في بداية كتابة شهادة ميلاد الكرة السعودية الحقيقي في عام 1984 ضمت قائمة المنتخب السعودي التاريخية لاعبين من أندية غير جماهيرية أشهرهم شايع النفيسة من الكوكب، سمير عبدالشكور في الوحدة، الثنائي خالدين وناصر المنصور من النهضة، عبدالله الدعيع حارس الطائي، وغيرهم كثير. هذه الأسماء المغمورة حينها نجحت في التفوق على نجوم الفرق الجماهيرية والكبيرة، وحجزت مواقعاً أساسية في خارطة “الأخضر”، ونالت ثقة الجهاز الفني بقيادة السعودي خليل الزياني، ولذلك كان المنتخب حينها تجربة جميلة لا زالت راسخة في الأذهان. تكرر الأمر بعد 10 أعوام، وتحديداً في مونديال 94 في المشاركة السعودية الأولى في كأس العالم، إذ تكررت التجربة، وضمت القائمة محمد الدعيع حارس الطائي، حمزة إدريس مهاجم أحد، طلال الجبرين في الرياض، حمزة صالح من الأنصار، وغيرهم. التجربة الجيدة التي تثق في عناصرها بعيداً عن لون قمصان أنديتهم ستنجح لا محالة، وهو ما حدث في هذا المونديال الذي وصل فيه إلى الدور الثاني للمرة الأولى والأخيرة حتى الآن. من بعد الفراغ من تجربة 94، و”الأخضر” بات حصرياً على نجوم الأندية الكبيرة فقط إلا في حالات قليلة لم تجد كامل الدعم، حتى اللاعب الموهوب الذي يقاتل من أجل إرتداء قميص المنتخب عبر ناديه المتوسط أو الصغير لا يستطيع تحقيق حلمه إلا عبر نادي كبير. مدافع فريق التعاون ياسين حمزة قدّم نفسه كمدافع مميز ولاعب صلب، صغير في السن لكن هذا لم يكفيه. الواقع أن الطريق إلى المنتخب لا يمر عبر فريقه التعاون، بداية الموسم الجاري إنتقل إلى فريق الإتحاد، وخاض مواجهتين رسمية معه فقط، بعدها تم ضمه إلى قائمة “الأخضر” الحالية، وشارك خلال الأيام الماضية اساسياً في مواجهتي تيمور الشرقية وماليزيا. أعتقد أن مثل هذه الممارسات جائرة في حق الأندية غير الجماهيرية، وتقتل طموح كل لاعب فيها، وتجبره على الرحيل من ناديه الذي قدّمه لأجل حلم المنتخب. أخيراً اللاعب الموهوب يحتاج الدعم والإنصاف بعيداً عن لون قميصه إن كنا نريد إصلاحاً لأوضاع منتخبنا الذي لا يزال يعاني للأسف.
مشاركة :