كل مهمة ما تتطلب مجموعة من الأدوات التي تسهل أداءها، ومن هنا فإن أدوات التخطيط الاستراتيجي هي الأساس في هذا المقام، ومن دونها لن نستطيع أداء مهمتنا على أكمل وجه، لكن ما هي هذه الأدوات التي يحتاج إليها المخطط الاستراتيجي؟ هذا ما سنحاول التعرف عليه عبر المقال التالي.المعلومات والأفكار لا يمكن لأي مخطط استراتيجي أن ينطلق في رحلته الشاقة بدون أرض صلبة يقف عليها، ويمكنه أن يتخذها سبيلاً للطيران إلى المستقبل. وهذه الأرض الصلبة التي نتحدث عنها هي البيانات والمعلومات والأفكار، إنها المادة الخام لعملية التخطيط الاستراتيجي، والتي يتم صياغتها، فيما بعد، أو على الأقل اتخاذها وسيلة، لبناء خطة استراتيجية محكمة الأركان. قد يجد المخطط الاستراتيجي نفسه، بعد الإحاطة والإلمام بكل ما لديه من معلومات، أنه لم يحصل بعد على ما يريد، أو أن هذه البيانات غير كافية، أو لا تصلح كمعين له في رحلته لبناء الخطة الاستراتيجية لهذه المنظمة أو تلك. وفي هذه اللحظة يجد نفسه مضطرًا للعثور على المزيد من الأفكار (الأفكار وليس مجرد المعلومات) لشحذ قريحته، ومساعدته على أداء مهمته على الوجه الأمثل.البيانات والمواقف ليس كافيًا أن يكون لدى المخطط الاستراتيجي كم هائل من البيانات، ولا أن يمتلك ألف فكرة، بل الأهم من ذلك هو القدرة على التوظيف الأمثل لهذه المعلومات، واستخدامها البيانات المناسبة في المواقف المناسبة. إذن، فالاسترجاع (استرجاع ما لدى المخطط كمعلومات) والتذكر إحدى مهارات و أدوات التخطيط الاستراتيجي التي يجب التحلي بها، ليس هذا فحسب، بل استخدام البيانات المناسبة مع الموقف المناسب؛ فقد يحدث أن يسترجع المخطط أفكارًا من الذاكرة ولكنها ليست مناسبة للموقف الراهن الذي يُجرى التعامل معه. وعلى المخطط الاستراتيجي أن يدرك أمرًا آخر، وهو أن المواقف المتسارعة والمتلاحقة تستلزم سرعة في التفكير والتخطيط كذلك، بل إنه من المتعين على المخطط أن يستبق الأحداث، وأن يعد العُدة لما لم يقع، ويضع السيناريوهات الخاصة بهذه الأحداث التي من المتوقع أن تحدث في المستقبل. وهذه السرعة في التفكير والتعاطي مع الأحداث من الأهمية بمكان، فلو تخيلنا أن المخطط الاستراتيجي يفكر بطريقة أبطأ من جريان المواقف والأحداث، فما الذي يمكن أن يتمخض عنه تفكيره؟ بالطبع لا شيء سوى خطة صالحة لزمنٍ ولى!محددات التفكير الاستراتيجي هناك الكثير من المحددات التي تحكم إيقاع عمل المخطط الاستراتيجي، والتي يعمل وفقًا لها، ويمكن اختصارها في أمرين: 1-المناخ العام: وهو ذاك المتعلق ببيئة العمل التي يجري التخطيط لها، بمعطياتها، ومواقفها وأحداثها، والعاملين فيها، وما إلى ذلك. كل هذه الأمور يتعين وضعها في الاعتبار عند إجراء عملية التخطيط الاستراتيجي؛ فبدون هذه المعرفة لن تؤتي الجهود التخطيطية ثمارها المرجوة. 2- المشكلات أو الأحداث: وهذا هو المحدد الأهم، والأكثر التصاقًا بالتفكير والتخطيط الاستراتيجيين. وتكون عملية التخطيط سهلة إذا كانت المشكلات نمطية أو متكررة، فهذه المشكلات يسهل التعامل معها، ووضع الآليات اللازمة لمنع حدوثها. إنما تكمن الصعوبة في أن تكون المشكلات جديدة ومن نوع فريد، وهذا يستلزم جهدًا كبيرًا في التخطيط، ومن ثم يجب على المخطط أن يعرف نوعية المشكلات التي يتعامل معها، حتى لا يهدر جهوده فيما لا طائل منه. اقرأ أيضًا: الخطة الاستراتيجية ومعوقاتها
مشاركة :