كتبت - هناء صالح الترك : انطلقت أمس أعمال المؤتمر الدولي حول «دراسة أسباب التطرف» الذي ينظمه معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية بجامعة قطر (SESRI) بحضور نخبة من الخبراء الدوليين والعلماء وصناع القرار من 20 دولة حول العالم. يتضمن جدول أعمال المؤتمر خمس جلسات، تتناول دور السياسة القائمة على الأدلة في مكافحة التطرف، وتقييم عوامل خطر هذه الظاهرة، وسبل مراقبتها ومكافحتها، و«عمليات التطرف والمرونة»، مع طرح مقاربات جديدة لقياس التطرف والتعصب. ويسعى المشاركون إلى مزيد من الاستكشاف للمتغيرات على المستويين الفردي والمجتمعي، التي يمكن أن تكون بمثابة مؤشرات للظاهرة، من أجل إجراء تقييم كامل لفعالية الاستراتيجيات الحالية لمكافحة التطرف ولتطوير وتنفيذ أدوات ومنهجيات تقييم المخاطر. ويعتبر هذا الحدث الأول من نوعه في الشرق الأوسط، إذ يعقد على خلفية الجهود المستمرة التي تبذلها دولة قطر لتعزيز مكافحة الإرهاب في كافة المنتديات العالمية. وأكد الدكتور حسن بن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر أهمية هذا المؤتمر الدولي، مشيراً إلى أن الخبراء سيبحثون على مدى يومين العوامل المسببة للتطرف ومخاطره وآليات التصدي لهذه الظاهرة وتقييم الجهود الدولية لرصد ومكافحة الراديكالية والتطرف العنيف .. مشيراً إلى أن هذه الفعاليات العلمية تنسجم مع الجهود الحثيثة والمستمرة التي تبذلها قطر لتعزيز التقدم في مكافحة التطرف والإرهاب في منتديات دولية مختلفة. وأعلن أن المؤتمر يشكل منصة لانطلاق مشروع بحثي جديد مهم أطلقه معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية بالشراكة مع عدد من مراكز البحوث ومعاهد السياسات المتميزة حول العالم بهدف تطوير مؤشر دولي لقياس مستوى التطرف المؤدي إلى العنف ودراسة محدداتها وتتبعها عبر الزمان والمكان، للوصول إلى بيانات دولية حول هذه الظاهرة تتاح للباحثين وصناع السياسات. وأوضح أن هذه البيانات ستساعد في فهم سبب ميول بعض الأفراد والجماعات نحو التطرف، بينما يرفض آخرون ذلك على الرغم من تعرضهم للضغوطات والظروف نفسها .. مؤكدا في السياق ذاته أهمية هذه البيانات على مستوى الدول لتقييم نجاح الاستراتيجيات المتبعة لمكافحة التطرف وعلى تطوير وتنفيذ أدوات ومنهجيات جديدة لتقييم المخاطر. وأشار إلى أن هذا المشروع البحثي يمثل نهاية مشوار طويل من الأبحاث المسحية على المستوى العالمي التي أجراها المعهد منذ تأسيسه في العام 2008، منوهاً بالإنجازات التي حققها المعهد في مجال البحوث خلال السنوات الماضية على المستويين المحلي أو الدولي. تناولت الجلسة الأولى للمؤتمر دور السياسة القائمة على الأدلة في مكافحة التطرف وناقشت التقدم المحرز في دمج البحوث القائمة على الأدلة في استجابات السياسة، حيث أوضح المشاركون أنه لا تزال هناك ثغرات بحثية مهمة فيما يتعلق بالعناصر الحاسمة في مكافحة الإرهاب ومكافحة ردود التطرف العنيف حيث تواجه العديد من البلدان تحديات في فهم دوافع التطرف للعنف وتقييم مدى تعرض الأفراد للتجنيد الإرهابي والتطرف في العنف. وأكد المشاركون أن مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف من بين تحديات العصر الحديث، حيث تواصل الحكومات في جميع أنحاء العالم تخصيص موارد كبيرة لفهم دوافع التطرف، من أجل تحديد أفضل الممارسات في مجال مكافحة الإرهاب ومكافحة التطرف العنيف. ومن المقرر أن تختتم أعمال المؤتمر اليوم بإعلان يتضمن عدداً من التوصيات التي تعزز وجود رؤى علمية جديدة لدراسة أسباب التطرف. ميشيل كونينكس: مطلوب شراكات حقيقية بين الحكومات والمراكز البحثية نوهت السيدة ميشيل كونينكس المدير التنفيذي للإدارة التنفيذية لمكافحة الإرهاب بمجلس الأمن الدولي بعقد هذا المؤتمر الذي يدرس أسباب التطرف، مؤكدة الحاجة إلى نهج عملي مدروس لمكافحة ظاهرة الإرهاب ودراسة أسباب جنوح البعض نحو هذه الآفة الخطيرة والدوافع الحقيقية لانخراطهم في صفوف الإرهابيين. ودعت إلى شراكات حقيقية بين الحكومات والمراكز البحثية ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة لوضع آليات فعالة وسياسات قائمة على الأدلة وتطوير ممارسات سليمة لمواجهة ظاهرة التطرف، لافتة إلى قرار مجلس الأمن الذي دعا الدول إلى تطوير أدوات تقييم المخاطر للأفراد الذين تظهر عليهم علامات تطرف قد تؤدي إلى العنف. اللواء عبدالعزيز الأنصاري: قطر من الدول الرائدة في مكافحة الإرهاب أكد اللواء مهندس عبد العزيز عبدالله الأنصاري رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب أهمية هذا المؤتمر ودوره في رفد جهود دولة قطر في مواجهة الإرهاب، معرباً عن تطلعه لإطلاق مؤشر قياس مستوى التطرف كأحد مخرجات المؤتمر. وقال: سيكون هذا المؤشر مرجعاً أساسياً لقياس هذه الظاهرة. وأضاف أن ظاهرة التطرف عالمية وتتطلب جهداً دولياً لمحاربتها، مشيراً إلى أنه لا أحد بمنأى عن هذه الظاهرة ولابد من تضافر جهود المجتمع الدولي لمواجهتها وإيجاد سياسات ثابتة وملزمة للجميع لحماية الأمن والسلم الدوليين من مخاطر الإرهاب. وشدد على أن دولة قطر من الدول الرائدة في مكافحة ظاهرة الإرهاب وتفخر بما تنجزه على الصعيد الدولي في هذا المجال .. مشيراً إلى الاتفاقيات التي وقعتها الدولة مع الأمم المتحدة وشراكاتها الاستراتيجية لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة حول العالم.
مشاركة :