سلط الكاتب والمحلل الاقتصادي عبد الحميد العمري، الضوء على أزمة العقارات، والتطورات التي شهدها القطاع بعد موجة صعود منذ بداية العام الجاري نتيجة لضخ 38 مليار ريال كقروض ودعم. وأكد العمري أن ارتفاع الأسعار، كان طبيعيا خاصة في ظل تأخر تنفيذ رسوم الأراضي، ومع انحسار موجة الارتفاع واستغلالها من أقلام عقارية، على حد قوله. وقال العمري: ” انتهزت أقلام عقارية فرصة موجة الارتفاع القصيرة التي حدثت من بداية العام رغم تجاهلها لموجة الهبوط قبلها، مرة تقول: ” هاه شفتوا وين النزول اللي قالوا عليه؟ ” ومرة تقول ” راحت عليكم ” كأنما تعترف بانخفاض طالما أنكروا حدوثه دون دليل واحد، ومرة تقول هذا بداية الارتفاع! لجذب مشترين ” . وتابع: ” يجب أن نتفهم لماذا بائع أي بضاعة يروّج بكل قوته لبيع بضاعته بأغلى سعر، ويجب فهم أن دموعه وتغريداته المتباكية عليك أنك لم تشتر منه سابقا بسعر أغلى من سعر اليوم وإن ارتفع مؤخرا لكن ليس كالسعر السابق؛ أنها مجرد دموع تمساح جائع فاته التهامك، فكن واعيا أن يلتهمك هذه المرة ” . وأضاف: ” الخلاصة بلغة الأرقام الرسمية معروفة المصدر “وزارة العدل” التي يستحيل أن يأتي على ذكرها أي من تلك الأقلام!! التي لم يتغير حديثها منذ 2014 إلى تاريخه عن عبارة: ” اشتر “.. وإذا سألته وش عندك؟ قال أنا ولد لسوق! ” . واستكمل موضحا: ” بالنسبة للأراضي؛ شهدت ارتفاعا من نهاية 2018 إلى منتصف هذا العام بنسبة +18.8% وهذا نتيجة لزيادة ضخ قروض العقار والدعم لكن الارتفاع لم يعوّض انخفاض عام 2018 بنحو -24.1% وطبعا لم يعوض انخفاض -35.3% خلال2016-2018 ” . وتابع: ” لهذا هدرت أقلام العقاريين؛ لاستكمال موجة الارتفاع التي بدأت تضعف مؤخرا، أما بالنسبة للفلل؛ فلم تشهد الارتفاع الكبير الذي شهدته الأراضي، إذ ارتفعت +4.4% في الرياض ارتفعت +13% مقابل انخفاض المتوسط من نهاية 2015 لنهاية 2018 بـ -29.5%. ” . وقال: ” تأتي أهمية اطلاعك على حقيقة ما جرى فعلا في السوق، كي لا تنجرف وراء هدير أحدهم في مجلس أو قروب واتس دون بينة أو دليل، مصدره الوحيد قال لي فلان أو صوّر لك تغريدة واحد مجهول حاط صورة نمر أو أخذ له لفّة في عصرية على الحي الفلاني وخمّه موظف أجنبي في مكتب عقار بكذبة أكبر من نهر النيل ” . ووجه العمري حديثه للمستهلك قائلا: ” لتعلم أن حفلة العقاريين مفتعلة وضجتها أكبر مما جرى على أرض الواقع.. أمامك تحركات متوسطات أسعار الأراضي في الرياض، جدة، الدمام، ارتفاع لم يتجاوز 13% مقابل انخفاضات سابقة خلت دموع التماسيح تتدفق كتغريدات زائفة، كان هدفها الأول والأخير ارباكك وزعزة ثقتك وأملك بتملك بيتك ” .