تحملت أم محمد مسؤولية تربية سبعة أبناء منذ أكثر من ربع قرن، وواجه أبناؤها الغربة وعاشوا الضياع بسبب حرمانهم امتلاك أوراق رسمية تثبت أنهم مواطنون على قيد الحياة، سنوات طويلة ظلوا يحلمون بالالتحاق بالتعليم أسوة بأقرانهم حتى تبدد هذا الحلم، واستمرت بهم عاصفة الضياع حتى رمت بهم للواقع المؤلم، وكان المتسبب في ذلك، حسب إفادة أم محمد، مماطلة أحوال مدينة الدمام في إضافة أبنائها، وتعثر إجراءات المعاملة بسبب خطأ الموظف في إدخال البيانات. وبصوت خافت يعبر عن ضعف القوة، تحدثت أم محمد لـ (اليوم) عن حالها قائلة: تزوجت منذ ما يقارب 26 عامًا، وكان زوجي يعمل سائقا في إحدى شركات النقل البري، وكان يتنقل بنا من منطقة لأخرى ومن مدينة لمدينة؛ نظرًا لطبيعة عمله التي تجبره على الارتحال، فعشنا تلك السنين بلا استقرار، إلى أن استقررنا أنا وأبنائي في المنطقة الشرقية، وعاش زوجي في المنطقة الغربية حتى وافته المنية قبل ثمانية أعوام، وكان -رحمه الله- لا يلقي اهتمامًا لأهمية الأوراق الثبوتية، وتسبب ذلك في عدم إضافته لأربعة من أبنائه، وهم: محمد، مطلق، فاطمة، وأمل، وهذا ما حرمهم من صرف حقوق والدهم المتوفى في التأمينات، وحرمانهم أيضًا من التعليم وإعانات الجمعيات الخيرية، كون جميع الجهات الحكومية والإغاثية تطلب إثبات الشخصية بالأوراق الرسمية، عندها تقدمت لأحوال المنطقة الشرقية لطلب إضافة أبنائي الأربعة قبل سبعة أعوام، وبعد مماطلة تمت إضافة محمد ومطلق وتجاهلوا ضم ابنتي فاطمة وأمل مع باقي أفراد الأسرة!!، وعند الاستفسار عن عدم إضافتهما في بطاقة العائلة، أفاد موظف الأحوال بأن المعاملة لم تعد في أحوال الدمام وأنه تمت إحالتها إلى المركز الرئيسي في الرياض وفي حال المراجعة فعلينا أن نسافر لمتابعتها في العاصمة، وفعلًا سافر ابني لمتابعة المعاملة، وتفاجأ بأن سبب عدم إضافة فاطمة وأمل هو خطأ موظف أحوال الدمام في إدخال المعلومات. وتضيف أم محمد: لقد حُرم أبنائي من التعليم سنوات عديدة، وعاشوا حياة المجهولين وهم في وطنهم بسبب مماطلة موظفي الأحوال المدنية، وأنا لا أريد سوى معرفة الأسباب في تجاهل إضافة أبنائي ومماطلة موظفي الأحوال لسنوات طويلة، فليس من الطبيعي أن تستغرق هذه الإجراءات كل هذه السنوات، فأنا أرملة وبناتي قاربن على الزواج وهن لا يملكن أوراقا ثبوتية لتسجيل عقد القران، وللتو التحق أبنائي الأربعة الذين تعطلت إضافتهم للدراسة المسائية منذ شهرين فقط، علمًا بأن ابنتاي اللتين لم تنته معاناتهن مع الأحوال لم يقبلن في المدرسة إلا بورقة من مدير الأحوال السابق، مع العلم بأن مدير الأحوال الحالي رفض مقابلتي. رد المسؤول: «أحوال الدمام»: الإضافة طلبت بعد 15 سنة من ولادة الأبناء ويتحتم علينا البحث والتحري أوضح المتحدث الرسمي للأحوال المدنية محمد الجاسر، أن المستفيدة تقدمت للأحوال بطلب إضافة أبنائها إلى سجل والدهم المدني بعد مرور أكثر من ١٥ عاما على ولادتهم، وهذا الأمر يتطلب مزيدا من البحث والتحري وفقا لما نصت عليه اللائحة التنفيذية للأحوال المدنية. أما بخصوص رفض دخول النساء، فإنه وكما هو معروف أن دخول النساء إلى الأقسام الرجالية ممنوع، والعكس كذلك وهي تم إفهامها بأنه بإمكانها التوجه للقسم النسائي المجهز والمهيأ لاستقبال النساء طوال وقت الدوام الرسمي، ويمكنها الاستفادة من جميع الخدمات التي تقدم من القسم الرجالي كاملاً عن طريق مديرة ومنسوبات المكتب.علما بأن الأحوال المدنية لا تدخر جهدا بإنجاز كل معاملة بشرط استكمال جميع إجراءاتها النظامية، والتي قد تتطلب التواصل مع جهات أخرى خارج الأحوال المدنية.
مشاركة :