انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة اغتصاب الأطفال، فنجد يوميا خبر عن طفلة تعرضت لـ "الاغتصاب" وتوفت، وكذلك طفل اخر تم انتهاك عرضه، وقد تنوعت طرقه و أسبابه، وأما عن آثاره فهي أقسى من أن تقبلها أمٌّ فماذا عن طفلها المتضرر.الاستغلال الجنسي وتعريفه هو استخدام البالغين لقوتهم ليتمكنوا من السيطرة واستغلال الصغار جنسيا، ومصادر القوة متعددة، منها اختلاف السن، والنوع، والذكاء، والقوة، والمال، ومصادر القوة الأخرى. والتصور الشائع أن استغلال الأطفال جنسيا يحدث فقط في الجرائم الخطيرة المنظمة، ولكن ووفقا للتعريف - المبني على معطيات الواقع - فإنه أيضا يشمل الإساءات الجنسية التي يتعرض لها الأطفال من المقربين لهم، ويشمل الممارسة الجنسية في مقابل تلبية بعض احتياجات الطفل، مثل المأوى، والهدايا، والسجائر، والانتباه، وفي بعض الاحيان يتم استمالة الأطفال من خلال الأصدقاء، الإساءة الجنسية تشمل أيضا الملامسة الجنسية الكاملة، وأي تلامس جنسي آخر، والاستنماء والاستخدام المسئ للصور الجنسية على الانترنت أو الموبايل.وجهل الاطفال بأن أي ممارسة جنسية بدون موافقة تعتبر انتهاك جنسي أو اغتصاب يصعب من عملية الاكتشاف، وعادة مايستغل المعتدي هذه الجهل عبر ايهام الضحية أنها شريكه في الجرم، مما يسهل عليه عملية ابتزازها واخضاعها.الفئات الأكثر عرضة للانتهاك الجنسي- الأطفال فاقدي المأوى.- الأطفال فاقدي الثقة بالنفس.- الذين تعرضوا لحرمان أو فقد حديث.- الذين يعيشون في مؤسسات الرعاية.كيف يمكن معرفة علامات الانتهاك الجنسي للأطفال من الصعب تتبع علامات الانتهاك الجنسي للأطفال، وخصوصا اذا تم تهديدهم من قبل المعتدي، ولحمايتهم من المهم أن نتعرف على العلامات التي قد تشير إلى احتمالية تعرضهم للانتهاك الجنسي.ومن العلامات المهمة والتي تثير الشكوك في استغلال الأطفال جنسيا- افتقاد الطفل لفترات من الوقت، وعودته للبيت متأخرا بشكل متكرر.- عدم الانتظام في المدرسة.- قيام الطفل بأعمال تخريبية.- ظهور هدايا ومتعلقات مع الطفل لا يمكن تبريرها.- المعاناة من أعراض تدل على وجود الأمراض المنتقلة جنسيا.- تأرجح المزاج وتغيره بشكل مستمر.- استخدام الأدوية والكحوليات.- اظهار سلوكيات جنسية غير ملائمة مثل الألفة المبالغ فيها مع الأغراب، وارتداء الملابس المثيرة جنسيا، أو ارسال صور جنسية عبر الموبايل.- يمكن أن نجد أيضا علامات الايذاء الجسدي مثل الكدمات وحروق السجاير.منع الاعتداء الجنسي على الأطفالهذه نصائح الجمعية البريطانية القومية لمنع الإعتداء على الأطفال:- ساعد الطفل على فهم جسمه، وفهم الجنس بالطريقة التي تلائم سنه.- ابني علاقة مفتوحة وموثوقة مع الطفل، بحيث يشعر أن بإمكانه أن يتحدث إليك بأمان.- اشرح الفارق بين الأسرار الآمنة (مثل حفل عيد ميلاد مفاجئ ترتب له الأسرة أو الأصدقاء) وبين الأسرار غير الآمنة (الأشياء التي لا تجعلهم سعداء أو مرتاحين).- علم الأطفال احترام الحدود داخل، العائلة مثل الخصوصية أثناء النوم واللبس والحمام.- علمهم احترام النفس، وعودهم على قول لا للأشياء التي لايرتاحون لها.- اشرف على استخدام الانترنت والتليفزيون.* من هو المستغل جنسياالمتحرشون بالأطفال يأتون من كل الخلفيات والجنسيات والأعراق والأعمار، وغالبيتهم من الرجال، وهذا لا ينفي تورط النساء أحيانا، سواء في الفعل الجنسي، أو كوسيط لتيسير حدوث العلاقة بين المتحرش والطفل، والتعرف على المعتدين صعب جدا لأنهم في العادة يجيدون التخفي خلف قناع البراءة.* خطوات هامة إذا ساورتك الشكوك1. لا تواجه المعتدي.. مواجهته تعرض الطفل للمزيد من الأخطار، وتتيح له الفرصة لتهديد الطفل وإجباره على الصمت.2. استعن فورا بنصائح المتخصصين.. ومناقشة التخوفات مع مؤسسات حماية الطفل، أو الخطوط الساخنة المناهضة للعنف ضد الطفل، اسألهم عن:- كيفية وقف المزيد من الاعتداء.- كيفية التحدث مع الطفل، للتأكد من تعرضه للانتهاك.- إذا كنت متأكدا من معلومة تعرض الطفل للانتهاك فبلغ الشرطة فورا.* الدور الذي يمكن أن يلعبه المتخصصون- التأكد من حدوث الانتهاك وتوثيقه، والمعرفة التامة بما يجب عليهم البحث عنه، للتأكد ولتوثيق حوادث الانتهاك الجنسي، يسهل عليهم هذه المهمة.* معدلات الانتهاك الجنسي للأطفالتقدر منظمة الصحة العالمية (WHO) أن حوالي 40 مليون طفل يعانون من العنف ضد الأطفال، في منطقة الأمريكتين ومنطقة البحر الكاريبي، وهذا الإحصاء لا يقتصر فقط على العنف الجنسي، ولكن يشمل جميع أنواع العنف. وغالبية القصر الذين يعانون من الاعتداء البدني تتراوح أعمارهم بين 2 - 7، وأكثر المتضررين بشدة هم الذين تتراوح أعمارهم بين 3 - 5. أما بالنسبة للدول العربية ففي الأردن على سبيل المثال، عاينت وحدة حماية الأسرة بالأردن 437 حالة خلال عام 1998، منهم 174 حالة إساءة جنسية، وكان المعتدي من داخل العائلة في 48 حالة، وكان معروفا للطفل الضحية (جار أو قريب) في 79 حالة، وفي 47 حالة كان غريبا عن الطفل.أما في لبنان فقد أظهرت دراسة صادرة عن جريدة "لوريان لوجور" أن المتحرش ذكر في جميع الحالات، ويبلغ من العمر 7 - 13 عامًا، وأن الضحية شملت 18 فتاة و10 أولاد تتراوح أعمارهم ما بين 1.5 - 17 سنة، وأشار المؤتمر اللبناني الرابع لحماية الأحداث إلى ارتفاع عدد الاعتداءات الجنسية على القاصرين خاصة الذكور منهم على يد أقرباء لهم أو معتدين قاصرين.بينما تشير أول دراسة في مصر عن حوادث التحرش بالأطفال والتي أعدتها الدكتورة "فاتن عبد الرحمن الطنباري" أستاذة الإعلام المساعد في معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس إلى أن الاعتداء الجنسي على الأطفال يمثل 18% من إجمالي الحوادث المتعلقة بالطفل، وفيما يتعلق بصلة مرتكب الحادث بالطفل الضحية أشارت الدراسة إلى أن 35% من الحوادث يكون الجاني له صلة قرابة بالطفل الضحية، وفي 65% من الحالات لا توجد بينهم صلة قرابة.وفي دراسة أجرتها الدكتورة فضيلة محروس عام 2001 تبين لها أن 82% من الاعتداءات الجنسية حصلت في أماكن يفترض أن تكون آمنة للطفل، ومن أناس موثوقة عند الطفل. وأكدت دراسة أجرتها أخصائية في مركز الرعاية الاجتماعية بالرياض أن 80% من المعتدين على الأطفال من الأقارب، وهو مايعني أن المعتدي غالبا شخص يستغل ثقة الطفل ليغريه للانخراط في ممارسات لا يعرف الطفل حقيقتها وينخدع بها في البداية.* التعامل مع استخدام الأطفال جنسيااكتشاف أن الطفل يتعرض للانتهاك الجنسي ممكن أن يكون صعب جدا، لأن المتحرش في الغالب يكون كتوم جدا، وفي الفيديو التالي يوضح استشاري الانتهاك الجنسي للأطفال الدور المنوط بالأباء والمربين، إذا ساورتهم الشكوك في وقوع الاعتداء الجنسي على أحد أطفالهم، كما يشرح الكيفية التي يمكن بها مناقشة الأمر مع الطفل.
مشاركة :