الجدل حول فاعلية الطائرات بلا طيار يعود إلى الواجهة في أمريكا

  • 4/25/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن أ ف ب جلب مقتل رهينتين إيطالي وأمريكي لدى القاعدة في غارةٍ لطائرة أمريكية بلا طيار على الحدود الباكستانية الأفغانية؛ انتقادات جديدة لحملة الاغتيالات محددة الأهداف التي تنفذها الولايات المتحدة بتلك الطائرات. وتوقَّع المستشار السابق للقوات الخاصة الأمريكية الذي يعمل لصالح مجموعة راند كوربوريشن للأبحاث، سيث جونز، أن «يعود النقاش حول فاعلية الطائرات بلا طيار إلى الواجهة». وقدَّم الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، اعتذاره أمس الأول عن مقتل الرهينتين على الحدود الباكستانية الأفغانية في يناير الماضي. ومنذ توليه الرئاسة في 2009؛ اعتمد أوباما إلى حد كبير على غارات الطائرات بلا طيار للقضاء على قياديي القاعدة وغيرها من الجماعات المتشددة في المناطق القبلية في باكستان والصومال واليمن. وأقرَّ البيت الأبيض بأن الاستخبارات الأمريكية كانت تجهل وجود عنصرين أمريكيين في القاعدة، قُتِلاَ في ضربتين منفصلتين. ويندد حقوقيون وبرلمانيون أمريكيون منذ فترةٍ طويلة باستخدام هذه الطائرات متحدثين عن آلاف الضحايا المدنيين الذين سقطوا بسببها. ووعد البيت الأبيض بفتح تحقيق مفصل حول هذه الثغرة في معلومات الاستخبارات. وقال المتحدث باسمه، جوش آرنست، إن الغارة التي كُشِفَ عنها أمس الأول راعت جميع القواعد التي حددها الرئيس قبل عامين «أي ينبغي لإطلاق النار التأكد بشكل شبه تام من وجود عناصر من القاعدة وعدم تعريض مدنيين للخطر». وأوضح أنه «قبل الضربة أُجرِيَت مئات الساعات من المراقبة للموقع المستهدف إضافةً إلى مراقبة شبه متواصلة في الأيام التي سبقتها». لكنه أقرَّ بأنه تبيَّن أن «التأكيد شبه التام» كان غير صحيح ما أدى إلى «هذه الخاتمة المأساوية وغير المقصودة». بدورها؛ دعت عضو مجلس الشيوخ، الديمقراطية دايان فاينستين، إلى مزيدٍ من الشفافية، معتبرةً أنه على الحكومة نشر تقرير سنوي حول عدد المسلحين المتشددين والمدنيين القتلى في عمليات تنفذها طائرات بلا طيار. في السياق ذاته؛ اعتبر العضو في مجموعة مجلس العلاقات الخارجية للأبحاث المعارض بشدة لتلك الغارات، ميكا زنكو، أن مقتل الرهينتين «يطرح تساؤلات» حول تطبيق مبدأ التأكد شبه التام. وذكر أن أوباما وسلفه جورج بوش وافقا على ضربات استهدفت أفراداً لم تُعلَن أسماؤهم «لكن هذه الممارسات التي تستهدف مجموعات عوضاً عن أفراد محددي الهوية ينبغي إعادة النظر فيها». في المقابل؛ دافع برلمانيون عن الضربات محددة الأهداف، وتعهدوا بأن يدقق الكونجرس عن كثب في تسلسل الأحداث. وحمَّل الجمهوري ليندساي غراهام الذي يعتبر من الصقور تنظيم القاعدة مسؤولية مقتل الرهينتين «لا الحكومة الأمريكية». ووصف برنامج الطائرات بلا طيار بـ «أداة تكتيكية جيدة في الحرب على الإرهاب»، مؤيِّداً الإبقاء عليه بالكامل. وتراجعت وتيرة غارات الطائرات بلا طيار الأمريكية بشكل كبير بعد حد أقصى بلغ 117 ضربة في 2010، بحسب منظمة «لونغ وار جورنال» ومنظمات أمريكية أخرى تحصيها. وتحدثت «لونغ وار جورنال» عن 5 غارات هذا العام. ويعتبر خبراء الاستخبارات أن مئات الضربات التي نفذتها الطائرات بلا طيار فشلت في هزيمة بل حتى إلحاق ضرر فادح بقوات القاعدة. لكن إدارة أوباما تفضل هذا التكتيك على تكتيك وجود قوات كبيرة على الأرض الذي اعتمدته إدارة بوش في العراق وأفغانستان. واعتبر برايان كاتوليس من مجموعة مركز التطور الأمريكي للأبحاث أنه «بعد حوالي 14 عاما على 11 سبتمبر، يبدو أن كلا من النموذجين غير كاف لمكافحة شبكات الإرهاب وتبديل المعطيات في مواجهتهم».

مشاركة :