نادي دبي للصحافة يحتفي بسيرة حبيب الصايغ الحافلة بالعطاء

  • 9/6/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

احتفى نادي دبي للصحافة اليوم بسيرة الراحل الشاعر والكاتب حبيب الصايغ، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وأمين عام الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، في لفتة وفاء وتقدير لدوره، رحمه الله، في إثراء المشهد الثقافي محلياً وعربياً، وعطائه المؤثر في سجل الصحافة الإماراتية التي منحها عقوداً من العطاء وساهم في إرساء أسسها وشارك في مسيرة تطورها، فضلاً عن فيض عطاءه الفكري الذي ساهم في دفع الحراك الإبداعي وامتد تأثيره إلى خارج حدود الإمارات، مع ترجمة قصائده إلى عدة لغات عالمية. وخلال حفل التأبين الذي نظمه النادي بمشاركة وحضور شخصيات لافتة ممن زاملوا الراحل من مثقفين ومثقفات ورؤساء ومدراء تحرير الصحف المحلية ونخبة من الإعلاميين والمفكرين والأدباء الإماراتيين والعرب، قالت سعادة منى غانم المري، رئيسة نادي دبي للصحافة: "ستبقى الذكرى العطرة للكاتب والشاعر حبيب الصايغ دائماً تذكرنا بما تركه من بصمات مهمة في سجل العمل الثقافي والصحافي الإماراتي، لاسيما وأنه كان من الرواد الأوائل الذين أرسوا دعائم وأسس العمل الإعلامي في الدولة، وأحد أبرز من أثرى المشهد الصحافي المحلي بفكره الرصين ونظرته التحليلية وقلمه الرشيق، وكان خير القدوة والمعلم لأجيال ممن تتلمذوا على يديه في مجال الصحافة والشعر والأدب، مؤكدة أنه برحيل الصايغ تكون الصحافة الإماراتية - والمشهد الثقافي الإماراتي عموماً - قد فقدت إحدى الهامات الإعلامية الوطنية التي سخّرت فكرها وقلمها لخدمة الوطن والمواطن ولم تدخر جهداً في مساندة القضايا العربية من خلال مختلف المناصب التي تقلدها الراحل على مدار حياته العملية الحافلة بالعطاء. وأضافت سعادة منى المري، سيظل الراحل حاضراً في وجدان الإمارات ومثقفيها وصحافيها من خلال بصماته وأعماله التي خدم من خلالها هذا الوطن وأثرى بها المشهد الثقافي العربي، وستبقى ذكراه مصدر إلهام لأجيال من الإعلاميين والمثقفين. بدورها قالت الكاتبة والإعلامية الدكتورة حصة لوتاه، "الكتابة قلعة لا يهدمها الزمن"، وكذلك هي سيرة حبيب الصايغ الكاتب والإنسان والصحافي المهموم بقضايا وطنه، مؤكدة أن سيرة حبيب الصايغ هي سيرة مرحلة كاملة، رحل مخلفاً تاريخاً من النشاط الإعلامي الريادي في الثقافة والصحافة الإماراتية. لافتة أن نادي دبي للصحافة دائماً سباق في تميزه وطرحه للمبادرات المؤثرة، مثل مبادرته هذه التي نحتفي من خلالها بسيرة الراحل فارس القلم حبيب الصايغ – رحمه الله. وأضافت، لقد عاصرت في حبيب الصايغ رغبته في التجديد وقلقه الدائم للبحث عن أفكار خارجة عن المألوف، لافتة أن سيرته تشكل فرصة للشباب الإماراتي للاستفادة منها، وتعلم تجربة إنسانية غنية بالشواهد والمراحل السياسية والاجتماعية والثقافية والصحافية. وبدوره قال رائد برقاوي رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة الخليج: عرفت الراحل منذ عقود طويلة، عندما كان شاعراً مقيماً في لندن اثناء دراسته للدكتوراه، حيث عاد للإمارات بضغط من المرحوم الأستاذ تريم عمران والمرحوم الدكتور عبدالله عمران، الذين وجدو في حبيب الصايغ قلماً وطنياً لا بد أن تستفيد الدولة منه، وحينها زاملته في بيتنا الأول صحيفة الخليج، حيث قربتنا السنوات أكثر فأكثر، فتعرفت إلى دماثة خلقه، وحسه الإنساني، وذائقته الرفيعة وإيمانه المطلق بقضايا الإمارات، وسعيه عبر عمل جاد ودؤوب إلى التحليق عالياً باسم الإمارات. وأضاف برقاوي: كان الراحل غزيراً في الكتابة يملك حساً أدبياً قل نظيره في المشهد الثقافي اليوم، كما كان يتميز بكتابة عاموده الصحافي الذي لم يكن يشطب منها كلمة حين يبدأ بالكتابة نظراً لغزارة ودقة الأسلوب الذي كان يتمتع به الراحل. بدوره قال سامي الريامي رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم، أن حبيب الصايغ سيبقى متربعاً في قلوبنا، بإخلاصه في عمله وبأخلاقه الرفيعة في التعامل مهنة الصحافة. مؤكداً أن حب حبيب الصايغ للصحافة كان يتعدى علاقة الصحافي مع قلمه، حيث كان مهموماً بحب المهنة وتطوير الصحافة الإمارتية. وأضاف الريامي، كثيراً ما كان الرحل يتواصل معه شخصياً لأبداء اعجابه بخبر أو عنوان نشرته الإمارات اليوم، كما انه لم يكن يتردد بتزويد الاخرين بأفكار للكتابة حين يرى بان هذا الكاتب أو الصحافي أقدر على التعبير بأسلوبه حول مواضيع محددة. لافتاً بأن حبيب الصايغ قدم لنا بحبه لمهنة الصحافة وتواضعه في التعامل مع الاخرين نموذجاً إنسانياً وطنياً يستحق أن يحتفى به لأجيال قادمة. وقالت منى بوسمرة، رئيس التحرير المسؤول لصحيفة البيان: أن الراحل كان يشكل ضمن المشهد الإماراتي قامة أدبية وإعلامية نبيلة، ساهم بشكل فاعل في إثراء الحياة الأدبية والإعلامية في دولة الإمارات والمنطقة على مدى قرابة 4 عقود، مؤكدة ان مبادرة نادي دبي للصحافة لتنظيم هذا الاحتفاء بسيرة الراحل، يثبت مجدداً تميز النادي واسبقيته في تقدير لكل شخص ارتبط ذكره بتطوير المشهد الصحافي سواء محلياً أو عربياً. وأضافت منى بوسمرة، أنها عاصرت في الراحل شخصيته الوطنية الغيورة على بدله وقضايا امته، وأنها تستذكر وقفته المؤثرة من جوائز البوكر عندما دخل ضمن قائمة ترشيحات الجائزة في احدى السنوات كتاب وظفوا قلمهم لإساءة دولة الإمارات. لافتة أن حبيب الصايغ كان صاحب قلم منبري للدفاع عن وطنه وخدمة بلاده. ورغم كل المسؤوليات والمناصب التي خاضها الراحل في مسيرته، إلا انه لم ينس قضايا أمته، التي سكنت خبايا عقله ووجدانه، ففاضت نثراً وأبياتاً وكلمات آسرة، تنبض بهموم الوطن الكبير وقضاياه. كما قال الشاعر شهاب غانم، رحم الله الكاتب والإعلامي القدير حبيب الصايغ، قامة إماراتية وطنية عربية ترك أثراً كبيراً في تطور المشهد الإعلامي والأدبي الإماراتي، وخلف إرثاً إبداعياً سيظل مصدر فخر واعتزاز ومدرسة للأجيال القادمة. ناعياً إياه بأبيات شعرية نشرها في صحيفة البيان. وأضاف، عاصرت الراحل منذ مراحل الأولى في العام 1978 واستمرت علاقتي به ليبقى فيماً بعد رفيقاً ة حتى آخر يوم من حياته، مثلما رافقه الشعر، فطوع كل كلماته ليوصل أفكاره في قصائد ستبقى حيه طويلاً. من جهتها قالت الهنوف محمد، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الامارات بالانابة، كان الراحل بالنسبة لها نموذجاً حياً على الوطنية الإماراتية، بدأت علاقتها معه إنسانياً قبل ان تبدأ مهنياً عبر بوابة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات. مؤكدة، أن حبيب الصايغ ترك برحيله فراغاً كبيراً في الأوساط الثقافية والصحفية والأدبية، على الصعيد المحلي والعربي، سيظل حاضراً في وجدان هذا الوطن من خلال بصماته وأعماله التي خدم من خلالها الإمارات. لقد كان رحمه الله - شغوفاً بعمله، عاشقاً للتعبير عما يدور بخلده من أفكار تتصل بقضايا الوطن. وقال محمد الحمادي، رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتية، رئيس تحرير صحيفة الرؤية: في البداية نعزي الوسط الثقافي والإعلامي برحيل حبيب الصايغ، معرباً عن شكره لمبادرة نادي دبي للصحافة لتنظيم هذا الاحتفاء بسيرة الراحل، مضيفاً، برحيل حبيب الصايغ خسرنا قلماً عربياً وليس فقط اماراتياً، نظراً للمكانة التي كان يتحلا بها الراحل ضمن المشهد الثقافي والادبي العربي. بدوره قال إبراهيم العابدـ مستشار المجلس الوطني للإعلام، أن لغة الكلام تتعطل عندما يشاء المرء الحديث عن الراحل حبيب الصايغ، لافتاً انه شكل بعمله الصحافي والثقافي نقلة نوعية في المشهد الإماراتي، كما شكلت مقالاته الوطنية رسائل حب حقيقية صادقة للوطن بكل أطيافه، مؤكداً ان مبادرة نادي دبي للصحافة لتنظيم هذا الاحتفاء بسيرة الراحل، تحمل في طياتها رسالة تقدير وعرفان لهذه الشخصية الوطنية.   الإمارات في قلب المشهد الثقافي العربي بذل الراحل الصايغ جهوداً كبيرة لتعزيز مكانة المشهد الثقافي الإماراتي، ودفع نحو فكرة أن تكون الإمارات مقراً للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وبدأ بالترويج لهذه الفكرة داخلياً وعربياً، لتصبح الإمارات فيما بعد في قلب المشهد الثقافي العربي بعد انعقاد أعمال الدورة الـ 26 للجمعية العمومية لاتحاد الأدباء والكتّاب العرب في ديسمبر من العام 2015 وفيها فاز الصايغ بمنصب الأمين العام للاتحاد، وبهذا توج الراحل حبيب الصايغ كأول إماراتي وأول خليجي يحصل على هذا المنصب. ثم جدد للصايغ لدورة ثانية على التوالي وذلك خلال العام 2018. ساهم الصايغ خلال سنوات ترأسه للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في تعريف المثقفين العرب بمبدعي الإمارات من خلال إشراك مثقفي الإمارات في الأنشطة الثقافية العربية خارج الإمارات وداخلها، حيث كان للدولة حضوراً ثقافياً بارزاً في الجزائر ومصر وسورية والعراق والمغرب والمملكة العربية السعودية وغيرها من البلدان، كما أهتم الراحل في توسيع الفضاء الثقافي داخل الإمارات عبر مد جسور التواصل بين المثقفين العرب، محققاً بذلك المزيد من علو مكانة الإمارات ثقافياً. سيرة الراحل في سطور حبيب يوسف الصايغ (1955- 2019) حاصل على إجازة الفلسفة عام 1977 ومن ثم على درجة الماجستير في اللغويات الإنجليزية العربية والترجمة عام 1998 من جامعة لندن. شغل منصب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، ما بين عامي 2015 و2019. كما ترأس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات. وهو ايضاً رئيس التحرير المسؤول في صحيفة الخليج، وكاتب عامود يومي ايضاً في الصحيفة ذاتها. نشر إنتاجه عربياً في وقت مبكر وشارك في عشرات المؤتمرات والندوات العربية والعالمية، وأصدر أكثر من 15 ديواناً من أبرزها: "قصائد على بحر البحر"، و"الملامح"، و"قصائد إلى بيروت"، و"كسر في الوزن"، وغيرها من الإصدارات، وترجمت قصائده إلى عدة لغات عالمية، منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية والصينية. في 1978 شغل منصب نائب رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، وحرر أول صفحة تُعنى بالأقلام الواعدة في صحافة الإمارات عبر الصحيفة ذاتها تحت مسمى "نادي القلم"، كما أسس في العام 1980 أول ملحق ثقافي في الإمارات تحت مسمى "الفجر الثقافي". كما أسس وترأس تحرير مجلة "أوراق" الثقافية الشاملة في العام 1982. وشغل الراحل منصب رئيس تحرير مجلة "شؤون أدبية" الصادرة عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، لمجموعة من الأعداد. والراحل حبيب الصايغ حاصل على عدد من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2007، وجائزة تريم عمران (فئة رواد الصحافة) في العام 2004، كما كرّمته جمعية الصحفيين عام 2006 كأول من قضى 35 عاماً في خدمة الصحافة الوطنية.  طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :