ظهرت مؤخراً مشاكل في بعض الشركات المساهمة أدت إلى قيام وزارة التجارة بتحويل بعض رؤساء وأعضاء مجالس إدارات تلك الشركات إلى الادعاء والتحقيق بعد ظهور تلاعب في القوائم المالية وفي نتائج الشركات أوهمت المساهمين بأن الشركات رابحة فأقبلوا على شراء أسهمها ليتضح لهم بعد ذلك خسائر متتالية طالت الأسهم والمساهمين وأدت إلى تحويل المسؤولين فيها إلى جهات التحقيق، وتدخل هيئة المال لإيقاف تداول أسهم تلك الشركات حتى يتم تقييم أوضاعها وتعديل ما آلت إليه من فوضى . ولعل ما يدعو للتساؤل هو الأسباب المؤدية إلى وصول الأحوال ببعض الشركات إلى ما وصلت إليه من انهيار في قيمها الأخلاقية عند التعامل مع القوائم المالية والنتائج الربحية بطريقة لا تمت للصدق والشفافية بصلة، وهل يكون من الأسباب الطريقة التي تتم بها عملية ترشيح واختيار مجالس الإدارات حيث يسعى بعض كبار مالكي الأسهم في بعض الشركات إلى تقديم قائمة بأسمائهم وأسماء من معهم من الأعضاء ويكون أولئك الأعضاء مساهمين بأسهم قد لا تزيد عن ألف أو ألفي سهم فيكون وجودهم تكملة عدد فإذا فازت قائمة من هذا النوع فإن من ضمهم إلى قائمته لربما اشترى لهم أسهمهم من جيبه ليكونوا طوع بنانه ،فلا يكون هو مجلس إدارة فعلياً بل مجرد "بصَّامين" لأن المكافأة السنوية التي يحظون بها تزيد عن مائتي ألف ريال سنوياً وهي أضعاف قيمة أسهمهم المحدودة، فهل يضيعون المكافأة السنوية بإظهار رفضهم لأي خطوة يرون أنها ليست في مصلحة الشركة؟ فإذا استمر مثل هذا التلاعب فلا عجب أن تصل بعض الشركات المساهمة إلى قاع الخسائر. إن المأمول أن تقوم وزارة التجارة وهيئة سوق المال بوضع ضوابط جديدة لتكوين القوائم المرشحة لتولي مهام مجالس إدارات الشركات ،وأقترح أن لا يكون من المرشحين إلا من يملك بمئات الآلاف أو بالملايين ويحدد عدد الأسهم التي يملكها كل مرشح ، حتى يغار كل مرشح على ما يملكه من أسهم فلا يمرر أي قرار للمجلس الذي يتمتع بعضويته كما يفعل أعضاء المجلس الذين لا يملكون من الأسهم إلا عدة مئات فلا يكون همهم الأول والأخير سوى المكافأة التي قد تدفع لهم فيستمرون فيها دورة بعد دورة مقابل تمرير أي قرار "، فهو غانم بالمكافآت غير آبه بما يتحقق لأسهمه من خسارة إن حصلت في القيمة والأرباح على طريقة "ايش الديك وايش مرقته" فإذا وُضعت هذه الضوابط والشروط وأصبح الأعضاء من كبار مالكي الأسهم فإن رؤساء المجالس أو غيرهم لا يستطيعون تمرير أي قرار يؤذي الشركة والمساهمين فيها، وبذلك يضمن المساهمون في الشركات المساهمة وجود مجالس إدارة قوية ، وبذلك تستقيم الشركات وتسير في الطريق الصحيح . assas.ibrahim@yahoo.com
مشاركة :