تحولت هونغ كونغ مطلع أربعينيات القرن التاسع عشر إلى مستعمرة بريطانية عقب نهاية حرب الأفيون الأولى، وضمت الأراضي الجديدة التي حصل عليها البريطانيون شبه جزيرة كولون وجزيرة هونغ كونغ. وتميزت بكثافتها السكانية التي طغى عليها أساسا العنصر الصيني. وعلى رغم اعتبارها كرمز لقوة التاج البريطاني، اتخذ رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل سنة 1940 قرارا بتقليص عدد قواته بهونغ كونغ لمواجهة الحرب المستعرة بالقارة الأوروبية. لكن مع تزايد التهديد الياباني بالمحيط الهادئ، تراجع تشرشل خلال شهر أيلول/سبتمبر 1941 عن قراره السابق مفضّلا إرسال مزيد من جنود الكومنولث لهذه المنطقة استعدادا لغزو محتمل. وعلى حسب تقارير تلك الفترة، تكونت القوات البريطانية من جنود ذوي جنسيات مختلفة. فإضافة للبريطانيين، تواجدت فرق الكومنولث التي احتوت على جنود كنديين وهنود وفيلق المتطوعين الصينيين من هونغ كونغ. وبلغ تعداد هذه القوات حوالي 14 ألف جندي دعمتهم السلطات البريطانية بمدمرة بحرية وزوارق طربيدات. بعد ساعات من هجوم بيرل هاربر الذي أسفر عن مقتل أكثر من ألفي أميركي يوم 7 كانون الأول/سبتمبر 1941، باشر حوالي 50 ألف جندي ياباني بقيادة الجنرال تاكاشي ساكاي (Takashi Sakai) تدخلهم بهونغ كونغ بشكل مفاجئ، إذ قصفت الطائرات اليابانية مطار كاي تاك (Kai Tak) مدمرة عشرات الطائرات البريطانية. وأمام القصف المدفعي العنيف وتقدم الجنود اليابانيين السريع، أمر الجنرال البريطاني كريستوفر مالتبي (Christopher Maltby) يوم 11 كانون الأول/ديسمبر من نفس السنة، بإجلاء جميع قواته تدريجيا نحو جزيرة هونغ كونغ الرئيسية لإعادة تنظيم دفاعاته بها. في الأثناء، راسل اليابانيون يوم 17 كانون الأول/ديسمبر 1941 المسؤول البريطاني عن هونغ كونغ السير مارك يونغ وطالبوه بالاستسلام وجميع قوات الكومنولث مؤكدين على حتمية سقوط الجزيرة في قبضة اليابانيين. وفي المقابل، رفض البريطانيون الاستسلام مفضلين مواصلة العمليات القتالية لتحصل القوات اليابانية عقب ذلك على أوامر من قائدها بإعدام كل جندي بريطاني يقع بين يديها. على رغم محاولة الجنرال مالتبي تنظيم دفاعاته اعتمادا على القوات التي أجلاها نحو جزيرة هونغ كونغ وبسالة الهنود في القتال، أجبر البريطانيون على التراجع والتقهقر حيث بدأت ملامح الهزيمة تظهر يوم 19 من نفس الشهر عقب مقتل قائد اللواء الغربي الكندي جون لاوسن (John K. Lawson) وسقوط منطقة ونغ ناي شونغ (Wong Nai Chung) في قبضة اليابانيين. أثناء فترة العمليات القتالية بهونغ كونغ، لجأ اليابانيون لارتكاب جرائم حرب، فعمدوا لشدّ وثاق الأسرى البريطانيين وقتلهم بالحراب. كما أقدموا على تعذيب وقتل الطاقم الطبي والجرحى البريطانيين بمستشفى سانت ستيفان الميداني عقب محاصرته. لاحقا، سيطرت القوات اليابانية على خزانات ومصادر المياه الصالحة للشرب بهونغ كونغ وقطعت إمدادها نحو الجزيرة مهددة بذلك حياة كل من بالجزيرة. وأمام مواجهتهم لخطر الموت عطشا والتفوق العددي والعسكري لليابان، طلب البريطانيون من اليابانيين "وقف إطلاق نار" واستسلم على إثره الجنرال كريستوفر مالتبي يوم 25 كانون الأول/ديسمبر 1941 مع قواته لتقع بناء على ذلك هونغ كونغ في قبضة اليابانيين. عرف يوم 25 كانون الأول/ديسمبر 1941 بعيد الميلاد الأسود لدى البريطانيين. في الأثناء، أسفرت المعارك بهونغ كونغ عن مقتل وإصابة 4400 جندي بريطاني وأسر نحو 10 آلاف آخرين، فضلا عن ذلك اعتبر التدخل الياباني بهونغ كونغ انتهاكا للقوانين الدولية حيث هاجمت اليابان هذه المنطقة من دون إعلان حرب رسمي على بريطانيا. واستمر الوجود الياباني بهونغ كونغ 3 سنوات و8 أشهر حيث عادت المنطقة مجددا للبريطانيين عقب استسلام اليابان وهزيمتها بالحرب العالمية الثانية.
مشاركة :