"حج" عام التميز 1434هـ | د. محمود إبراهيم الدوعان

  • 10/20/2013
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يُقاس التميّز في الأعمال بنجاحها على أرض الواقع وتمام منظومتها وتفاني أفرادها لتحقيق الحلم الذي يصبو إليه الجميع، وهو الخروج بنجاح لأكبر منظومة لتجمع بشري في العالم يقام فيه مدن مليونية لوقت محدود (أسبوع) في حيز مكاني ضيق، يُقدَّم فيه جميع التسهيلات والخدمات لخدمة ضيوف الرحمن ليؤدوا شعائرهم على أكمل وجه وبراحة تامة وأمن وأمان وطمأنينة. لقد كان حج هذا العام 1434هـ ناجحا بكل المقاييس، حيث تضافرت فيه الجهود بين كل الوزارات والجهات الحكومية والأهلية والأفراد، حيث دأب الجميع على خدمة ضيوف بيت الله العتيق بكل صدقٍ وأمانة واقتدار، وكلل جهود الجميع حكومة راشدة على رأسها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين وسمو أمير منطقة مكة المكرمة، حيث استمد جميع من عمل في هذه المنظومة القوة والمدد من الله صاحب العظمة والجلال الرؤوف الرحيم، الذي مد الجميع بعونه وتوفيقه وسخرهم جميعاً لخدمة ضيوفه وقاصدي بيته العتيق ومسجد نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، وبعد عناية الله وتوفيقه هناك رجال مخلصون بذلوا الغالي والنفيس من أجل خدمة الحجيج والسهر على راحتهم وتذليل الصعاب لهم والسهر على أمنهم وراحتهم حتى عودتهم لديارهم سالمين غانمين فرحين بحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور بإذن الله، عادوا بعده لبلادهم كيوم ولدتهم أمهاتهم. من لا يشكر الناس لا يشكر الله، فكما يحب الإنسان أن يتناول أوجه القصور التي تحدث أثناء الحج -إن وجدت- يجب أن يشيد بكل صدق وأمانة بحق الرجال المخلصين الذين ضحوا بأوقاتهم، وتركوا التمتع بإجازاتهم والبعد عن أبنائهم وأهليهم، وتفرغوا تماما لأداء الواجب نحو خدمة هؤلاء الضيوف سواء كانوا قادمين من داخل المملكة أو خارجها، فما أن يضع الضيف قدمه في المطار أو من أي جهة قدوم أخرى حتى يشعر أنه في رعاية تامة وخدمة يملؤها الحب والإخاء تجاهه كضيف كريم حلّ على الأراضي المقدسة قاصداً بيت الله الحرام ومسجد نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم. ورغم الجهود المبذولة والتضحيات الكبيرة لا يخلو العمل البشري من النقص، وإن كان بسيطا وليس بمؤثر بأي حال من الأحوال أمام تلك الخدمات العظيمة التي قدمت خلال موسم حج هذا العام، ومن هذه الملاحظات: عدم وجود لوحات إرشادية كافية في المشاعر، التي تدلل على مسميات مسارات الطرق، وإن كان بعضها موجودا، ولكن نطلب منها المزيد لأن الحاج يفتقر للاتجاه الصحيح، وكيف يصل إلى مبتغاه دون أن يتوه بين المسارات والطرق المتعددة في المشاعر، ولذلك كثير من الناس يعاني من معرفة الاتجاه الصحيح، أو يجد من يرشده وقت شدة الزحام، فيا حبذا لو أن الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة تأخذ بهذا الاقتراح بتعزيز اللوحات الإرشادية داخل المشاعر وفي مكة المكرمة. كما نتمنى أن يكون هناك مزيد من الدراسات والبحوث لحل مشكلة الافتراش التي ظهرت بشكل محدود جدا حول الجمرات خاصة في الليل، لاسيما مع التعامل الراقي لرجال الأمن الذين حرصوا في التعامل باللين مع الحجاج وعدم استخدام الشدة معهم. تحية شكر وتقدير لرجال الأمن في مختلف قطاعاتهم في الحفاظ على أمن وسلامة الحجيج وبذل الجهد الكبير لضمان انسيابية الطرق وسهولة الحركة وسرعة انتقال الحجاج بين المشاعر دون مشقة أو إرهاق، والشكر موصول لجميع القطاعات الحكومية التي ساهمت وشاركت في نجاح حج هذا العام وتفوق هذه المسيرة العظيمة التي يشهد لها كل من تواجد على أراضي المشاعر المقدسة وفي داخل مكة المكرمة -زادها الله رفعة وتشريفا- ومسجدها الحرام الذي تمثلت فيه كل الخدمات المريحة للحاج لأداء النسك، والشكر أيضا موصول للعاملين في وزارة الحج، ووزارة الصحة، والإعلام، وغيرها من الوزارات التي كونت منظومة متكاملة لخدمة ضيوف الرحمن طلبا للأجر والمثوبة من الله، وعلى رأس هذه المنظومة سمو أمير منطقة مكة المكرمة الذي تابع مسيرة الحجيج لحظة بلحظة حتى تحقق هذا النجاح الذي لا ينكره إلا جاحد أو حاقد. بارك الله في جهود الجميع وحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وحكومته الرشيدة، ودعوة صادقة لكل من ساهم في إنجاح هذه الملحمة الكبرى التي ليس لها جزاء إلا الجنة بإذن الله. mdoaan@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (37) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :