عقد الفريق الاستشاري الإسلامي المعني باستئصال شلل الأطفال، اجتماعه السنوي السادس، بمقر مشيخة الأزهر برئاسة مشتركة بين الأزهر ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، وبمشاركة الشريكين الرئيسيين الآخرين، وهما البنك الإسلامي للتنمية ومنظمة التعاون الإسلامي.وأشار الاجتماع إلى برنامج عمل منظمة التعاون الإسلامي الاستراتيجي للصحة 2014-2023، ويتعهد بمواءمة خطة عمله مع هذا البرنامج وضمان تنفيذه. وأكد التزامه بالمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال ويؤكد ثقته في مأمونية كل التطعيمات الروتينية للألطفال وفاعليتها باعتبارها وسيلة من وسائل الوقاية وإنقاذ الأرواح التي تحمي الأطفال. ويلاحظ بقلق استمرار سراية فيروس شلل الأطفال في جيوب يعيش بها أطفال فاتهم التطعيم في أفغانستان وباكستان، وأن السبب في عدم تطعيم بعض هؤلاء الأطفال هو انتشار الشائعات والمفاهيم الخاطئة مما أدى إلى رفض الأسر والوالدين. كما يلاحظ بقلق حظر أنشطة التطعيم في أجزاء من أفغانستان ، ويحث الأطراف المعنية على تيسير تنفيذ هذه الأنشطة حفاظًا على سلامة جميع الأطفال وشدد الاجتماع على واحد من أهم مبادئ الشريعة الإسلامية السمحاء ويُذكر بهذا المبدأ الذي يقضي بحق جميع الأطفال ، بنين وبنات على حدّ سواء ، في العيش والازدهار وتحقيق كامل إمكانياتهم ، وهو المبدأ الذي يوجه تنفيذ الأحكام الإسلامية المتعلقة بالأطفال في كافة الأمور ومنها الصحة ويدعو كل الآباء ومقدمي الرعاية إلى القيام بما يجب عليهم شرعًا وتطعيم أولادهم ضد شلل الأطفال وجميع الأمراض التي يمكن منعها باللقاحات ، لما فيه من حماية صحة أولادهم وصحة مجتمعاتهم ويتفق تمامًا وأحكام الشريعة الإسلامية الغراء. وأكد الفريق الاستشاري، أن لقاح شلل الأطفال حلال ولا يتعارض مع الشريعة الإسلامية ويثني على الجهود الجبارة التي يقوم بها العاملون الصحيون والعاملون في الخطوط الأمامية في كل مكان لتعزيز الأواصر مع مجتمعاتهم وحماية الأطفال من شلل الأطفال وغيره من الأمراض المعدية ويشيد بحماسهم والتزامهم ، ويشدد على احترام جهودهم ودعمها ؛ لا يدعم الجهود التي تبذلها الحكومات والمجتمعات المحلية والآباء والأمهات في البلدان التي يتوطن فيها فيروس شلل الأطفال لوقف سراية المرض في أفغانستان وباكستان ، ويدعو الحكومات إلى مواصلة التزامها بتنفيذ خطط عمل وطنية معحُلة ومُنسّقة للطوارئ : و بحث وزارات الصحة على مواصلة التعاون مع المنظمات التقنية ، مثل اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية ، لتنفيذ خطط عمل الطوارئ الوطنية والبرامج والاستراتيجيات التي تهدف للوصول إلى الأطفال المفقودة دائمًا للإسراع بوتيرة الجهود الرامية إلى استئصال شلل الأطفال ، أو صياغة تلك الخطط ووضع هذه البرامج والاستراتيجيات ، حسب الاقتضاء. ودعا الفريق الاستشاري، جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والمجتمع الدولي والمجتمع المدني والمنظمات الخيرية إلى التعاون والدعم والمشاركة في الجهود المبذولة لإنهاء شلل الأطفال ، مع التسليم بضرورة تعزيز توافر الموارد المالية وتوزيعها بكفاءة لضمان تحقيق عالم خال من شلل الأطفال. كما أشاد بالدعم المستمر والبالغ الأهمية الذي يقدّمه البنك الإسلامي للتنمية ، ويشجع سائر الشركاء الإنمائيين الدوليين ، خاصة الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، وصندوق التضامن الإسلامي وغيرهم ، على توحيد جهودهم من أجل استئصال شلل الأطفال ودعم النطاق الموسعة للفريق الاستشاري الإسلامي. ويشجع الفريق على تعزيز الشراكة والتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية الإسلامية لتشارك بسرعة في الدعوة والتوعية بفوائد المبادرات الصحية في مرحلة الطفولة المبكرة وأهميتها ، ومنها برامج التطعيم الروتينية وسائر التدخلات الصحية المنقذة للحياة. كما أعرب عن تقديره لما تقدمه وسائل الإعلام العالمية والإقليمية والوطنية والمحلية ، بما في ذلك شبكات التواصل الاجتماعي ، من دعم في توعية الآباء والأمهات والمجتمعات المحلية بأهمية التطعيم ضد شلل الأطفال وسائر اللقاحات التي تنقذ الأرواح، َوعن عن امتنانه لحكومة جمهورية مصر العربية والأزهر الشريف لالتزامهما الاستثنائي ودعمهما الهدف استئصال شلل الأطفال ، وعلى استضافة الاجتماع السنوي السادس للفريق الاستشاري الإسلامي.