الوعي الشعبي.. حائط صد للأفكار المتطرفة

  • 4/26/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يرتبط وعي المجتمع بالمبادرات التطوعية المدروسة بعناية لتحقيق اهدافها، بتكاتف ودعم من مؤسسات المجتمع المدني والخاص، لمساندة الجهود الأمنية في دحر الفكر الضال ومحاربته بالفكر المعتدل، إذ إن توعية المواطن من الركائز الأساسية لحماية مكتساب الوطن. يؤكد مختصون ل"الرياض"، أهمية صناعة الفكرة لتصل لغايتها بدعم مجتمعي، مشيرين إلى أن هناك العديد من المبادرات المختصة في خطر الإرهاب والجماعات الإرهابية ولكنها تحتاج إلى المزيد من الدعم والتوجيه وأن يكون لها مرجع أو حاضنة تعينها على تنفيذ برامجها بعيداً عن التشتت وضياع الوقت دون فائدة. وقالوا أن المشكلة الحقيقية تكمن في عدم وعي الكثير من المواطنين بخطر المعلومات التي تبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث إن الكثير منهم يصر على السبق في إرسالها أو إعادة توجيهها عبر تلك المواقع غير مدركاً خطرها ومعتبراً أنها معلومة ويجب تمريرها وليس لديه القدرة على مجابهتها بالفكر ودحرها قبل أن تصل إلى فئات المجتمع، موضحين أن الشائعات المغرضة والهدامة لأمن الوطن والمواطن تمرر بأيدي وطنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر، والفيس بوك، الواتساب)، مطالبين بتكثيف التوعية بمشاركة مؤسسات القطاع الخاص لمساندة وزارة الداخلية في مجابهة الأفكار المتطرفة وحماية شباب الوطن. مبادرات وطنية ينقصها الدعم والتوجيه.. والقطاع الخاص شريك في التوعية معوقات المبادرات المجتمعية وقال فهد الزعبي - قائد ومؤسس فريق حنا بخير لدعم مبادرات الأمن الفكري - إن الشباب لديهم وعي كافٍ لمحاربة ومجابهة الأفكار المتطرفة وعدم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك محاربها بالفكر المعتدل، مشيراً إلى أن هذا الوعي يحتاج إلى المزيد من الدعم سواء على مستوى التدريب والتأهيل والدعم، حيث أن أغلب البرامج التطوعية لا تلقى الدعم الكافي لتنفيذ مهامها، وتقع المسؤولية هنا على مؤسسات القطاع الخاص. وأضاف الزعبي وهو أحد المؤسسين للفريق الشبابي حنا بخير بالمنطقة الشرقية، أنه يمكن توعية المجتمع بعدة طرق ألا وهي طرق الترغيب لا الترهيب بمعنى العمل بوسائل تجذب المجتمع وخاصة الشباب من جميع النواحي التطرّف والانحراف عن الفكر الضال إعطائهم الفرصة والثقة بأنفسهم وخاصة الشباب وزرع روح حب الدين والمليك والوطن، موضحاً على المؤسسات أن تعمل وتعطي الفرصة لعمل مبادرات قوية وشاملة للمجتمع بجميع فئاته وتبرز أفكار الشباب وتوظيفها في المكان الصحيح، موضحاً أن الشباب وخاصة في الكثير من الفرق التطوعية لديهم الرغبة والعزيمة على تنفيذ برامج قوية وعالمية في شتى المجالات، ولكن احياناً تواجههم الكثير من المعوقات وخاصة الدعم المالي. مبادرات غير تقليدية وبين أن المبادرات متنوعة في توعية المجتمع ولكنها غير واضحة في بعض المجالات ويكتنفها بعض الغموض وكذلك تشتت الفكرة بسبب عدم وجود حاضنة رئيسية لهذه الفكرة، مقترحاً أن يخرج الجميع عن العمل الإلكتروني فقط ويتحول العمل إلى ميداني عبر مبادرات جديدة غير تقليدية في طرحها وأسلوبها وطريقة عرضها اي انها تشكل جميع فئات المجتمع واقترح ان تكون شبابية تركز على توعية الشباب بطرق غير تقليدية. وتطرق الزعبي إلى أن اغلب الملتحقين بالفئة الضالة سواء داعش أو غيرها من فئة الشباب، وقال الشباب يعانون من الفراغ التام، وعدم وجود برامج تشغلهم عن الأفكار الهدامة، وكذلك أن التوعية ما زالت تقليدية، الشباب يريدون أن يساهموا وتكون لهم مساهمات فعالة في ابتكار برامج تناسبهم، موضحاً أن نسبة عالية من الشباب من سن 12 سنة وحتى 30 سنة تجدهم منعكفون على مواقع التواصل الاجتماعي، المشكلة الحقيقية تكمن في التغذية الفكرية بعض هذه المواقع، مطالباً بأهمية صناعة برامج إلكترونية تجابهة هذا الفكر السلبي المتداول في توير أو الواتساب أو غيره، إنها مرحلة خطيرة مهما كانت التغذية إيجابية بكل تأكيد هناك أساليب دعائية ترويجية تستخدمها الفئة الضالة هدفها الإقناع ويجب مواجهتا بقوة. توحيد الموقف التوعوي بين أفراد المجتمع ومؤسساته ضد الإخلال بأمن الوطن جهود وزارة الداخلية وقال اللواء صالح بن سالم المهوس -متقاعد- أن المملكة ممثلة في وزارة الداخلية قامت بأعمال ضخمة وكبيرة في صد الهجمات الإرهابية واكتشاف مخططيها ومرتكبيها وهذه جهود كبيرة جداً ويتشرف اي مواطن سعودي بهذه النجاحات وقد أدت تلك الاكتشافات إلى تجنيب بلادنا الكثير من الآلام والويلات وقد عملت الداخلية على توجيه النصح والمناصحة في مراكز أعدت لذلك وقد أعطت نتائج ايجابية ولكنها محدودة بمن وجهت إليه التهمة، موضحاً أن هناك مهاماً كثيرة يستوجب القيام بها لمنع الشباب من الانخراط في تلك الجهات المنحرفة. فالشباب السعودي وهو بطبيعته يميل الى التدين ويسمع عن جهات تلبي وتشبع رغباته في تطبيق أحكام الإسلام ولها أسماء رنانة مثل الخلافة الإسلامية فتجد ممثلي تلك الجهات يصلون إليه أسرع من الجهات التي تنهاه وتبين حقيقة تلك الدعوات وهذا في نظري المدخل الرئيس لإغواء هؤلاء الشباب. دعم وتكاتف مجتمعي وأضاف اللواء المهوس أنه من الواجب أن يتزامن مع ما تقوم به وزارة الداخلية بأجهزتها المختلفة من جهود مشكورة قيام جهات أخرى بمهامها واقصد وزارة الثقافة ووزارة الشؤون الإسلامية وكذلك الجهات الأخرى التي لها علاقة بالشباب، كما يجب على مؤسسات القطاع الخاص أن تقوم بدورها في التوعية والإرشاد ودعم البرامج الحوارية والفكرية والدعائية لصد ومنع الشباب من الالتحاق أو التأثير عليهم بالأفكار الهدامة. وتحدث اللواء المهوس عن أهمية الوعي الشعبي، مشيراً إلى مقولة الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- المواطن رجل الأمن الأول، وبذلك لن تتحقق هذه المعادلة إلا في حالة تكاتف المجتمع أفراداً ومؤسسات حكومية وخاصة. شراكة القطاع الخاص وأكد مساعد البسام -رجل أعمال- أن القطاع الخاص يقع على عاتقه مسؤولية التوعية من باب المسؤولية الاجتماعية، ولن يقصر أو يتراخى في دعم المبادرات البناءة، مشيراً إلى أن هناك مبادرات من قبل بعض الجهات الخاصة ولكن غير فعالة في برامجها وأهدافها وبكل تأكيد لن تلقى ردة الفعل لتحقيق ما تصبوا إليه، مشيراً إلى أن القطاع الخاص شريك حقيقي للدولة سواء في التنمية أو التوعية ومشاركات مؤسسات وشركات القطاع واضحة وجلية وتحتاج فقط إلى رؤية واضحة تضعها جهات مختصة لتلبي البرامج ودعم القطاع لها أهدافها بعيداً عن ضياع الوقت والمال. وأضاف البسام أننا نعي أهمية المشاركة في توحيد الجهود ودعمها ضد كل من يحاول العبث بأمن الوطن والإخلال به، ودور المشاركة والمساهمة في دعم المبادرات الوطنية واجب، ولدينا في القطاع الخاص الكثير من المبادرات والشراكات المجتمعية ولن يمانع كل رجل اعمال في المملكة من دعم البرامج التي هدفها التوعية والحفاظ على أمن ومكتسبات الوطن. تكاتف شعبي وأشار د. محمد بن علي البيشي أستاذ جامعي إلى أن بعض الشباب وجدوا الملاذ الوحيد لتفريغ هواياتهم الفكرية والحوارية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبذلك وجدت بعض الفئات الضالة هذه المواقع المكان المناسب لتغذية العقول بالتطرف وكسب عقولهم لصالحها وبالفعل نجحت في تجنيد الكثير منهم سواء في المملكة أو خارجها وهذا واقع، وقال وزارة الداخلية لم تأل جهداً في التوعية وصد الهجمات المتطرفة، ولكن يجب تكاتف المجتمع بأكمله لمساندة الأمن في التوعية وكذلك المواطن يقع على عاتقه دوراً في حماية وطنه وأن يسمح للأعداء باستغلاله لتحقيق أهدافاً ضد وطنه وأن يكون حاجز صد لكل من تسول له نفسه للإخلال بأمن وطنه. وأضاف د. البيشي، للأسف عندما أعلنت وزارة الداخلية عن العمليات الإرهابية المستهدفة للمملكة وكان جنود هذه العمليات شباباً من وطننا، نحزن كثيراً على ذلك، ولكن علينا أن نعالج الموقف بتكاتف شعبي مع الجهات الأمنية، المواطن يجب أن يرتقي بوعيه الأمني ومؤسسات القطاع الخاص يجب أن تقوم بدورها. منح الشباب دور في التوعية وأشار إلى أن الأمن هدف وغاية جميع أبناء المجتمع وهذا واقع لا يختلف عليه أبداً، خروج بعض الشباب إلى جهات متطرفة لا يمثل فكر الشعب السعودي بأكمله، ولذلك ينبغي أن تتكاتف الجهود سواء الجهات الأمنية والإعلامية والتعليمية والقطاع الخاص ومؤسسات العمل التطوعي والأفراد في وضع خطط مدروسة تغرس الوعي الأمني بهدف الوصول إلى أسلوب وقائي يجنب المجتمع من تبعات هذه المنظمات الإرهابية، مشيراً إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات المتطرفة تصل إلى الكثير من الشباب قبل أن تصل إليهم مؤسسات المجتمع المدني وهنا تكمن المشكلة، وانطلاقاً من مقولة الوقاية خير من العلاج بذلك الوقاية تأتي بالتوعية والإرشاد وبأسلوب يصل إلى فئة الشباب خاصة وبدعم من كافة مؤسسات المجتمع لحماية مجتمعنا من الانحراف وحماية امننا ووطننا. وقال د. البيشي أن منح الشباب الفرصة في القيام بدور التوعية وتشجيعهم على ذلك سنجد ردة فعل قوية وعملاً جباراً مشيراً إلى أنه عند تأسيس فريق حنا بخير التطوعي والخاص بالأمن الفكري وجدنا شباباً مبدعين وقادرين على تنفيذ الأعمال بكل احترافية، ونعوا جميع المؤسسات في دعم مبادرات الشباب وحثهم على المزيد للإبداع وخدمة دينهم ووطنهم ومليكهم.

مشاركة :