إقبال متزايد على صناديق الذهب المتداولة في البورصة

  • 9/5/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

مؤسس صندوق التحو ط، راي داليو، وضع على مدونة منشورا يتألف من سبعة آلاف كلمة لما يعتقد أنها أسباب مؤدية إلى "تحول أنموذجي" مدمر يمكن أن يحدث قريبا في الأسواق العالمية. كان استنتاجه المتشائم كالتالي: "أعتقد أن النظر في إضافة الذهب إلى محفظة المرء قد يحد من المخاطر ويعزز العوائد في آن معا". عدم الثقة بالنظام النقدي العالمي هو، كما يعتقد داليو، أحد الأسباب وراء ارتفاع أسعار الذهب هذا العام. عدم الثقة هذا هو الذي دفع الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ ستة أعوام. لكن المستثمرين الذين يتطلعون للاحتفاظ بالمعدن الأصفر الثمين يفضلون بشكل متزايد صناديق الذهب المتداولة في البورصة، بدلا من الملكية المادية المباشرة وسيلة للتعامل معه. السيولة المرتفعة وانخفاض التكاليف النسبية لمثل هذه الصناديق يجعلانها مثالية لشركات إدارة الأموال التي تتطلع إلى تقليل المخاطر في محافظها. "أسواق الأسهم العالمية تؤدي عملا جيدا لكن الحرب التجارية المستمرة تعني أنها لا تخاطر بالكامل"، كما يقول كولن هاملتون، مدير أبحاث السلع في "بي إم أو كابيتال ماركيتس". "شركات إدارة الصناديق لديها مزيد من رأس المال، والذهب ملاذ طبيعي. صناديق الذهب المتداولة في البورصة توفر للمستثمرين الأمان بعيدا عن المخاوف بشأن الإدارة أو إنتاج المناجم، التي تأتي من الاستثمار في الأسهم". منتجات الذهب التي يتم تداولها في البورصة لها خصائص أخرى تجذب المستثمرين. يغلب على منتجات المعدن الثمين التي يتم تداولها في البورصة أن تكون مدعومة بشكل مادي، أي أنها مدعومة بسبائك من المعادن الثمينة الموجودة فعليا. والصناديق لديها القدرة على تسليم السبائك إذا كانت هناك رغبة في ذلك. يقول كريستوفر لوني، خبير استراتيجية السلع في "آر بي سي كابيتال ماركيتس": "بالنسبة للمستثمرين الذين يعتبرون الذهب غطاء للمخاطر، هناك جاذبية في معرفة أن ما تحتفظ به يمثل فائدة في صندوق تشتمل أصوله على المعدن المادي". التدفقات الداخلة إلى صناديق المعادن الثمينة المتداولة في البورصة بلغت 9.7 مليار دولار في حزيران (يونيو)، أعلى مستوى منذ عام 2016، ذهب الجزء الأكبر منها إلى الذهب، بحسب بيانات "آر بي سي". هذا يجعل إجمالي الأصول التي تحت الإدارة لمنتجات السلع المتداولة في البورصة 135 مليار دولار، أكثر من أربعة أخماسها مخصصة للمعادن الثمينة. مع ذلك، التعرض المباشر للمعادن الأساسية ليس ضمانا للأداء المتفوق بالنسبة لأسهم شركات التعدين خلال أوقات الاضطراب في السوق. تحليل حديث أجرته شركة بيرنشتاين وجد أن شركات التعدين، "بي إتش بي" و"ريو تينتو" و"أنتوفاجاستا"، تفوقت جميعا على سعر النحاس خلال الأعوام العشرة الماضية. في الوقت نفسه البيانات من السوق البريطانية تدعم ما يقوله هاملتون بشأن المخاطر المرتبطة بأسهم الذهب: الاستثمار في الذهب المادي خلال العقد الماضي كان سيحقق عوائد بنسبة 52 في المائة، بينما مؤشر فاينانشيال تايمز لمناجم الذهب حقق عوائد بنسبة 7 في المائة فقط، بما في ذلك أرباح الأسهم مقيمة الدولار. لا يندفع المستثمرون فقط إلى صناديق الذهب القائمة. شركات تزويد المؤشرات تقدم صناديق جديدة في محاولة لالتقاط مخصصات الذهب المرتفعة من شركات إدارة الاستثمار. المنافسة الناشئة عن ذلك تخفض التكاليف بالنسبة للمستثمرين. شركة أموندي لتزويد المؤشرات ـ مقرها باريس ـ أطلقت الشهر الماضي أداة يتم تداولها في البورصة مدعومة ماديا من الذهب، بإجمالي نفقات 0.19 في المائة. يتبع ذلك اتجاه خفض التكاليف بين نظرائها في الولايات المتحدة. صندوق GraniteShares Gold Trust الذي تم إطلاقه في آب (أغسطس) 2017، يوفر واحدا من صناديق الذهب الأقل تكلفة للمستثمرين في الولايات المتحدة، بنسبة تبلغ 0.175 في المائة فقط. المنافسة المتزايدة أجبرت شركة ستيت ستريت على إطلاق صندوق Gold MiniShares Trust العام الماضي برسوم تبلغ 0.18 في المائة، مقارنة بصندوق Gold Trust الأصلي الخاص بها – أكبر صندوق مدعوم بالذهب، الذي تم إطلاقه في عام 2004 – الذي تبلغ رسومه 0.4 في المائة. الصناديق الأرخص تعمل على تضييق الفجوة أكثر بشأن الرسوم التي تفرضها خدمات قبو السبائك التقليدية. مثلا، صندوق BullionVault يفرض رسوما بنسبة 0.12 في المائة للتأمين والتخزين، ويستهدف مستثمرين أصغر. هذا كله بشرى سارة للذين يدخلون مجال الاستثمار في الذهب، لكن الحاجة إلى اليقظة بشأن التكاليف لا تزال قائمة. "هناك اعتبارات أخرى تجب مراعاتها (...) الآثار الضريبية ورسوم المعاملات تؤثر في النفقات الإجمالية"، كما تقول ديبورا فوهر، الشريكة المنتدبة ومؤسسة الشركة المتخصصة في أبحاث الصناديق المتداولة في البورصة، ETFGI. تضيف: "نظرا لارتفاع الشعبية، يتم استخدام بعض المنتجات المرتبطة بالسلع كمنتجات تباع بخسارة للحصول على حصة من الصناديق الجديدة التي تخضع للإدارة". في حين أن صناديق الذهب المدعومة ماديا تمثل أغلبية صناديق السلع التي يتم تداولها في البورصة، إلا أن مجموعة كبيرة من المنتجات التي يتم تداولها في البورصة ظهرت عبر مجموعة من المنتجات الخطرة. صندوق WisdomTree Enhanced Commodity الذي يتم تداوله في البورصة يوفر للمستثمرين التعرض لمجموعة واسعة يتتبعها مؤشر بلومبيرج للسلع، لكن مع حيلة. يحاول الصندوق في الواقع التفوق على المؤشر من خلال اكتشاف واستغلال الاختلافات بين العقود الآجلة والسعر الفوري لمختلف السلع، وذلك وفقا لنيتيش شاه، مدير الأبحاث في WisdomTree. منذ إطلاقه في عام 2001، حقق الصندوق عوائد بمتوسط 5.6 في المائة سنويا وتفوق بشكل كبير على المؤشر. مثل هذه الأدوات تجذب عادة رسوما أعلى ويمكن أن تمنح المستثمرين تضخيما يصل إلى خمسة أضعاف على المكاسب أو الخسائر. لكنها أيضا توضح أن الاستثمار في الذهب والسلع الأخرى بعيد عن كونه مراهنة باتجاه واحد. يشير لوني، من "آر بي سي"، أيضا إلى أن الاهتمام بهذه الصناديق يمكن أن يشهد حالات مد وجزر. "التدفقات الداخلة الشهر الماضي تعوض الأشهر الثلاثة الماضية من صافي التدفقات الخارجة في كافة منتجات المعادن الثمينة المتداولة في البورصة، وهي التدفقات الداخلة الأكبر منذ عدة أعوام".

مشاركة :