قال الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن هناك نعمة تعد من أعظم نعم الله سبحانه وتعالى على عباده، إلا أن هناك الكثيرين يغفلون عنها فلا يؤدون شكرها. وأوضح «البعيجان» في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن لحظات العمر فرصة للعمل ، ونعمة تستوجب الشكر، فقال الله تعالى: « وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا» الآية 18 من سورة النحل ، منوهًا بأن الزمن يمضي والعمر يسير ، ولحظات الحياة مدًا قصير، والواجبات متراكمة ، والحقوق مزدحمة ، فلا مجال للهو والعبث ، ولا مجال للفراغ والسرف.وحذر من الظلم مشددًا على حرمته في كل الشهور ، ولكن الله عظم حرمة الأشهر الحرم ، وجعل الذنب فيهن أعظم ، والعمل الصالح والأجر فيهن أعظم، لا فتًا إلى أن تقلب الأيام والليال ، وسرعة الزمان وتغير الأحوال ، وتجدد الأعوام وملاحقة الآجال ، لدليل على الزوال والمآل ، وعبرة لمن تعلق بالآمال ، يقلب الله الليل والنهار ، إن ذلك لعبرة لأولي الأبصار.وأضاف : كل عام يقدر بحساب ، فتفرق فيه المقادير وآجال الصغار والشيوخ والشباب ، وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب، تفنى الأجيال وتنتهي الآمال ، وتنقضي الآجال ، وكل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال ، فاغتنموا فرصة العمر والحياة ، وقدموا لأنفسكم من العمل أزكاه ، ولا تسوفوا فإن في التسويف حرمان ، فبادروا الحياة قبل الموت ، والفراغ قبل الشغل ، والغنا قب الفقر ، والشباب قبل الهرم ، والصحة قبل السقم.وتابع : عام انقضى ، ختمت أعماله وطويت صفائحه ، فهنيئًا لمن اغتنم فرصته ، وربح وقته ، وأصلح عمله ، ألا وقد دخلنا في غرة عام جديد ، يزفنا إلى القبور، ويحدوا بنا إلى يوم البعث والنشور ، فجدير بنا أن نبذل فرصة العمر في طاعة الله ، وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله .
مشاركة :