نشطت عمليات الإغاثة اليوم لإجلاء الجرحى والعثور على المفقودين في جزر الباهاماس التي ضربها الإعصار دوريان بقوة، وبات يدنو من الساحل الجنوبي الشرقي للولايات المتحدة، خصوصا فلوريدا. وسجل دمار كبير في ارخبيل الكاريبي، حيث قضى سبعة أشخاص، بحسب حصيلة غير نهائية، ولحقت أضرار جسيمة بمنازل جراء قوة الرياح. وتراجع "دوريان" إلى الدرجة الثانية، لكن رياحه لا تزال قوية جدا بسرعة 165 كلم في الساعة. ويتجه حاليا بحسب خبراء الأرصاد إلى الساحل الشمالي الشرقي لفلوريدا. ويتوقع أن يلامس فلوريدا بحلول مساء الأربعاء قبل أن يضرب من الخميس حتى صباح الجمعة الساحل الأميركي الجنوبي الشرقي، وولايات جورجيا وكارولاينا الجنوبية وكارولاينا الشمالية، رغم أن عين الإعصار لن تصل إلى البر. وحذر المركز الأميركي الوطني للأعاصير، ومقره في ميامي، من ارتفاع منسوب المياه في هذه المنطقة، متحدثا عن وضع قد يكون بالغ الخطورة. وأعلنت حال الطوارئ في عديد من مناطق الساحل الجنوبي الشرقي، حيث يقيم ملايين الأشخاص. وصدرت في مناطق عدة أوامر بالإخلاء. وقال جيراردو رودريغيز (37 عاما) لـ"فرانس برس" فيما كان يستعد لمغادرة ملجأ في فورت بيرس في فلوريدا، "الأمر مزعج حقا، ولا يمكن التكهن به. نجهل ما إذا كنا سنتأثر بالإعصار أم لا". وفي تشارلستون في كارولاينا الجنوبية، وتحت سماء رمادية، عمدت البلدية وعديد من المتاجر والمنازل إلى حماية نوافذها بألواح من الخشب. وسجل دمار هائل في باهاماس بحسب صور جوية، وخسرت مئات المنازل سقوفها، فيما غمرت المياه السيارات وتحطمت المراكب. وأرسل خفر السواحل الأميركيون مروحيات إلى الارخبيل لنقل المرضى. وشاركت البحرية البريطانية أيضا في هذه العمليات. وفي مؤتمر صحافي أمس الثلاثاء، تحدث رئيس الوزراء هوبرت مينيس عن سبعة قتلى على الأقل، متوقعا حصيلة أكبر. وأورد أن السكان عاشوا "أياما مرعبة، وكانوا يخشون على حياتهم وحياة أقربائهم". من جهة أخرى، أفاد الصليب الأحمر أن الأضرار طاولت نحو 13 ألف منزل. وظلت مدارج مطار فريبورت الدولي تحت المياه، الأمر الذي جعل عمليات الإغاثة أكثر صعوبة. وصنف "دوريان" في الدرجة الخامسة القصوى حين ضرب الباهاماس الأحد الماضي، لكنه تراجع في وقت مبكر اليوم الأربعاء إلى الدرجة الثانية، وتسبب بسقوط 76 سنتيمترا من الأمطار في الباهاماس. وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب مساء أمس الثلاثاء حال الطوارئ في كارولاينا الشمالية، بهدف رصد أموال وقائية "مع الأمل بعدم استخدامها". وطالب ترمب السكان بالتزام الحذر، وكتب على "تويتر"، "قد تكون الولايات المتحدة محظوظة فيما يتعلق بالإعصار، لكن رجاء إلزموا الحذر. مع اقترابه من الساحل، يمكن أن تحصل عديد من الأمور السيئة وغير المتوقعة". وأفاد البنتاغون أن خمسة آلاف عنصر في الحرس الوطني و2700 عسكري على أهبة الاستعداد. وتوقع المركز الوطني للأعاصير أن يطاول خطر الفيضانات، خصوصا كارولاينا الشمالية وجارتها الجنوبية، مع أمواج يراوح ارتفاعها بين 1,2 متر ومترين. وأبدى سكان فلوريدا تضامنا مع الباهاماس المجاورة، فيما كانوا ينتظرون أن يبلغ الإعصار ولايتهم
مشاركة :