أعلن الموفد الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد الاثنين، أن بلاده ستسحب قواتها من خمس قواعد أفغانية في حال التزمت طالبان ببنود اتفاق السلام الذي يجري التفاوض حوله حاليا بين الطرفين. وقال خليل زاد “لقد اتفقنا أنه إذا سارت الأمور وفقا للاتفاق، فسننسحب خلال 135 يوما من خمس قواعد نتواجد فيها الآن”. ومن المتوقع أن يشمل الاتفاق انسحابا تدريجيا للقوات الأميركية من أطول حرب تخوضها على الإطلاق مقابل التزام طالبان بعدم السماح للمتشدّدين باستخدام أراضي أفغانستان في التخطيط لشن هجمات على الولايات المتحدة وحلفائها. ولا تشارك حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني في المحادثات بسبب رفض الجماعة المتشددة الاعتراف بها باعتبارها دمية في يد الولايات المتحدة. ولكن من المتوقع، في إطار الاتفاق، أن تلتزم طالبان ببدء محادثات لاقتسام السلطة مع الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة والعمل على وقف إطلاق النار. وقال متحدث باسم الرئيس الأفغاني الاثنين، إن الرئيس طلب من المبعوث الأميركي لأفغانستان زلماي خليل زاد أن يطلع جميع الزعماء الأفغان على تفاصيل مسودة اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان. وعقد خليل زاد، الذي أجرى مع طالبان تسع جولات من المحادثات، اجتماعا مع غني وعرض عليه مسودة الاتفاق. ومن المقرر أن يجتمع هذا الأسبوع مع زعماء البلاد في كابول لحشد توافق في الآراء قبل التوقيع. وقال المتحدث الرئاسي صادق صديقي للصحافيين، إن الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة ستحتاج “لدراسة وتقييم” تفاصيل مسودة الاتفاق، مشيرا إلى أن خليل زاد اجتمع مع غني مرتين في اليومين الماضيين. وغزت الولايات المتحدة أفغانستان في عام 2001 وأطاحت بحركة طالبان من الحكم بعد أن رفضت تسليمها أعضاء في تنظيم القاعدة الذي دبّر هجمات 11 سبتمبر على مركز التجارة العالمي. ويدعو الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ فترة طويلة إلى إنهاء التدخل الأميركي في أفغانستان، وكتب على تويتر قبل سبع سنوات “يتعيّن أن نغادر أفغانستان على الفور”. ومنذ توليه الرئاسة في يناير عام 2017 قال مرارا إن بإمكانه إنهاء الحرب الأفغانية بسرعة إذا لم يكن يعنيه قتل الملايين من الأشخاص. ولكن هناك مخاوف تساور المسؤولين الأفغان ومسؤولي الأمن القومي الأميركيين تتعلق بأن الانسحاب الأميركي يمكن أن يدخل أفغانستان في حرب أهلية جديدة قد تكون مقدمة لعودة طالبان للحكم وتوفير ملاذ للجماعات المتشددة على مستوى العالم ومنها تنظيم الدولة الإسلامية.
مشاركة :