلك يمكن القول إن فترة الانتظار والتوتر تخدم نتنياهو في المعركة الانتخابية، ما دامت لا تعرّض حياة الجنود للخطر، ومن شأنها في المقابل أن ترفع من جديد أسهم حزب الله داخلياً".مغامرة عدوانيةمصدر الصورةEPA يقول سعد الله مزرعاني في "الأخبار" اللبنانية: "ليست العربدة الصهيونية في أجواء عدد من دول المنطقة وآخرها لبنان، أمراً محصور الأهداف في جانب أمني أو سياسي، محدّد أو محدود، دون سواهما. بهذا المعنى ليست تلك العربدة، فقط، مغامرة عدوانية يقودها رئيس الحكومة، وفريقه السياسي والحزبي، من أجل تحسين شروط خوض الانتخابات وضمان استعادة نتنياهو للمنصب كي - باستعادته فقط - يتمكن من الإفلات من المحاسبة القضائية، وربما من مواجهة نفس مصير سلفه إيهود أولمرت، الذي بسبب فساده، يقضي فترة طويلة في السجن، مداناً وذليلاً". ويقول طايل الضامن في "الرأي" الأردنية: "كل يوم يمضي تقترب المنطقة من خطر اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله، لا أحد يستطيع أن يقدر حجمها إن كانت واسعة أو محدودة بسبب تغير المعطيات في الإقليم عامة وحزب االله خاصة، وقد لا تتوقف عند العمليات المحدودة التي اشتعلت أمس على الحدود". ويضيف: "حزب االله سيظهر بقدرات جديدة، نتيجة مشاركة قواته منذ سنوات في الحرب السورية التي أكسبته خبرة واسعة، فالمعادلة ستكون مختلفة عما كانت عليه في حرب 2006 ،كما ستكون هذه الحرب إن وقعت أكثر قسوة على الطرفين". ويرى الكاتب أن الرد العسكري لحزب االله ضد إسرائيل هو "مسألة دفاع عن وجوده، فإن وقعت الحرب ستكون قد فُرضت عليه، وليست باختياره، وأعتقد ربما ستكون محدودة ولن تصمد إسرائيل على تحمل قصفها بصواريخ ذكية، فالرأي العام الإسرائيلي سيرفض ذلك بشدة ويحمل نتنياهو مسؤولية التصعيد".
مشاركة :