كشفت مصادر دبلوماسية خليجية أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، سيعيد فتح ملف وساطة بلاده بين قطر ومحيطها الخليجي خلال زيارته إلى واشنطن التي بدأت اليوم الثلاثاء، وذلك تحت إلحاح من الدوحة التي لم تقدم على أي خطوة تساعد على تنشيط الوساطة الكويتية. وذكرت المصادر في تصريح لـ”العرب” أن أحد الملفات التي سيفتحها أمير الكويت في واشنطن هو البحث في إحياء الوساطة بين السعودية والإمارات من جهة، وقطر من جهة ثانية، في ضوء المعطيات الإقليمية الجديدة من بينها تطورات الوضع في اليمن والتحركات الإيرانية ردا على العقوبات الأميركية. وأضافت أن المحادثات ستشمل أيضا وجهة نظر الكويت في موضوع النزاع الإيراني الدولي وضرورة إيجاد حلول له على قاعدة الحوار واحترام قرارات الشرعية الدولية، وكذلك بالنسبة للموضوع السوري وضرورة إيجاد آلية دولية لإطلاق مسار سياسي يضع حدا لاستمرار العنف المستمر منذ سنوات وسقوط الضحايا، وضرورة تشجيع العراق على استكمال بناء مؤسساته السيادية بما يبعد عنه كل التدخلات الإقليمية. وتسلم أمير الكويت، الاثنين، وقبل سفره إلى واشنطن رسالة خطية من مبعوث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تضمنت “آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة”. وذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية أن الشيخ صباح الأحمد استقبل الشيخ جاسم بن حمد بن خليفة آل ثاني شقيق أمير قطر والممثل الشخصي له، حيث سلمه رسالة خطية من الأمير تميم. وتصف مصادر خليجية تكتيكات الدوحة في مواجهة أزمتها، بأنّها أصبحت عبئا على الكويت ومصدر إحراج لها، في ظلّ رغبة قطر في الإبقاء على تلك الوساطة وإعادة تنشيطها كلّما انتهت إلى طريق مسدود، دون أن تقدم على أي خطوات عملية لتسهيل المهمّة الكويتية. وغادر أمير الكويت، الذي يقود محاولات لإتمام مصالحة خليجية بين قطر وعدة دول بالخليج بينها السعودية، إلى الولايات المتحدة في زيارة خاصة لم تحدد طبيعتها، يعقبها لقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس المقبل. والجمعة، أعلن البيت الأبيض، أن ترامب سيستقبل أمير الكويت بواشنطن، حيث من المتوقع بحث “التطورات في المنطقة، والتعاون الأمني الثنائي، ومسائل محاربة الإرهاب”. واعتبرت مصادر خليجية أن ما دعا الكويت إلى معاودة جهودها لإنهاء الأزمة بين قطر من جهة وكلّ من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ومصر من جهة أخرى، هو شعور أميرها الشيخ صباح الأحمد بخطورة المرحلة التي تمرّ بها المنطقة. وكشفت المصادر لـ”العرب” أنّ الشيخ صباح الأحمد يعتقد أن المنطقة كلّها مقبلة على تطورات في غاية الخطورة وأنه من الأفضل لدول مجلس التعاون الخليجي مواجهة هذه التطورات صفّا واحدا. لكن المصادر نفسها ذكرت أن جهود أمير الكويت اصطدمت مجددا بالتعنت القطري الذي يعبّر عنه رفض الدوحة قبول النقاط الـ13 التي حددتها دول المقاطعة. وتشير هذه الأوساط إلى أن الرأي العام الخليجي لا يهتم لأي حديث عن وساطة جديدة مع قطر، وأن هذه الصورة متأتية من عناد الدوحة وأسلوبها في الاستقواء بدول مثل تركيا وإيران لتجاوز خلاف من المفروض أن يتم حله داخل مؤسسات مجلس التعاون الخليجي وتقديم التنازلات الضرورية في وقتها. وصارت قطر تتعمد ليس فقط تحدي دول مجلس التعاون، ولكن أيضا إغاظة الولايات المتحدة، خاصة بمساعيها العلنية لخرق العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران من ناحية، وضخ الأموال في مسعى لمنع تهاوي الليرة التركية من ناحية ثانية، في تحدّ واضح لإدارة ترامب التي لن تغفر لها ذلك. وتطرح الدول الأربع المقاطعة لقطر حزمة من المطالب تتعلّق إجمالا بتراجع الدوحة عن دعم الإرهاب والعدول عن السياسات المهدّدة لاستقرار المنطقة، بما في ذلك وقف التعاون مع إيران والتآمر معها ضدّ الدول العربية.
مشاركة :