انتقد أونال تشيفيكوز، النائب في البرلمان التركي ونائب رئيس حزب "الشعب الجمهوري" للشؤون الخارجية، أوضاع الحريات وحقوق الإنسان، وفصل السلطات في بلاده، فضلاً عن سياسة الرئيس التركي الخارجية التي أزمت العلاقة مع الغرب، والداخلية التي فاقمت الأوضاع الاقتصادية. كما انتقد عزل وزارة الداخلية التركية لرؤساء ثلاث بلدياتٍ أكراد، واصفاً القرار بـ "مظهرٍ آخر من مظاهر انعدام حكم القانون في تركيا". وقال تشيفيكوز، الشخصية النافذة في أكبر حزبٍ تُركي معارض، في مقابلة مع "العربية.نت" إن "رؤساء البلديات الثلاث تمّ ترشيحهم من قبل حزبهم في الانتخابات المحلية الأخيرة ووافقت اللجنة العليا للانتخابات على طلباتهم دون أي مشاكل. وقد فازوا واستلموا شهادات اعتمادهم وتولوا مهامهم، ليتفاجأوا لاحقاً بمصادرة مناصبهم دون أي إجراءاتٍ قضائية. هذا يُصادر حق التصويت وحق الترشح معاً". قمع وخوف كما انتقد الدبلوماسي المتقاعد، حرية الصحافة في بلاده، قائلاً: "من الصعب أن نتحدث عنها اليوم، لأن ما يسود بدلاً منها هو الخوف والقمع"، لافتاً إلى أنه "يقبع العديد من الصحافيين والأكاديميين والكتّاب وصناع الرأي ونشطاء المجتمع المدني في السجون، في ظروفٍ غير إنسانية، دون وجود تُهمٍ مباشرة ضدهم". الرئاسة تهيمن على الأمن وأضاف "لقد ألغى النظام الرئاسي الجديد، الفصل بين السلطات في البلاد، وقد نتج عنه رئاسة تنفيذية مسيطرة ومهيمنة على السلطتين القضائية والتشريعية، بالإضافة إلى أنه بات من المعروف أن الرئاسة تهيمن بشكلٍ كامل على القطاع الأمني أيضاً". إلى ذلك، أشار إلى "أن علاقات تركيا مع الغرب متوترة للغاية ويعود ذلك إلى التصوّر السائد في الغرب بأن أنقرة قد ابتعدت عن سيادة القانون وأن حقوق الإنسان الأساسية وحرية الإعلام والتعبير فيها هي أدنى من المعايير الغربية العادية، أو غير موجودة على الإطلاق، لذلك تمّ تعليق محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بشكلٍ نهائي". وأوضح "المفوضية الأوروبية الجديدة ستتولى مهامها في الأول من نوفمبر المقبل، ولا أعتقد أن هناك احتمالات وفيرة أمام تركيا لأن البرلمان الأوروبي المُنتخب حديثاً يهتم بالوضع في تركيا وينظر إليها كدولة ابتعدت عن معايير كوبنهاغن. باختصار، لن يكون هناك مناخ سياسي إيجابي في أوروبا بالنسبة لتركيا في المستقبل القريب". عناد أردوغان.. وصفقة إس 400 كذلك علق تشيفيكوز على علاقات بلاده مع الولايات المتحدة الأميركية بالقول: "إنها قائمة على الصفقات، ففي سوريا على سبيل المثال، هناك تنسيق واضح بين الطرفين، لكن القرار الأول والأخير تتخذه واشنطن، بينما أنقرة، فلا تستطيع الحصول على ما تشاء". وأضاف "أردوغان ارتكب خطأ آخر بموقفه العنيد في شراء صواريخ S-400 من روسيا في صفقة لا تتوافق مع التزامات تركيا تجاه حلف الناتو. لذلك من المتوقع أن تتوتر العلاقات بين تركيا والغرب أكثر فأكثر إذا قام حلفاء تركيا هناك بالانتقام من تحركات أنقرة العنيدة". أزمة اقتصادية دقيقة إلى ذلك، كشف أن "تركيا تمر بأزمة اقتصادية دقيقة للغاية وأنا قلق من أن تؤثر بشكلٍ مباشر على الأوضاع السياسية، فارتفاع معدلات التضخم والبطالة يُخلق ضغوطاً كبيرة على الشعب، بالإضافة إلى أن بطالة الشباب تكاد تصل إلى 25% في البلاد، لذلك لا أعتقد أن الوضع مستدام بعد الآن". كما حذّر من أنه "يجب أن نكون على دراية بالخطر الممكن حصوله من هشاشة الاقتصاد والسياسة الخارجية التي قد تغذي ميول أردوغان إلى اتباع سياساتٍ أكثر عدوانية على الصعيدين المحلي والدولي". وتابع "التحالف الذي يقوده حزب الشعب الجمهوري، قد أثبت نفسه بشكل جيّد في الانتخابات المحلية الماضية. وأعتقد أن نجاح هذا التحالف يدل على أنه سيستمر، لاسيما أنه يستند ببساطة إلى قيم ومبادئ الديمقراطية وسيادة القانون وفصل السلطات وحرية الإعلام والرأي والتعبير، فهو يجمع بين الأيديولوجيات المختلفة في جميع الأطياف السياسية ويعمل على احتضان شرائح أوسع من المجتمع. إن استمراره في أدائه الجيد يزيد من آمال الناس في تركيا حول مستقبلٍ أفضل للبلاد".
مشاركة :