جسد جناح دولة الإمارات في مهرجان سوق عكاظ عراقة التراث الهندسي للعمارة الإماراتية القديمة، وقدم لزواره أنشطة ثقافية وتفاعلية عن أصالة التراث الإماراتي المادي والمعنوي المدرج على قائمة اليونسكو للتراث الإنساني العالمي، ومن بين أبرزها الفنون التراثية الشعبية، مثل استعراضات الحربية واليولا والألعاب الشعبية التي مارسها مجموعة كبيرة من الأطفال، حيث اختتمت دولة الإمارات مشاركتها في الفعاليات، التي أقيمت على مدار شهر أغسطس في موقع السوق التاريخي بمدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية. واستقطبت الفعاليات أكثر من 700 ألف زائر، كما حظي الجناح بزيارة خاصة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، والتي رافقه خلالها الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان سفير الدولة لدى المملكة العربية السعودية، وأشرفت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة والبعثة الدبلوماسية لدولة الإمارات في المملكة على تنظيم وتنفيذ الأنشطة. القرية التراثية كما قدم الجناح لزواره مختلف أنماط الثقافة والتراث الوطني لدولة الإمارات، ومن بينها الاستعراضات الفنية التراثية، والحرف اليدوية، وفن الطهي، وقام على تنفيذ الفعاليات الفنية 11 جمعية وفرقة فنية، حيث بلغ مجموع العروض الفنية التي أقامت أكثر من 220 عرضا طوال شهر أغسطس، كما تم استعراض مجموعة واسعة من الحرف والمنتجات اليدوية قدمتها 30 أسرة إماراتية من عضوات مراكز التنمية الاجتماعية التابعة تنمية المجتمع. وبرزت فعاليات «القرية التراثية الإماراتية»، ومن بينها «المجلس الإماراتي» الذي استضاف عدداً من الجلسات الحوارية المباشرة التي عكست القيم المجتمعية الراسخة التي توارثتها الأجيال، كما جسد المجلس رونق وكرم الضيافة العربية عبر فن الطهي الإماراتي، حيث تم تقديم لذائذ من المطبخ العربي لضيوف المجلس، وفي مقدمتها القهوة العربية التي تم إدراجها على قائمة اليونسكو للتراث العلمي كأحد أبرز أشكال التراث العربي الخليجي غير المادي، وذلك لأهميتها في التعبير عن أصالة وكرم الضيافة العربية. السير على النهج وأكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، المشاركة الناجحة في هذا الحدث الثقافي العربي العريق، الذي يعكس تراثنا التاريخي المشترك مع أشقائنا في المملكة العربية السعودية، وقال: «إن مشاركتنا في الفعاليات الثقافية العربية البارزة كمهرجان سوق عكاظ بما يمتلك من أبعاد تاريخية واسعة النطاق على المستوى التاريخي والجغرافي يأتي على قدر كبير من الأهمية، خصوصاً وأنها تعكس حرصنا في السير على النهج الذي وضعته القيادة التاريخية والحالية في الدولتين، فقد حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على إحياء التراث المادي والمعنوي لمجتمع دولة الإمارات، وترسيخ مكانته في نفوس الأجيال الصاعدة». وأعربت عن التطلع من اليوم إلى المشاركة التالية في مهرجان سوق عكاظ، انطلاقاً من منطلق الحرص على مشاركة تراثنا وما يمتلكه مجتمعنا من عادات وتقاليد عريقة، وذلك في إطار مهمة وزارة الثقافة وتنمية المعرفة الرامية للترويج للتراث والقيم الإماراتية داخلياً وخارجياً، وترسيخ مكانة الدولة على الخريطة الثقافية العالمية.