أكد الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة سفير مملكة البحرين في القاهرة أن مملكة البحرين خسرت إعلاميا من الطراز الأول هو الأستاذ أحمد المرشد. وقال الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة إن المرشد (رحمه الله) سخر قلمه في حب البحرين ودفاعا عن مواقفه وقيادته الحكيمة، وأن الشأن البحريني كان ملازما له أينما كان، وخلال فترة عمله بالجامعة العربية كخبير إعلامي، بعد سنوات طويلة قضاها في وزارة الإعلام. وقد قامت سفارة البحرين بالقاهرة بإنهاء سفر الجثمان الذي تقرر وصوله إلى البحرين منتصف ليلة الأربعاء ليدفن اليوم الخميس، وقدم السفير البحريني بالقاهرة خالص العزاء لأسرة الفقيد. الذين عاشوا مع الراحل ساعاته الأخيرة قالوا إنه كان يبدو وكأن قلبه أوعز إليه بموعد الرحيل قبل أن يرحل بساعات قليلة، لذلك حرص المستشار والخبير الإعلامي أحمد المرشد على أن يعد العشاء الأخير، وكان عبارة عن أطباق بحرينية شهية، وكان لقاء دافئا حضره صديق عمره الذي لم يفارقه طوال 45 عاما، السفير خليل الذوادي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، والوزير المفوض عبدالرحمن هاشم والقنصل فيصل فهد جلال والإذاعي البحريني أحمد الساعي. كان مرحا كعادته متحدثا بعفويته وحيويته المعهودة، وعندما انتهت السهرة هم الأصدقاء بالرحيل، في انتظار لقاء جديد ووليمة أخرى من دون أن يدروا أن القدر قال كلمته وأن هذا هو اللقاء الأخير. في صبيحة اليوم التالي صحا نشيطا لا تبدو عليه أي آثار لتعب أو إرهاق، بل أخبر عمال المنزل أنه لن يتناول غداءه في البيت لأنه سيذهب إلى مجمع سيتي ستارز للقاء أصدقاء قدموا من البحرين، واتصلوا به ليعد لهم -كالمعتاد- أفضل برامج النزهة في القاهرة، التي كانوا يعلمون أن إحدى محطاتها وأهمها ستكون في شقته بالمعادي، ليستمتعوا برؤية النيل الساحر من شرفته في الطابق السادس والثلاثين. بصوت حزين حدثني السفير خليل الذوادي من مطار القاهرة ليلة الأربعاء حيث كان قد أنهى للتو إجراءات سفر جثمان صديق عمره أحمد المرشد، وقرر أن يكون مرافقا له في رحلته الأخيرة إلى البحرين، إذ من المقرر أن تصل الطائرة منتصف الليل.. وقال هو يغالب أحزانه: للأسف لم يتمكن الصديق أحمد المرشد من الالتقاء بأصدقائه والغداء معهم كما وعدهم، فقد كان للقدر ترتيب آخر. ويستطرد قائلا: نزل لشراء احتياجات المنزل من السوبر ماركت الكائن تحت البناية التي يقيم بها، وعندما وجد أبوابه مغلقه صعد مرة أخرى إلى شقته فداهمته آلام الأزمة القلبية المفاجئة بقوة، اتصل بي عامل بمنزله وأخبرني أنه يتألم بشدة، فسارعت إلى بيته وشاركت في نقله إلى أقرب مستشفى وهو مستشفى السلام الدولي، لكن الطبيب أخبرنا أن قضاء الله قد حل ولا راد لقضاء الله. ويقول السفير الذوادي: لم يخطر في بالي أن أرافق صديق العمر في رحلته الأخيرة، لقد بدأت صداقتنا خلال العمل في الإذاعة منذ عام 1974 واستمرت حتى اليوم مع تغير المواقع التي عملنا بها، حيث كان الراحل يعمل مستشارا وخبيرا إعلاميا بمكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية. وأضاف: إن الكلمات لا تكفي لرثاء صديق العمر، ورفيق درب المعاناة، ولا أجد سوى أن أقول إنه رجل أحب وطنه دائما وسخر قلمه للدفاع عنه في كل المواقف، وخلال كل الأزمات، رحم الله الإعلامي والصديق عاشق البحرين أحمد المرشد.
مشاركة :