صراحة- وكالات : منعت الشرطة في هونج كونج المحتجين المناهضين للحكومة من إغلاق الطرق المؤدية إلى المطار يوم السبت، لكنها أطلقت الغاز المسيل للدموع لليلة الثانية على التوالي في منطقة مونج كوك ذات الكثافة السكانية العالية مع استمرار الاضطرابات للأسبوع الرابع عشر على التوالي. وأقامت الشرطة نقاط تفتيش لفحص التذاكر وجوازات السفر للسماح لمن يحملها فقط ببلوغ المطار لتجنب الفوضى التي وقعت مطلع الأسبوع الماضي عندما أغلق المحتجون الطرق المؤدية للمطار وعرقلوا سير القطارات وخربوا محطة قطارات في بلدة تونج تشونج القريبة. كما احتل المحتجون صالة الوصول في المطار الشهر الماضي مما تسبب في تعليق أو تأخير رحلات وسط سلسلة من الاشتباكات مع الشرطة. ومع حلول الظلام يوم السبت، شهدت منطقة تونج تشونج بعض المواجهات بين المحتجين والشرطة لكن دون مؤشر على تجدد العنف. وتسببت المظاهرات المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر في بعض الأحيان في إصابة مناطق بالمدينة بالشلل، وهي مركز مالي كبير في آسيا، وسط اشتباكات في الشوارع بين المحتجين والشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل ومدافع المياه. وتسببت عمليات اعتقال المحتجين التي اتسمت بالعنف في لفت الانتباه العالمي. وقام مئات المتظاهرين الذين ارتدى كثيرون منهم أقنعة وملابس سوداء بمهاجمة محطات مترو في منطقة مونج كوك ليل الجمعة بسبب ما عرضه التلفزيون من قيام الشرطة بضرب محتجين في أحد قطارات المترو في 31 أغسطس آب وهم جاثمون على الأرض. وبدافع الغضب بسبب إغلاق شبكة النقل العامة (إم.تي.آر) بعض محطات القطارات لمنع المحتجين من الاحتشاد أشعل المتظاهرون النار في الشارع. وطالب المحتجون أيضا بلقطات صورتها كاميرات مراقبة لواقعة ضرب الشرطة للمتظاهرين في قطار المترو. وتجمع المحتجون من جديد بعد حلول المساء يوم السبت لكن الشرطة فرقتهم بالغاز المسيل للدموع بعد اشتباكات استخدمت الشرطة فيها رذاذ الفلفل. واعتقلت الشرطة عددا من المتظاهرين. وامتدت الاشتباكات إلى محطة للقطارات في شا تن شمالي جبل ليون روك الذي يفصل بين كولون والأقاليم الواقعة على الحدود مع البر الرئيسي الصيني. ووقعت مشاجرات خارج المطار بين الشرطة وأشخاص أرادوا استقبال أقارب لهم وطالبتهم الشرطة بالرحيل. وشيد مطار تشيك لاب كوك في أواخر الحكم البريطاني لهونج كونج حول جزيرة صغيرة تحمل نفس الاسم ويتم الوصول إليه من خلال سلسلة من الجسور. وأعلنت زعيمة هونج كونج كاري لام تقديم تنازلات الأسبوع الماضي في محاولة لإنهاء الاحتجاجات، بما في ذلك إلغاء مشروع قانون تسليم المشتبه بهم للصين والذي لم يكن يحظى بأي شعبية. لكن كثيرين قالوا إن تحركاتها غير كافية وجاءت بعد فوات الأوان. وكان مشروع القانون سيسمح بتسليم المشتبه بهم إلى الصين على الرغم من وجود نظام قضائي مستقل في هونج كونج يعود لفترة الحكم البريطاني. لكن مطالب المظاهرات التي بدأت في يونيو حزيران أصبحت أوسع نطاقا منذ ذلك الحين لتشمل المزيد من الديمقراطية وتعهد الكثير من المحتجين بمواصلة التظاهر. وعادت هونج كونج إلى حكم الصين في عام 1997 بموجب صيغة ”بلد واحد ونظامان“ التي تضمن تمتع سكان المدينة بحريات لا يُسمح بها في بر الصين الرئيسي. ويخشى كثير من السكان أن تقلص بكين هذا الحكم الذاتي. وتنفي الصين ذلك وتقول إن هونج كونج شأن داخلي. ونددت بكين بالاحتجاجات واتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا بتأجيجها، محذرة من مغبة الإضرار بالاقتصاد.
مشاركة :