نظمت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في مصر بالتعاون مع وزارة الصناعات الأولية في نيوزيلاندا، ورشة العمل التشاورية بين مصر ونيوزيلندا لإعداد برنامج تدريب عملي لعلم الأمراض الوبائية في مصر والمنطقة.وتهدف ورشة العمل إلى تصميم برنامج تدريبي طويل المدى في مجال الأمراض الوبائية البيطرية التطبيقية للمساعدة في إعداد أخصائيين في علم الوبائيات على المستويين الوطني والإقليمي مؤهلين بمناهج تدريبية معتمدة مما يساهم في دراسة ومكافحة الأمراض العابرة للحدود والأمراض المعدية الناشئة، بجانب إنشاء شبكة للوبائيات البيطرية بين مصر ودول الجوار عبر الاشتراك في دراسات تخدم المنطقة لتطوير برامج السيطرة والتحكم.كما تهدف الورشة إلى تحديد احتياجات مصر ودول المنطقة والانتهاء من صياغة مقترح البرنامج التدريبي والوقوف على أوجه وطرق التعاون والتكامل المقترحة وتحديد الشركاء والرؤى المستقبلية.وافتتحت نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والداجنة والسمكية الدكتورة منى محرز، ورشة العمل التشاورية، بحضور السفير جريج لويس سفير نيوزيلندا في مصر، والدكتور عبدالحكيم علي رئيس الهيئة العامة الخدمات البيطرية، وطوني العتل منسق البرامج في منظمة الفاو، وأندريه فان هالدرين ممثل وزارة الصناعات الأولية في نيوزيلاندا.وقالت الدكتورة منى محرز إن ورشة العمل تأتي في ظل أهمية استمرار دعم التعاون الفني بين وزارة الزراعة المصرية ووزارة الصناعات الأولية النيوزيلاندية ومنظمة الفاو وتبادل الخبرات بين هذه الأطراف ووضع أسس التحليل الوبائي لأهم الأمراض مثل أنفلوانزا الطيور والحمى القلاعية ودعم إنشاء برنامج تدريبي إقليمي لعلم الوبائيات البيطرية التطبيقية يخدم مصر الدول العربية بناء على تحديد الاحتياجات التدريبية.وأشارت إلى أن وزارة الزراعة تقوم باتخاذ إجراءات عديدة لتطوير صناعة الدواجن والإنتاج الحيواني وإنشاء قواعد بيانات عن الثروة الداجنة والحيوانية والسمكية ورفع إحداثيات المزارع بجميع المحافظات، ومراجعة إجراءات الأمن الحيوي وإنشاء مصانع أعلاف، وتطوير وإنشاء المحاجر البيطرية وإنشاء وحدات تدوير مخلفات المزارع والمجازر، وتسهيل الحصول على قروض ميسرة بفائدة 5%، وتنفيذ المشروع التجريبي للتحسين الوراثي، وأيضا تشجيع إنتاج اللقاحات الداجنة والحيوانية المحلية، وإقامة مشروعات الإنتاج الداجني بالمناطق الصحراوية لتوفير الاكتفاء الذاتي من البروتين الحيواني ودعم الإنتاج المحلي وزيادة فرص التصدير.كما حضر الورشة عدد من المسؤولين والمختصين في مجال الوبائيات على المستوى الوطني والإقليمي، وخبراء من الجانب النيوزيلاندي وبعض المنظمات الدولية والإقليمية. من جانبه، قال السفير النيوزيلاندي لدى مصر - في كلمته - "يسر نيوزيلاندا أن تتبادل خبراتها في علم الأوبئة التطبيقية والتعاون في بناء القدرات في مجال الأمن الحيوي في مصر والمنطقة ككل. وهذه المبادرة الجديدة هي مجرد جزء من البرنامج الأوسع للتعاون الزراعي، الذي يعد أساس العلاقة الثنائية بين نيوزيلاندا في مصر".وأضاف أن ورشة اليوم تعتبر خطوة مهمة في بناء برنامج خاص بالمنطقة. ومن الرائع أن يكون هناك مستوى عال من المشاركة إلى جانب الدعم والمشاركة من منظمة الفاو اللذي سيكون بمثابة الضمانة الرئيسية لنجاح واستدامة البرنامج للمستقبل.بدوره، قال طوني العتل منسق البرامج في الفاو إن المنظمة عملت على تقديم كل الدعم اللازم لإنشاء وتطوير وحدات الابيدميولوجي بالخدمات البيطرية من خلال العديد من المشاريع علي كافة المستويات وإمداد الهيئة بالمساعدات الفنية والعلمية ذات الأهمية والتي تتمثل في توفير الخبرات اللازمة وكذلك تنظيم الدورات التدريبية وورش العمل للاجتماعات العلمية في مجال الأمراض الوبائية الوافدة وتحديد مسبباتها والطرق الأنسب للسيطرة عليها.وأضاف أنه وبالرغم من كل هذه الجهود المبذولة للحد من انتشار الأمراض الوبائية، إلا أن أساليب المكافحة تحتاج إلى المراجعة والتحديث المستمر حتى تستطيع الصمود أمام التحديات العديدة التي تواجه عمليات السيطرة على الأمراض الحيوانية الوبائية واحتوائها واستنباط أفكار وأساليب ورؤى علمية واقعية وطموحة في الوقت ذاته، لتخطي تلك العقبات واستغلال الموارد المادية والبشرية بكل حرص. وتأتي ورشة العمل هذه التي تضم نخبة من الخبرات العلمية والحقلية، منسجمة مع هذا السياق حيث تعد إضافة قيمة لجهود سابقة.وقال الدكتور عبدالحكيم علي إن هذه الورشة تأتي في إطار تطوير منظومة الخدمات البيطرية بشكل عام، ودعم منظومة الوبائيات بشكل خاص وما تتضمنه من إنشاء وحدات للأبيدميولوجي بكافة مديريات الطب البيطري والإدارات البيطرية التابعة وتزويدها بالأجهزة والمعدات اللازمة إلى جانب تدريب الأطباء البيطريين المعنيين، وذلك بالتعاون مع الخدمات البيطرية بدولة نيوزيلاندا.وكانت نيوزيلاندا قد وافقت على تقديم الدعم الفني في مجال الأقفاص السمكية واستغلال المواقع المناسبة بالبحار المصرية لعمل الأقفاص السمكية لتربية أنواع مختلفة من الأسماك البحرية والمحاريات والقشريات وعمل الدراسات التحليلية الخاصة بانتقاء أفضل المناطق بالبحرين الأحمر والمتوسط (تحليل المياه، المناخ، تيارات المياه، العوالق، درجات الحرارة) لعمليات الاستزراع بالبحر، مع مراعاة تطبيق نظم إدارة مبنية على أسس الأمن الحيوي والحفاظ على النظام البيئي خاليا من التلوث.
مشاركة :