في الوقت الذي تتفنن فيه الشركات المنتجة للسيجارة الإلكترونية في طرح أشكال مختلفة للسيجارة ونكهات متعددة لسوائلها، يبقى المنتج الجديد للمدخنين محاصراً بين ضرورة حصول منافذ البيع على تراخيص لبيعها وبين تحذيرات طبية تؤكد وجود أضرار صحية عديدة للسيجارة الإلكترونية، ربما تزيد في مضارها عن السجائر التقليدية المعروفة. والسيجارة الإلكترونية عبارة عن «مرذاذ محمول» يعمل ببطارية تحاكي عملية تدخين التبغ مع توفير بعض الجوانب السلوكية للتدخين، بما في ذلك حركة اليد إلى الفم المرتبطة بالتدخين، ولكن من دون حرق التبغ. ومع انتشار السيجارة الإلكترونية ظهرت العديد من الدراسات والآراء حول مدى تحقيقها السبب الرئيس من اختراعها وصناعتها، وهو التقليل من مخاطرها للمدخنين، والراغبين في الإقلاع عن التدخين، لا سيما مع بدء انتشارها بين فئات المراهقين والأطفال. يرى الدكتور حلمي طاهر أخصائي أمراض باطنية في رأس الخيمة أن عواقب استخدام السجائر الالكترونية لا تقل أبداً عن السجائر العادية والشيشة والغليون «المدواخ» سواء من الناحية الصحية أو أضرارها الفجائية، موضحاً أن السجائر بشكل عام تمثل عاملاً مؤثراً في عمر الإنسان، خاصة وأن الأبخرة التي تخرج من السجائر الإلكترونية مواد سامة تضر المحيطين بممارسيها، ناهيك أن ممارس عادة تدخين تلك السجائر، معرض للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، كون التعرض الدائم للنيكوتين يؤدي إلى ضعف مقاومة الأنسولين، مسبباً بالتالي ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم وفقدان الشهية، بالإضافة إلى أمراض جهاز التنفس مثل الربو والسعال خاصة عند المراهقين، وذلك نتيجة ارتباط مكوناته بمركب ثنائي الاستيتيل الذي يؤثر بشكل مباشر على الرئة والصدر بشكل عام. ووفقاً لمصدرنا، تحتوى السجائر الإلكترونية على مركب ايثيلين غليكول ونتروزامين الموجودة في السجائر العادية ومن مؤثرات هذه المواد إمكانية الإصابة بالسرطان، منوها إلى تجاوز المشاكل الناجمة عنها الجوانب الصحية إلى احتمالية الاشتعال بسبب أخطاء بالبطارية آو الشحن، وهو ما تم رصد حالات منه. من جانبه، أوضح طبيب الأسنان علا حمدي أن للسجائر الإكترونية مضار على صحة الأسنان والفم كغيرها من وسائل التدخين العادية والشيشة، خاصة وأن المواد المكونة منها تقلل من نسبة اللعاب الذي يفرز في الفم وبالتالي يسبب سلبيات عدة مثل تسوس الأسنان ومشاكل احمرار وتورم اللثة، ناصحاً ممارسي هذه العادة بالتوقف بشكل تام عن التدخين واستبدالها بوسائل أخرى للإقلاع. بدوره، أكد المواطن خالد سعيد حمدون ولي أمر لأطفال ومراهقين أن مسألة اقتناء السجائر الإلكترونية باتت سهلة وميسّرة لدى المراهقين والتي قد تطالها أيدي الأطفال أيضاً، وذلك من خلال توفرها بمنافذ بيع السجائر، مشيراً إلى أن الدولة الآسيوية المصدرة لهذا النوع من السجائر طرحت ما لا يقل عن 480 شكلاً لترويجها، محذراً من خطأ مقولة إن أضرارها أقل من أضرار السيجارة التقليدية، كون الواقع يؤكد دخول كثير من متعاطيها عالم إدمان النيكوتين. وأجمع عدد من المراهقين على أن السجائر الإلكترونية تعطيهم شعوراً بأنهم أكبر سناً وتمنحهم شخصية رجولية، وذكر بعضهم أن استخدامها يدعم شخصيتهم ويعزز مظهرهم الخارجي. وأوضح بائعو السجائر الإكترونية أنه لا يمكن لأي محل متخصص في بيع معدات التدخين أن يبيع هذه البضائع من دون رخصة تجارية وموافقة من الجهات المعتمدة، منوهين أن بعض المحال لا تبيع هذه السجائر إلا للكبار وترفض بيعها للمراهقين والصغار. وذكروا أن أسعارها تختلف بحسب النوعية والعدد، منوهين إلى وجود سجائر تباع بالحبة يصل سعرها 20 درهماً والعلبة فيها 3 حبات بـ50 درهماً ويصل السعر أحياناً إلى 75 للعلبة ذات 3 حبات. كما توجد أيضاً السجائر الإلكترونية التي تعبأ «zero» ويبدأ سعر التعبئة من 80 حتى 135 درهماً، فضلاً عن وجود العديد من النكهات ومنها البطيخ المثلج والفراولة والتفاح والرمان والشوكولاتة. وأدخلت دولة الإمارات منذ الربع الأخير من عام 2017 السيجارة الإلكترونية ضمن قائمة السلع الانتقائية، باعتبارها منتجاً يتبع قائمة التبغ، ما يعني خضوعه لضريبة منتجات التبغ بنسبة 100%. العيادة الطلابية قال التربوي محمد الخنبولي إداري بإحدى مدارس رأس الخيمة إن مدارس الإمارة تنظم بشكل دوري وبالتنسيق مع جهات طبية محاضرات للتوعية بمخاطر التدخين والابتعاد عن أماكن تداوله، لافتاً إلى تركيز تلك المحاضرات على الجوانب النفسية السلبية للمدخنين وتأثير السجائر على التحصيل الدراسي للطلاب، مؤكداً أن العيادة أعطت نتائج إيجابية، وحدث كثير من حالات التجاوب مع الطلاب الراغبين بالإقلاع عن التدخين وسلبياته.
مشاركة :