معالجة حالة الطوارئ المناخية

  • 9/8/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

انطونيو جوتيريس * إننا نواجه الآن حالة طوارئ مناخية مثيرة للأسى، كان الشهر الماضي، أعلى الشهور حرارة على الإطلاق. وتتجه الأمور (حسب مراصد المناخ) إلى تسجيل الأعوام من 2015 إلى 2019، الأعوام الخمسة، الأعلى حرارة على الإطلاق. وفي الوقت نفسه، وفقاً لمنظمة الأرصاد العالمية، فإن مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، هو الأعلى خلال الحياة البشرية، ونحن في حاجة إلى الرجوع من ثلاثة إلى خمسة ملايين عام، لكي نجد تركيزات مماثلة، وفي ذلك الوقت، كانت درجات الحرارة أعلى وكان مستوى البحار أعلى ب 10 إلى 20 متراً. وفي الجانب الآخر، لو نظر المرء إلى جزيرة جرينلاند، وهي ثاني أكبر غطاء جليدي، لرأى أن الجزيرة تذوب بشكل مؤثر- 179 مليون طن من الجليد ذابت خلال شهر يوليو/تموز الماضي. ولو نظرنا إلى الحرائق في سيبيريا، في ألاسكا، في كندا، وفي جرينلاند في الدائرة القطبية الشمالية، لرأينا أنه جرى في يونيو/حزيران، إطلاق 50 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون. وفي يوليو/تموز، 79 جيجا طن، والآن ها نحن نشهد ما يحدث في الأمازون. إذاً، هذه طوارئ مناخية حقاً. إن وضعنا أسوأ بكثير مما كان عليه عند وضع اتفاقية باريس. وأفضل الحلول العلمية المتاحة واضح، وفقاً للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ: إننا في حاجة مطلقة إلى إبقاء الارتفاع في درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية، إلى نهاية القرن، وإلى أن يكون العالم متعادلاً كربونياً في عام 2050، وأن يكون قد خفض الانبعاثات بنسبة 45% بحلول عام 2030. ولذلك، فإنه من الأساسي بشكل مطلق أن تُلزم الدول نفسها بزيادة ما كان قد وُعِد به في باريس، لأن ما كان قد وُعِد به في باريس ليس كافياً، ولا يجري تطبيقه حتى في الوقت الراهن. إننا في حاجة إلى المزيد من الطموح، ونحتاج إلى التزام أقوى. إننا نرى تعبئة المجتمع، وتعبئة الشباب، ونريد من الدول أن تأتي إلى نيويورك، وأن تكون قادرة على الالتزام بأن تكون متعادلة كربونياً في عام 2050، وأن تكون قادرة على زيادة طموحها بشكل جوهري في المساهمات التي تتحدد على الصعيد الوطني، بالعمل المناخي الذي ستجري مراجعته في عام 2020. نحن في حاجة إلى أن نتأكد من أن لدينا تحويلاً للضرائب من الناس إلى الكربون، وإنهاء المعونات المالية للوقود الأحفوري، وضمان عدم قيامنا ببناء مزيد من محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم بعد عام 2020. كل هذا يتطلب قدراً كبيراً من الإرادة السياسية، وقد كانت قمة الدول السبع، فرصة ممتازة للدعوة إلى المشاركة القوية من قِبل المجتمع الدولي. وكان الشباب يقودون الركب، وسوف نبدأ العمل بقمة مناخية للشباب في الأمم المتحدة، لكننا نريد من تلك الدول التي تنتمي إلى مجموعة الدول السبع بخاصة، أن تكون قدوة إيجابية. * الأمين العام للأمم المتحدة. موقع: إنْ ديبْث نيوز.

مشاركة :