المجمع الثقافي بأبوظبي 38 عاماً من الإبداع

  • 9/6/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

على مدى 38 عاماً، تحول المجمع الثقافي في قلب العاصمة أبوظبي إلى إحدى أبرز حاضنات الإبداع والثقافة الإماراتية التي نجحت في تحقيق المعادلة بين المادي والمعنوي، وأعلت من شأن قيم المعرفة والفن، ولعب دوراً محورياً في الحراك الثقافي الذي شهدته الدولة ككل، عبر إسهامه في اكتشاف المواهب الأدبية والفنية وتحفيز النبوغ الفكري بمختلف أشكاله. ويمثل المجمع الذي دشن في عام 1981 رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في إنشاء منصة تنطلق منها المبادرات الثقافية والفنية، وتكون معلماً وطنياً يرتكز على قناعاته الإسلامية والعربية، ويندفع بتطلعاته نحو الحداثة والتقدم. ويتميز تصميم المجمع الثقافي، الذي يقع في محيط قلعة قصر الحصن، بالمزج بين العمارة الإسلامية والطابع الحديث في البناء، كذلك جاء تصميم المبنى ميالاً نحو البساطة في الجماليات المعمارية، لإفساح مجال للدور الوظيفي للبناء، من تغليب المساحة على الكتلة. واستوحيت الأشكال الهندسية، التي استعملت في بناء الأقواس والأعمدة والساحات والحدائق، من فن العمارة الإسلامي، حيث توشّت الأروقة بالطوب المصقول، الذي يبرز جماله، من خلال تناقضه مع بساطة الجدران الخرسانية العادية المظهر، كذلك تم تزيين الأرضيات، والألواح التي تغطي الأقواس بزخارف هندسية فائقة الجمال، كما تم وضع اللمسات الأخيرة بواسطة إضافة بلاط السيراميك المنقوش بيد حرفية، الذي جاء على هيئة مربعات ونجوم مثمنة. أقسام ثلاثة ويتكون المجمع الثقافي من ثلاثة أقسام رئيسة هي: مركز حفظ الوثائق والبحوث، والمكتبة الوطنية، ومؤسسة الثقافة والفنون، وهو ما جعله يستقبل الباحثين والمثقفين والفنانين، إضافة إلى الأطفال الصغار الذين كانوا يتلقون فيه دورات تدريبية متعدّدة، ليتحوّل مع الوقت إلى خلية نحل لا تهدأ في مختلف فترات النهار وطوال شهور السنة. وضمّ المجمع الثقافي عند افتتاحه أول مكتبة وطنية، بالإضافة إلى مسرح لعروض الأداء ومركز للمعارض، وقد شهد إطلاق عدد من البرامج الرائدة التي تحتفي بالثقافة الإماراتية والإقليمية، وقدم مجموعة متنوعة من أشكال الفنون لتشجيع التبادل الثقافي مع العديد من ثقافات العالم. وحظي المجمع الثقافي منذ ذلك الحين بإشادة إقليمية ودولية باعتباره صرحاً عالمياً للثقافة والفنون، كما نال مكانة بارزة كأحد معالم التراث الحديث، وتم تسجيله كأحد مصادر التراث الثقافي الأصيل لأبوظبي. وفي عام 2009 قررت الجهات المشرفة على المجمع إغلاقه بغرض الصيانة والتجديد لمنطقة الحصن إلى أن أعيد افتتاحه في عام 2018، ورغم فترة الغياب الطويلة بقي المجمع حاضراً في وجدان وذاكرة المثقفين والفنانين والجمهور الذين رحبوا بهذه العودة الحميدة والانطلاقة الجديدة. مساحات جديدة وشهد المجمع أول من أمس تدشين مساحات جديدة في داخله، تضمنت معارض فنية ومسرحاً يتسع لـ 900 مقعد تقام عليه سلسلة من العروض الأدائية طوال العام، ومكتبة أبوظبي للأطفال ذات التصميم المبتكر إلى جانب استحداث «بيت الخط» وعودة «المرسم الحر» إلى مكان انطلاقه في ثمانينات القرن الماضي. وسيستضيف المجمّع الثقافي على مدار العام سلسلة من المعارض المعاصرة لفنانين محليين وإقليميين ودوليين تُقام تحت إشراف قيمين فنيين في مختلف المساحات المنتشرة داخل المجمّع الثقافي، بما فيها الطابق الأرضي والقاعة الرئيسية والمساحات الأخرى المرممة حديثاً، تأكيداً على رؤية منطقة الحصن المستقبلية انطلاقاً من جذور إرثها العريق. وينطلق الموسم الافتتاحي مع معرض «نجاة مكي: إضاءات» وهو معرض فردي يقدم مجموعة كبيرة من أعمال الفنانة الإماراتية البارزة نجاة مكي، ويُقام في القاعة الرئيسة ومساحات الطابق الأرضي بالمجمّع الثقافي. ويضم المعرض، الذي يقام خلال الفترة من 4 الجاري إلى 15 ديسمبر الجاري، برنامجاً عاماً يشمل سلسلة من الحوارات الفنية وورش العمل والدورات التدريبية والجولات الإرشادية وغيرها من عروض الأفلام إلى جانب البرامج الإبداعية الأخرى.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :