استشهد فلسطينيان، أحدهما طفل، وأصيب 76 آخرون بالرصاص، أحدهم إصابته بالغة الخطورة ودخل في حالة موت سريري، خلال المواجهات الأسبوعية شرق قطاع غزة المحاصر. وذكر شهود عيان، أن جنود الاحتلال المتمركزين في الأبراج العسكرية وخلف السواتر التربية أطلقوا الرصاص الحي و«المطاطي» وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين، ما أدى إلى استشهاد الفتى علي الأشقر (17 عاماً) متأثراً بإصابته الخطيرة في الرأس، خلال مشاركته بمسيرة سلمية في منطقة أبو صفية شرق بلدة جباليا شمال القطاع، وكذلك الطفل خالد الربعي (14 عاماً) جراء إصابته برصاص قناصة الاحتلال قرب موقع «ملكة» العسكري الإسرائيلي شرق مدينة غزة، وإصابة 46 مواطناً بالرصاص الحي، أحدهم دخل في حالة موت سريري، و30 بأعيرة معدنية مغلفة بالمطاط وبقنابل الغاز والاختناق، بينهم مصور صحفي ومسعفون متطوعون خلال عملهم المهني والإنساني على امتداد السياج الفاصل شرقي القطاع. وتتواصل المسيرات السلمية شرق القطاع للأسبوع الثالث والسبعين على التوالي، رفضاً للحصار الإسرائيلي، وتأكيداً على حق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم. وقال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم في بيان إن «استهتار الاحتلال بدماء المتظاهرين السلميين في مسيرات العودة جريمة يتحمل الاحتلال كامل تداعياتها». وبذلك، يرتفع إلى 308 عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات في 30 مارس العام الماضي. وأطلق جنود الاحتلال النار بكثافة صوب الآلاف من الفلسطينيين الذين وصلوا إلى مخيمات العودة للمشاركة في الجمعة «حماية الجبهة الداخلية» استجابة لدعوة من الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار والتي دعت أهالي قطاع غزة للمشاركة الجماهيرية الحاشدة في جمعة «حماية الجبهة الداخلية» بمخيمات العودة. وانتشر العشرات من جنود الاحتلال الإسرائيلي بمحاذاة مخيمات العودة الخمس، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في الأجواء. ودعت الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار إلى أوسع مشاركة ممكنة في الجمعة القادمة «74» بعنوان «فلتشطب أوسلو من تاريخنا» في ذكرى توقيعها ورداً على مشاريع الإدارة الأميركية لتصفية القضية وإجراءاتها بحق قضية اللاجئين، ورفضاً لتهديدات الاحتلال بضم الضفة المحتلة وتهويد المقدسات، وتأكيداً على رفض الشعب الفلسطيني للخنوع، وحقه في الحرية والاستقلال. وأكدت الهيئة في مؤتمر صحفي في ختام فعاليات الجمعة استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار وتعزيز الحضور الجماهيري فيها، مشددة على سلامة وتماسك الجبهة الداخلية في مواجهة الاحتلال ومخططاته الشريرة «فسلامة جبهتنا الداخلية ضمان لاستمرار المقاومة ومسيرات العودة». وحذرت الهيئة من استمرار الاقتحامات للمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي والاعتداء على الوقف المسيحي، داعية جماهير شعبنا في الضفة المحتلة إلى التصدي لمحاولات الضم والتهويد لأرضنا من قبل زعران المستوطنين، فالمحافظة على الأرض هي مسؤوليتنا جميعاً. إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، إنه يعتقد أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستكشف في الأسابيع القادمة تفاصيل خطة السلام التي تأخرت طويلاً بين الفلسطينيين وإسرائيل. ورداً على سؤال بعد كلمة ألقاها في جامعة كانساس قال بومبيو «أعتقد أننا سنعلن رؤيتنا خلال الأسابيع القادمة». كان جيسون جرينبلات، مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط، قال الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة لن تكشف عن الجزء السياسي من الخطة المنتظرة قبل الانتخابات الإسرائيلية المقرر إجراؤها في 17 سبتمبر. وقال «نجري مشاورات مكثفة في المنطقة منذ عامين ونصف عام. أعتقد أنه في الأسابيع المقبلة سنكشف عن رؤيتنا». وأضاف الوزير «آمل أن يرى العالم هذا كأساس لبناء المستقبل. إنها مشكلة صعبة، سيتعين على هذين الشعبين في النهاية حلها بمفردهما، لكننا نعمل بجد من أجل ذلك». وتأتي تصريحاته غداة استقالة جيسون جرينبلات، مستشار ترامب وأحد المهندسين الرئيسين لهذه الخطة مع جاريد كوشنر، صهر الرئيس، وديفيد فريدمان، السفير الأميركي لدى إسرائيل.
مشاركة :