واصلت إيران لهجتها التهديدية وقدمت شرطا جديدا للتجاوب مع تحركات دبلوماسية فرنسية، تقضي بإقناع طهران بالاتزام بالاتفاق النووي، المبرم في 2015. وأكدت قناة العالم الإيرانية، اليوم الأربعاء، أن طهران رفضت عرضا كبيرا من الاتحاد الأوروبي قيمته 15 مليار دولار كقرض وإنما مقابل بيع النفط". وقالت القناة: إن إيران أنهت إجراءات الخطوة الثالثة لخفض تعهداتها وستعلن عنها في وقت قريب، مؤكدا على أن "ماكرون يسعى لترتيب لقاء بين روحاني وترامب لكن طهران ترفض وتشترط العودة الكاملة للإتفاق النووي. وكانت فرنسا اقترحت تقديم خطوط ائتمان بحوالي 15 مليار دولار لإيران حتى نهاية العام بضمان إيرادات نفط، في مقابل عودة طهران إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي. واليوم الأربعاء، قالت وكالة فارس الإيرانية للأنباء إن مسؤولا إيرانيا كبيرا أكد أن طهران ستعود للالتزام الكامل بالاتفاق النووي "فقط إذا حصلت على 15 مليار دولار من مبيعات النفط على مدى أربعة شهور". ونقلت الوكالة عن عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية قوله "عودتنا للالتزام الكامل بالاتفاق النووي مرهونة بالحصول على 15مليار دولار على مدى أربعة أشهر، وإذا لم يحدث ذلك فإن عملية تقليص التزامات إيران ستستمر". وتنص المبادرة الفرنسية على تقديم دفعة أولى من خط الائتمان وقدرها 5 مليارات دولار، مقابل تراجع طهران عن تهديداتها برفع تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20 في المئة. فيما يتم في المرحلة الثانية تقديم 10 مليارات مقابل عودة طهران إلى التزاماتها الكاملة بالاتفاق النووي، كما كان قبل مايو الماضي. أما المرحلة الثالثة فتتضمن التفاوض مع إيران بشأن دورها الإقليمي. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، قال، الاثنين، إن طهران مستعدة لاتخاذ "خطوة أقوى" في تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي إذا لم تتحرك الدول الأوروبية لإنقاذ الاتفاق. قال المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، اليوم الثلاثاء، إن "طهران قادرة على استئناف إنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 20% في غضون يومين". ونقلت وكالة فارس للأنباء عن كمالوندي "إذا ما قررت إيران فيمكنها الحصول على الوقود المخصب بدرجة نقاء 20% في غضون يوم أو اثنين"، وفقاً لـ "رويترز". ويعتبر تخصيب اليورانيوم بنقاء يصل إلى 20% مرحلة وسيطة مهمة على طريق الحصول على يورانيوم انشطاري بنسبة نقاء 90% اللازم لصناعة قنبلة. زقالت وكالة الطاقة الذرية، أمس الإثنين إن إيران تجاوزت حدود الاتفاق النووي بشأن مخزون اليورانيوم المخصب. وأظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة أن إيران واصلت تجاوز حدود الاتفاق النووي بشأن مخزون اليورانيوم المخصب كما واصلت التخصيب إلى مستوى يفوق الحد المسموح به. وأكدت الوكالة، التي تراقب تنفيذ الاتفاق النووي الموقع في 2015، في يوليو/تموز إن إيران قد تخطت كلا من الحد المتعلق بمخزون اليورانيوم المخصب البالغ 202.8 كيلوجرام والحد المتعلق بنقاء المادة الانشطارية البالغ 3.67 في المئة. وأظهر التقرير الفصلي الذي توزعه الوكالة على الدول الأعضاء أنه بعد ما يقرب من شهرين من تخطيها تلك الحدود، أصبح مخزون اليورانيوم المخصب لدى إيران 241.6 كيلوجرام بينما تقوم بعمليات تخصيب إلى مستوى تصل نسبته إلى 4.5 في المئة وهو ما لا يزال أقل بكثير عن نسبة 20 في المئة التي وصلت إليها قبل الاتفاق وعن نحو 90 في المئة التي تعتبر مواد يمكن استخدامها في صنع الأسلحة.
مشاركة :